سياسة عربية

اليمن: انهيار المبادرة الخليجية لوقف القتال والحوثيون يدخلون محافظة الجوف

لم تمض سوى ايام قليلة على اطلاق المبادرة الخليجية لوقف اطلاق النار في اليمن، حتى اشارت المعطيات الى ان المبادرة انهارت تماماً. وانه لا وجود لها. المبادرة التي حظيت بتأييد واسع من قبل مجموعات من الاصدقاء، كانت رحبت باتفاق وقف اطلاق النار بين الجيش اليمني والتيار الحوثي، حيث رحبت  الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة عمران شمال اليمن والمناطق المحيطة بها والتي توجت بالتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة السلم والأمن إلى المناطق المتأثرة بشكل مباشر بأحداث العنف الأخيرة.

وجاء في بيان مشترك أصدره سفراء الدول العشر المعتمدون بصنعاء، أن «من واجب جميع الأطراف حماية المدنيين واحترام وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية». فقد تدخل الطيران اليمني مجدداً لقصف مواقع للمتمردين الحوثيين الشيعة الذين يواجهون منذ اشهر الجيش اليمني والقبائل الموالية له في محافظة عمران الشمالية. في الوقت نفسه شهدت المواجهات تطورات مثيرة، كشفت عن انه لا نية لدى الحوثيين للقبول بوقف النار، او التوقف عند حد معين. وانما مواصلة التوسع ومحاولة فرض امر واقع جديد. التطورات الجديدة تمثلت بنجاح قوات التمرد الحوثي في مد المواجهات الى محافظة الجوف المجاورة، حيث نجحت في احتلال جزء من اراضي تلك المحافظة، ما يعني واقعاً جديداً ابرز عناصره انهيار وقف اطلاق النار.

غارات جوية
وقتل واصيب العشرات بجروح في الغارات التي شنها طيران الجيش ضد الحوثيين لمنعهم من دخول وسط مدينة عمران الشمالية، وفي اشتباكات مستمرة بين الطرفين كما افادت مصادر عسكرية وشهود.
واكد شهود عيان من مدينة عمران  (45 كلم شمال صنعاء) ان سلاح الجو اليمني شن غارات جوية عدة على مواقع وتجمعات لمسلحي الحوثيين عند المدخل الشمالي الغربي لمدينة عمران وفي منطقة بيت شايع في الجهة الجنوبية ومنطقة الورك عند المدخل الشمالي للمدينة، لمنع تقدم مسلحي الحوثي نحو وسط المدينة.
وقال شاهد عيان ان ثلاث غارات استهدفت تجمعات للحوثيين في حي شبيل وبيت الفقية وبيت بادي في الجهة الغربية وأسفرت الغارات التي استهدفت المدخل الجنوبي والشرقي للمدينة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وتدمير معدات حربية مختلفة عليهم.
من جهته، قال مصدر عسكري يمني في عمران أن «تدخل سلاح الجو جاء بعد مضي ساعات عدة على هجوم عنيف متزامن شنه الحوثيون من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية على مواقع الجيش والقبائل المساندة في محاولة لاقتحام مدينة عمران».
وأضاف ان مسلحي الحوثيين اقتربوا من مباني كلية التربية في الوسط الغربي للمدينة في محاولة للتقدم نحو المقر الرئيس لمعسكر اللواء 310 مدرع الذي يقوده العميد حميد القشيبي والذي يتواجه منذ اشهر مع الحوثيين في المنطقة.
وأكدت مصادر عسكرية أن الحوثيين نفذوا هجومين آخرين على نقطة الورك عند المدخل الشرقي لعمران وآخر على مواقع قريبة من مبنى المحافظة في الحي الجنوبي للمدينة، فدارت اشتباكات عنيفة استغرقت نحو خمس ساعات متواصلة وانتهت بقصف الطيران لتجمعات الحوثيين ومسلحيهم المهاجمين.

خرق وقف النار
ويأتي تجدد المواجهات في عمران بعد أن توسعت بين الحوثيين والجيش اليمني إلى محافظة الجوف المجاورة شمال العاصمة صنعاء وسط تبادل اتهامات بين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح (اخوان مسلمون) برفض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 22 حزيران (يونيو) الماضي وبخرقه في أكثر من جهة.
وأفادت مصادر قبلية وعسكرية في محافظة الجوف أن أكثر من ثلاثين عنصراً من الحوثيين ومسلحين قبليين وجنود  قتلوا خلال مواجهات عنيفة اندلعت صباح الجمعة في منطقة الصفراء التابعة لمديرية مجزر على الطريق الرئيس الرابط بين محافظة الجوف وصنعاء، وذلك بين الحوثيين واللواء 105 من الجيش.
واكد الحوثيون الذين يتخذون اسم «انصار الله» في بيان ان دخول الجيش في المعارك في الجوف «برهان على طبيعة ما يجري في عمران من أن عدداً من الألوية باتت خارج سيطرة الدولة، وتخضع لهيمنة ميليشيات الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر».
وفي الاثناء، اندلعت مواجهات بين مقاتلين من قبائل موالية للحكومة ومتمردين حوثيين قرب العاصمة اليمنية صنعاء، في حين توعدت الرئاسة اليمنية بعدم التساهل مع أي أعمال عنف.
ويتهم الحوثيون من جماعة انصار الله بانهم يسعون الى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الاراضي خارج معاقلهم في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد الى دولة اتحادية من ستة اقاليم.
واندلعت المواجهات بالاسلحة الرشاشة والبنادق في قرى ضروان وبني ميمون والجيف والمعمر في مديرية همدان على بعد حوالي عشرة كيلومترات من المطار الدولي في صنعاء، وفق مصادر قبلية وعسكرية.

مواجهات عنيفة
الى ذلك تحدثت مصادر قبلية وعسكرية عن «مواجهات عنيفة» في محافظة عمران  – شمال صنعاء – بين الجيش ومتمردي «انصار الله» حتى وقت متأخر من يوم الجمعة، وعن سقوط عشرات القتلى. ويأتي ذلك في وقت توعد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بانه لن يسمح باي «اعمال عنف» من قبل «اي طرف».
وقال في خطاب لمناسبة بداية شهر رمضان: «نؤكد بأننا لن نسمح مطلقاً بأي تجاوز او شطط او اعمال عنف هنا او هناك من قبل اي طرف ينال من امن وسكينة المواطن والوطن الذي انهكته الصراعات والحروب والمتاجرة بقضاياه العادلة».
واضاف انه «وعلى الجميع الالتزام الكامل والصادق بما تم الاتفاق عليه لمعالجة التوترات والمواجهات الاخيرة في عمران وهمدان وأرحب وبني مطر..».
وتدور مواجهات في عمران منذ مطلع شباط (فبراير)، اسفرت عن سقوط 150 قتيلاً
محاربة الارهاب
وفي ما يتعلق بالحملة العسكرية ضد تنظيم القاعدة في جنوب البلاد، قال هادي ان «واجبنا الوطني والديني يفرض علينا جميعاً أن نكون يداً بيد وعلى قلب رجل واحد في محاربة الإرهاب، لأن معركتنا الواسعة ضد الإرهاب مستمرة، فاليمن بجيشه وأمنه وشعبه، يحارب الإرهاب نيابة عن العالم».
واشار الى ان حملة الجيش اليمني في المحافظات الجنوبية، اجهضت مشروع الإرهابيين في إقامة معسكر تدريب عالمي لهم في اليمن. الى ذلك، قتل جنديان وجرح ثلاثة في جنوب شرق اليمن في مواجهات مع مقاتلين من تنظيم القاعدة شنوا هجوما ضد موقع للجيش، كما اعلن مسؤول عسكري.
والمعارك التي وقعت فجراً في محافظة حضرموت استمرت ساعة، بحسب هذا المسؤول الذي اشار من جهة اخرى الى مقتل اربعة مهاجمين. ووقعت هذه الصدامات بعد يومين على هجوم لمجموعة من تنظيم القاعدة على مطار سيئون ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت والذي لقي خلاله ثمانية جنود وتسعة مدنيين مصرعهم.
ووقع الهجوم في حين كانت طائرة تحط في المطار، لكن عملية اجلاء الركاب نجحت واستعاد الجيش لاحقا سيطرته على المطار.
وتوفر محافظة حضرموت المضطربة العديد من المخابىء لعناصر الفرع اليمني في القاعدة الذي تعتبر الولايات المتحدة انه الاخطر في التنظيم المتطرف.
وشن الجيش اليمني في نهاية نيسان (ابريل) هجوماً ضد مواقع القاعدة في محافظتي ابين وشبوة المجاورتين.
واغتنمت القاعدة ضعف السلطة المركزية في صنعاء اثناء حركة التمرد الشعبية في 2011 ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لتعزيز تواجدها في البلاد.

ا. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق