أحدث مصرع كوبي براينت «ألماً لا يمكن وصفه» في الولايات المتحدة وعبر البحار، وكانت المباريات التي أقيمت الأحد في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين مناسبة لتذكر هذا اللاعب السابق الذي فرض نفسه أحد أساطير اللعبة قبل أن يغادر هذا العالم عن 41 عاماً في حادث تحطم مروحية أودى أيضاً بحياة ابنته جيانا (13 عاماً) وسبعة أشخاص آخرين.
ولقي براينت، المتوج بلقب الدوري الأميركي خمس مرات بقميص لوس أنجليس ليكرز إضافة الى ذهبيتين أولمبيتين مع منتخب بلاده، حتفه الأحد نتيجة تحطم مروحية كانت تقله في كالاباساس، مدينة لوس انجليس جنوب ولاية كاليفورنيا.
وبدا التأثر كبيراً على مدرب الجار اللدود لوس أنجليس كليبيرز دوك ريفرز قبيل مباراة فريقه مع مضيفه أورلاندو ماجيك في فلوريدا، قائلاً «ضحكنا ومزحنا بشأن ذهنية الـ«مامبا» (لقب براينت نسبة الى الأفعى العملاقة السامة). كلنا بحاجة اليها (هذه الذهنية) في الوقت الحالي».
ولبس ملعب «ماديسون سكوير غاردن»، معقل نيويورك نيكس، اللونين الأصفر والأرجواني الخاصين بالغريم ليكرز، على غرار الأعمدة التي تميز مدخل مطار لوس أنجليس الدولي.
وفي سان أنطونيو، ارتكب كل من الفريق المحلي سبيرز وضيفه تورونتو رابتورز انتهاكا بعدم التسديد حتى مرور الـ24 ثانية المخصصة للهجمة في أول اللقاء الذي جمعهما، وذلك تكريماً لبراينت الذي ارتدى الرقم 24 في المراحل الأخيرة من مسيرته الأسطورية بعد أن كان يرتدي سابقاً الرقم 8.
وأعرب مفوض الدوري آدم سيلفر عن حزنه الكبير، قائلاً «عائلة الـ«أن بي أيه» حزينة للوفاة المأساوية لكوبي براينت وابنته جيانا. على مدى 20 موسماً، أظهر كوبي ما هو ممكناً حين تلتقي الموهبة مع الرغبة الكبيرة للفوز. كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ لعبتنا محققاً انجازات أسطورية… ولكننا سنتذكره بشكل أكبر لأنه ألهم الاشخاص من حول العالم لالتقاط كرة سلة والمنافسة بأفضل ما لديهم».
«كوبي براينت، أحبك وسأفتقدك»
ولم يكن رأي أسطورة شيكاغو بولز مايكل جوردن الذي لطالما شُبِهَ براينت به، مختلفا عن سيلفر إذ نعى «بلاك مامبا» بالقول أنه سيتم تذكر براينت كأحد أعظم اللاعبين في اللعبة، مضيفاً «لا يمكن للكلمات أن تصف الألم الذي أشعر به».
وأضاف جوردن المتوج بلقب الدوري ست مرات «أحببت كوبي، لقد كان بمثابة الأخ الصغير بالنسبة الي».
وتكررت هذه المشاعر من قبل العملاق شاكيل أونيل الذي توج بثلاثة ألقاب بصحبة براينت في زمالة شابتها بعض التوترات.
وقال أونيل في حسابه على تويتر «لا توجد هناك كلمات تعبر عن الألم الذي أشعر به جراء كارثة خسارة ابنة أخي جيجي وأخي. كوبي براينت، أحبك وسأفتقدك. تعازي الحارة لعائلة براينت وعائلات الضحايا الذين سقطوا في الحادث. أشعر بالعياء في الوقت الحالي (من شدة الحزن)».
ورأى نجم الملاكمة الفليبيني ماني باكياو، المعروف بعشقه لكرة السلة، أن «العالم خسر اليوم أسطورة، لكن التأثير والإرث اللذين تركهما خلفه سيستمران إلى الأبد».
وأهدى نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم نيمار الهدف الثاني الذي سجله لفريقه باريس سان جرمان ضد ليل (2-صفر) الأحد في الدوري الفرنسي الى روح براينت، واصفاً وفاة الأخير بأمر «محزن للغاية لعالم الرياضة ولنا جميعاً، ليس فقط لمحبي كرة السلة وذلك بسبب كل ما فعله من أجل الرياضة».
وتذكر أسطورة الغولف الأميركي تايغر وودز الذي بدأ مسيرته الاحترافية في العام عينه الذي دخل فيه براينت الى الدوري الأميركي في 1996، الصفات التنافسية للأخير وأهم ما رأى فيه «النار»، موضحاً «كان تنافسياً بشكل حارق جداً. كانت لديه رغبة شديدة للفوز، وقد أحضرها معه كل ليلة (في كل مباراة)».
وتابع وودز «في أي وقت كان في المباراة، كان يتولى مراقبة أفضل لاعب (في الفريق الخصم) ويحجمه طيلة 40 دقيقة. أعتقد أن هذه إحدى أفضل صفاته طوال مسيرته».
وعاد وودز الذي عانى بدوره من إصابات خلال مسيرته الأسطورية، بالذاكرة الى الفترة التي تعرض خلالها براينت لتمزق وتر في أخيل، لكنه بقي على أرض الملعب من أجل تنفيذ رميتين حرتين.
كانت تلك مجرد واحدة من اللحظات المميزة التي دونها براينت في مسيرته، لكن بالنسبة الى كثيرين الحزن الأحد ناجم عما كان بإمكانه أن يحققه بعد أن أنهى مسيرته في الدوري الأميركي للمحترفين عام 2016.
«قلبنا محطم حرفياً»
ورأى الرئيس الأسبق للولايات المتحدة باراك أوباما، العاشق لكرة السلة، في تغريدة على تويتر أن «كوبي كان أسطورة في الملعب، وبدأ للتو ما يمكن أن يكون بالقدر عينه من أهمية في الفصل الثاني من حياته».
وبالنسبة الى اسطورة بوسطن سلتيكس لاري بيرد فإن «نجمه كان مستمراً في الارتفاع يومياً ولم يكن يعرف حدودا بسبب مواهبه الفكرية والإبداعية الكثيرة ورغبته في رد الجميل للآخرين. كان شغفه باللعبة وعائلته والآخرين واضحاً في كل ما أنجزه».
وفي لوس أنجليس، تجمهر المشجعون بالقرب من مكان الحادث وخارج مركز تمارين ليكرز من أجل تذكر براينت والضحايا، كما تجمع آخرون خارج ملعب الفريق «ستايبلس سنتر» حيث ألقى مصرع براينت بظلاله على حفل توزيع جوائز غرامي لأفضل الأعمال الموسيقية.
وتوجهت مقدمة الحفل المغنية والمؤلفة أليشيا كيز الى الحضور بالقول «ها نحن، معاً، في أهم أمسية للموسيقى من أجل الاحتفال بأفضل الفنانين. لكن لكي أكون صادقة معكم، نشعر جميعاً بحزن هائل الآن. لأنه في وقت سابق من اليوم، فقدت لوس أنجليس وأميركا والعالم بأسره بطلاً. ونقف هنا وقلبنا محطم حرفياً في قلب المنزل (ستايبلس سنتر) الذي بناه كوبي براينت».
ا ف ب