الرئيسيةدوليات

الاحتجاجات في إيران: مقتل شرطي في كرمانشاه وعشرات الموقوفين في يزد

روحاني: لن يسمح بانفلات الأمن في البلاد

في خضم الاحتجاجات التي اندلعت في مدن إيرانية عدة على خلفية زيادة أسعار البنزين، أوقفت السلطات عشرات الأشخاص في مدينة يزد وسط البلاد. وفي السياق قتل شرطي الأحد إثر إطلاق النار عليه خلال مواجهات السبت مع «عدد من مثيري الشغب والعصابات» في مدينة كرمانشاه.
أوقفت  السلطات الإيرانية 40 شخصاً على الأقل في مدينة يزد في وسط البلاد بعد صدامات مع الشرطة خلال مظاهرات احتجاجا على رفع أسعار البنزين، على ما ذكرت وكالة إسنا شبه الرسمية الأحد.
كما قتل شرطي الأحد إثر إطلاق النار عليه خلال مواجهات مع «عدد من مثيري الشغب والعصابات» في غرب إيران في إطار هذه المظاهرات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
ونقلت وكالة إسنا عن المدعي العام في المدينة محمد حداد زاده قوله إن الموقوفين «مثيرو شغب» متهمون بتنفيذ أعمال تخريب ومعظمهم ليسوا من سكان المدينة. وقال «في أعقاب التغيير في أسعار البنزين أعرب بعض الناس عن معارضتهم (للقرار) في تجمعات هادئة لكن بعد ذلك قام البعض وهم من غير سكان يزد بأعمال تخريب عن سوء نية في بعض أجزاء مدينة يزد». ولم توضح الوكالة متى حصلت التوقيفات مكتفية بالقول إنها وقعت حديثاً.
ويذكر أن احتجاجات اندلعت بعد ساعات من الإعلان عن رفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمئة لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر و300 بالمئة لكل ليتر إضافي كل شهر. واستمرت الاحتجاجات السبت مع إغلاق سائقي دراجات بخارية طرقاً سريعة في مدن رئيسية، ما أثار زحمة سير خانقة، كما هاجم آخرون ممتلكات عامة.

قتيلان.. شرطي ومدني حصيلة ثلاثة أيام من الاحتجاجات
وتوفي الشرطي إيراج جواهري متأثراً بجروحه بعد يوم من مواجهة مع مسلحين في مدينة كرمانشاه السبت، وفق ما أفاد قائد شرطة المنطقة علي أكبر جاويدان في تصريحات نقلتها الوكالة. وأفاد جاويدان أن الشرطي «استشهد إثر مواجهة مع عدد من مثيري الشغب والعصابات».
وقد أصيب بعيار ناري بينما كان يحاول الدفاع عن مركز الشرطة الذي يعمل فيه، من المهاجمين الذي حاولوا السيطرة على المبنى، بحسب جاويدان. وهو ثاني شخص يتأكد موته منذ اندلعت المظاهرات في أنحاء إيران الجمعة احتجاجاً على قرار رفع أسعار البنزين وتقنين توزيعه.
وقال جاويدان إن «أهالي كرمانشاه إلى جانب أشخاص في مدن أخرى، تظاهروا بشكل سلمي ضد التطورات الأخيرة (…) وسيتم بالتأكيد الاستماع لمخاوفهم». وتابع أن «غالبية المواطنين لا يوافقون على الفوضى التي تسبب بها بعض الأفراد المعروفين ويطالبون بوضوح بالتصدي لهم».
وقتل مدني خلال تظاهرات خرجت في مدينة سيرجان الجمعة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الطلابية السبت نقلاً عن حاكم المدينة بالإنابة محمد محمود آبادي.

روحاني يحذر
ووفق بيان رسمي نشر مساء الأحد، قال الرئيس حسن روحاني محذراً، إن الدولة «لن تسمح بانفلات الأمن في المجتمع» في مواجهة «أعمال الشغب».
فبعد يومين من المظاهرات العنيفة رفضاً لرفع أسعار الوقود، حذرت السلطات الإيرانية مساء الأحد من أنها لن تسمح بـ «انفلات الأمن»، وقد أسفرت هذه الاحتجاجات عن سقوط قتيلين على الأقل ودفعت طهران إلى قطع الإنترنت.
وتم اعتقال العشرات بحسب معلومات أوردتها الصحافة الإيرانية، منذ بدء الاحتجاجات مساء الجمعة. فيما تحدثت وكالة إيسنا عن عودة الحياة إلى طبيعتها في المدن التي شهدت مظاهرات، لكن تقويم الوضع مساء الأحد يظل بالغ الصعوبة.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، أعلن الرئيس حسن روحاني أن الدولة «لن تسمح بانفلات الأمن في المجتمع» في مواجهة «أعمال الشغب»، وفق بيان رسمي نشر مساء الأحد.
وبرر روحاني مجدداً قرار رفع أسعار الوقود، موضحا أمام الوزراء أنه لم يكن أمام الدولة حل آخر لمساعدة «العائلات ذات الدخل المتوسط والمحدود التي تعاني جراء الوضع الاقتصادي الناتج عن العقوبات» الأميركية التي فرضت على طهران.

انكماش
ويذكر أن الاقتصاد الإيراني يعاني انكماشاً بالغاً جراء انسحاب الولايات المتحدة العام 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الموقع في 2015 وإعادة فرض عقوبات أميركية مشددة على طهران.
وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع إجمالي الناتج المحلي في إيران بنسبة 9.5 في المئة هذا العام بعد تراجعه بنسبة 4،8 في المئة في 2018. وبلغت النسبة الرسمية للتضخم أربعين في المئة وخصوصاً مع انهيار قيمة الريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية.
ويقضي القرار الحكومي برفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمئة لأول 60 لتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر و300 بالمئة لكل لتر إضافي كل شهر، على أن يفيد 60 مليون إيراني هم الأكثر حاجة من عائدات القرار.
وأيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي القرار، مندداً صباح الأحد بأعمال العنف التي يرتكبها المحتجون ومبدياً أسفه لسقوط قتلى.
ونقلت وكالة إيسنا عن مصدر في وزارة الاتصالات أنه تم قطع الإنترنت بشكل كبير منذ مساء الجمعة و«للساعات الـ24 المقبلة».

ردود فعل
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن مراسليها فقدوا منذ مساء السبت الإنترنت على هواتفهم المحمولة. والأحد قرابة الساعة 20،00 (16،30 ت غ) لم يكن ممكناً استخدام سوى شبكة الإنترنت الإيرانية.
ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية أن الاضطرابات سجلت في 25 مدينة بينها طهران ومشهد (شمال شرق) وأصفهان (وسط).
وذكرت وكالة إرنا الرسمية أن ضابطاً في الشرطة قضى متأثراً بجروحه ليل السبت الأحد بعدما تعرض لإطلاق نار خلال صدامات مع «مثيري شغب» مسلحين على هامش تجمع في كرمنشاه (غرب).
والسبت، أشارت إيسنا إلى مقتل مدني وإصابة اخرين في سرجان (جنوب) حيث حاول متظاهرون إحراق مستودعات وقود. كذلك، اعتقل 40 شخصاً في يزد (وسط) بحسب ايسنا.
واعتبر المرشد الأعلى أن بعض الجهات المعارضة للنظام «تستغل» الاضطرابات، مطالباً بـ «عدم مساعدة هؤلاء المجرمين».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق