دولياترئيسيسياسة عربية

واشنطن «العاجزة» تندد بتصاعد التوتر في شمال سوريا وتدعو أنقرة وموسكو إلى التهدئة

نددت الولايات المتحدة الاثنين بالغارات الجوية، الروسية على الأرجح، التي أصابت مستشفيات وأوقعت نحو خمسين قتيلاً وفق الأمم المتحدة. ودعت واشنطن روسيا وتركيا إلى وقف تبادل الاتهامات بهدف الحد من التصعيد للوضع في شمال سوريا.

وجدت الولايات المتحدة نفسها عاجزة عن وقف التصعيد المتسارع للحرب في شمال سوريا، فنددت الاثنين بالغارات الجوية، الروسية على الأرجح، التي استهدفت مستشفيات وخلفت نحو خمسين قتيلا بحسب الأمم المتحدة.
وتراهن واشنطن منذ نهاية العام الماضي على الحل السياسي في سوريا، وكانت آخر محطات هذه المساعي ما تم التوصل إليه الخميس الماضي في ميونيخ بين القوى الكبرى، وتضمن دعوة «لوقف الأعمال العدائية» خلال أسبوع، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدات السورية المحاصرة.
لكن التصعيد الأخير للوضع في شمال سوريا وتبادل الاتهامات بين روسيا وتركيا يجعل من الصعب التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال أيام كما ينص عليه اتفاق ميونيخ الذي توصلت إليه المجموعة الدولية لدعم سوريا ليلة 11 و12 من شباط (فبراير) الحالي.

الأسد: «من الصعب» إرساء وقف لإطلاق النار في سوريا خلال أسبوع
واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين أنه «من الصعب» إرساء وقف لإطلاق النار في سوريا خلال أسبوع كما اقترحت الدول الكبرى.
ودانت الأمم المتحدة الاثنين إطلاق صواريخ «قتلت نحو خمسين مدنياً بينهم أطفال وأوقعت العديد من الجرحى» في خمسة مستشفيات ومؤسسات طبية «على الأقل» بينها واحدة تتلقى دعماً من منظمة «أطباء بلا حدود»، إضافة إلى مدرستين في حلب وإدلب.

الخارجية الاميركية تدين بشدة الضربات الروسية ووحشية نظام الاسد
وموقف وزارة الخارجية الأميركية لم يكن أقل حدة إذ دانت «الضربات الجوية التي جرت في حلب وحولها واستهدفت مواقع مدنية بريئة خصوصاً مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود ومستشفى للنساء والأطفال في مدينة أعزاز».
وندد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي بشدة بـ «وحشية نظام الأسد» مشككاً بـ «رغبة أو قدرة روسيا في المساعدة على وقفه».
وأعرب كيربي عن استياء واشنطن الشديد «لكون نظام الأسد وداعميه يواصلون هذه الهجمات دون سبب وعلى حساب التزاماتهم الدولية التي يفترض أن تحمي المدنيين الأبرياء، ما يتنافى مع الدعوات التي صدرت بالإجماع» من المجموعة الدولية لدعم سوريا التي خلصت الخميس في ميونيخ إلى اتفاق على وقف «الأعمال العدائية» وإدخال المساعدات الإنسانية.
وخلص المتحدث الأميركي إلى القول «نجدد دعوتنا جميع الأطراف إلى وقف الهجمات على المدنيين واتخاذ تدابير فورية لإيصال المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية، وهي أمور الشعب السوري في أمس الحاجة إليها».
كما دانت فرنسا «بأشد العبارات» القصف، وقالت على لسان وزير خارجيتها جان-مارك إيرولت إن «قصفاً جديداً متعمداً» استهدف «في هجومين منفصلين الهدف نفسه» أي المستشفى الذي يتلقى دعماً من منظمة أطباء بلا حدود مما أسفر عن مقتل «ستة مرضى وموظف في المستشفى» في حين لا يزال ثمانية موظفين آخرين في عداد المفقودين.
من جهته ندد الاتحاد الأوروبي بالقصف الذي استهدف مستشفى تدعمه «أطباء بلا حدود» في شمال غرب سوريا بضربات جوية، روسية على الأرجح، أدت إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وفقدان ثمانية من الطاقم الطبي وفق المنظمة.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الكردية تمكنت الاثنين من السيطرة على مدينة تل رفعت في محافظة حلب في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا.
وأوضح المرصد أن «قوات سوريا الديموقراطية» وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب تمكنت من السيطرة على المدينة الاستراتيجية بأكملها رغم القصف التركي الذي كانت تحاول من خلاله أنقرة وقف زحف المهاجمين.
وعلى وقع هذا التأزم يتوجه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء إلى دمشق.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق