تشكيل

«الفردوس هناك»… كما خطته ريشة هدى بعلبكي

تحت عنوان «الفردوس هناك» تعرض الفنانة التشكيلية هدى بعلبكي اخر اعمالها في بيروت خلال شهر نيسان (ابريل)، ومن خلاله تفتح للمتلقي فرصة  الدخول الى «فردوسها» الرائع الذي صنعته يداها باسلوب تجريدي صاف.

نظرة الى لوحات هدى بعلبكي المنجزة بتقنيات مختلفة، كافية لتجعلنا ندرك اننا هنا في معرض تدوين او نوع من بوح لايقاع روح الفنانة  الداخلي وكأنا بها قد وضعت نفسها خلف اللوحة واسقطت نفسها عليها. انها بحق فانتازيا حرة بكل ما للكلمة من معنى  تعكس مناخاً من الصفاء والتأمل والاحاسيس والمشاعر.
ولا شك في ان  اللوحات  تعبر عن امزجة مختلفة لهدى بعلبكي، وفي التقنية هناك نوع من تراكم، فالرسمة غير مسطحة او بمستوى واحد، وهذا التراكم يعكس بالحقيقة شخصية الفنانة  كانسانة، واللوحات تتراوح بين الهادئة والمتوهجة التي تتسم بضربات فرشاة عصبية.

حوار مع اللون
اما في ما يتعلق بالالوان فان بعض الرسمات يسيطر عليها اللون الواحد بينما نلاحظ تدرج الالوان في لوحات اخرى، وتقول الفنانة في الالوان ان «على الفنان أن يجلس ويطلق حواراً بينه وبين اللون، فاللون حساس جداً وفيه شفافية، وهو يمثل مرآة حقيقية، وهناك فئة من الفنانين لا يدركون بعد أهمية اللون في التعاطي مع القضايا الفنية المختلفة، فاللون كلما أعطيته قدراً اكبر من جهدك كلما كان عطاؤه أفضل».
«اللون أحبه وأختبره لأنه مرآتي في اللوحة. ألواني في لوحاتي تعكس رسالة متفائلة مقابل العذاب الذي عشناه في لبنان خلال السنوات الأخيرة» تضيف الفنانة، فيما نلاحظ تركيزها على الرموز لايصال الفكرة التي تريدها.

اجواء التفاؤل
تضم لوحات بعلبكي كتابات معينة اختارتها الفنانة بعناية لتتناسب مع الحالة الموصوفة، كما ويتميز المعرض الحالي بالمزيد من اجواء التفاؤل التي تعكسها الالوان الزاهية مثل الاحمر والبنفسجي والاصفر الذي توصل هدى بعلبكي بواسطته الى المتلقي خيوط الضوء الذهبية التي تخترق النوافذ والابواب.
عن البداية تخبرنا «بدأت مشواري الفني صغيرة، ولكن على إثر حادث مأساوي تمثل بوفاة جدي، شعرت بضيق شديد ورغبة جامحة في التعبير عما يختلج في نفسي من مشاعر حزينة وبصورة تلقائية بدأت الرسم، وبعد ذلك اتخذت مسيرتي الفنية بعداً جديداً عندما اكتشف عمي لوحاتي، وهو فنان قدير، وخاطبني قائلاً: «هل تعلمين أن لوحاتك أفضل من كثيرين ممن يتعلمون في مرحلة الدبلوم لدي؟! وكان لهذا التشجيع أعظم الأثر في التقدم للالتحاق بكلية الفنون الجميلة والتصميم في الجامعة اللبنانية، وتخرجت منها بعد أربع سنوات».

من هي؟
مولودة في بيروت سنة 1968، تحمل دراسات عليا في الرسم من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، عرضت منفردة في عام 2005 في بيروت وفي الامارات العربية المتحدة 2008 وفي الصيفي 2010، وهذا المعرض الذي نحن في صدده هو الفردي الرابع. لها مشاركات في معارض جماعية عديدة في الحركة الثقافية انطلياس 1994 وفي المركز الثقافي لجنوب لبنان 1998، في اهدن كونتري كلوب 2000 و2001 وفي النادي الثقافي العربي في بيروت 2001 وفي غاليري الوان منذ العام 2002، وشاركت في بينال ايران في طهران سنة 2002 وفي قصر الاونيسكو في بيروت 2002 وفي معرض بلدية بيروت 2002 ومعرض جامعة سيدة اللويزة 2004، وهي حائزة على جائزة متخرجي مؤسسة الحريري 2002 و2003.

كوثر حنبوري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق