غداة تنفيذ طائرات هندية حربية ضربة جوية في باكستان، خرقت طائرات مقاتلة باكستانية الأربعاء المجال الجوي في الشطر الهندي من كشمير قبل أن يتم إرغامها على العودة أدراجها فوق خط المراقبة الذي يفصل شطري الإقليم المتنازع عليه. وتزامنا مع ذلك، أعلن الجيش الباكستاني إسقاط طائرتين هنديتين داخل المجال الجوي لباكستان وأسر طيار.
خرقت طائرات مقاتلة باكستانية الأربعاء المجال الجوي في الشطر الهندي من كشمير قبل أن يتم إرغامها على العودة أدراجها فوق خط المراقبة الذي يفصل شطري الإقليم المتنازع عليه.
ويأتي الخرق فوق خط المراقبة بعد يوم من تنفيذ طائرات هندية حربية ضربة جوية في باكستان، قالت نيودلهي إنها استهدفت معسكر تدريب لمسلحين.
وتزامناً مع ذلك، أعلن الجيش الباكستاني إسقاط طائرتين هنديتين داخل المجال الجوي لباكستان وأسر طيار. وكان مسؤول بالشرطة الهندية قد أعلن في وقت سابق الأربعاء أن طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية قد تحطمت في منطقة كشمير المتنازع عليها، ما أسفر عن مقتل طيارين ومدني.
تصعيد عسكري بين باكستان والهند
وكتب المتحدث باسم الجيش الجنرال آصف غفور في تغريدة: «لقد أسقط سلاح الجو طائرتين هنديتين في المجال الجوي الباكستاني» مضيفاً أن طائرة سقطت في القسم الباكستاني من كشمير فيما تحطمت الأخرى في الجانب الهندي. وقال: «لقد تم اعتقال طيار هندي على الأرض».
ونفذت الهند الثلاثاء ضربة جوية داخل باكستان وقتلت طائراتها الحربية «عدداً كبيراً جداً» من المقاتلين في معسكر تدريب للمتشددين، مما صعد مخاطر الصراع بين الجارتين المسلحتين نوويا. ونفت باكستان وقوع ضحايا لكنها حذرت من أنها سترد على العدوان الهندي.
وتصاعد التوتر منذ أن فجر متشددون يتمركزون في كشمير الهندية سيارة ملغومة يوم 14 شباط (فبراير) فقتلوا ما لا يقل عن 40 من أفراد قوات الأمن الهندية، لكن مخاطر نشوب حرب زادت كثيراً بعد الضربة الجوية الهندية أمس الثلاثاء.
واشنطن تحضّ نيودلي وإسلام أباد على «ضبط النفس»
وحضّت الولايات المتحدة الثلاثاء كلاًّ من الهند وباكستان، الجارتين النوويتين اللدودتين، على «ضبط النفس» بعد ارتفاع منسوب التوتر بينهما |إلى مستويات خطيرة، مطالبة من جهة ثانية إسلام أباد بالتحرّك ضدّ "الجماعات الإرهابية" على أراضيها.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان «نحضّ الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس وتجنّب التصعيد بأي ثمن»، مشيراً إلى أنه تباحث هاتفيا مع نظيريه الهندي والباكستاني في التصعيد العسكري الأخير بين دولتيهما.
وأضاف الوزير الأميركي أنّه بحث مع نظيره الباكستاني «في الحاجة الملحّة لأن تتحرّك باكستان بشكل كبير ضدّ الجماعات الإرهابية التي تعمل على أراضيها»، والحاجة إلى «نزع فتيل التوترات الحالية من خلال تجنّب العمل العسكري».
وتابع بومبيو «شجّعت الوزيرين على جعل الاتصال المباشر أولوية وتجنّب أنشطة عسكرية جديدة».
وأعلنت الهند أنها شنّت الثلاثاء غارات جوية ضدّ معسكر تدريبي لجماعة «جيش محمد» داخل أراضي باكستان، وذلك بعد اعتداء انتحاري أسفر عن مقتل 41 عسكرياً هندياً في كشمير في 14 شباط (فبراير) وتبنّته الجماعة الإسلامية المتشدّدة.
ونفت إسلام أباد ما أعلنته نيودلهي من أنّ الغارة أدّت إلى مقتل «عدد كبير جداً» من مسلّحي الجماعة، واصفة ادّعاءات الهند بأنها «متهورة وواهمة»، ومتوعّدة بالرد.
وأثار التصعيد قلقاً دولياً ودعا الاتحاد الأوروبي والصين الجارتين الغريمتين إلى «ضبط النفس».
وخاضت الهند وباكستان اثنتين من الحروب الثلاث التي دارت بينهما منذ 1947 بسبب نزاعهما حول كشمير.
والصين ايضاً تدعو لضبط النفس
وفي بكين جددت وزارة الخارجية الصينية يوم الأربعاء دعوتها للهند وباكستان بضبط النفس.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي اعتيادي للمتحدث باسم الوزارة لو كانغ في بكين.
فرانس 24/ا ف ب/رويترز