دولياتعالم

الانتخابات النصفية الأميركية: خطوة ترامب الأولى لولاية ثانية في 2020؟

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عمليا حملته لعام 2020 من خلال مشاركته في التجمعات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين خلال انتخابات منتصف الولاية، التي سيتم خلالها التنافس على كامل مقاعد مجلس النواب، و35 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ، ومناصب أخرى. وكان ترامب قد أكد أنه سيترشح «مئة بالمئة» لانتخابات 2020 للفوز بولاية رئاسية ثانية.

زج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنفسه في حملة انتخابات منتصف الولاية بكل قوته ملقيا الخطب الحماسية، وساخراً من خصومه أمام جموع حاشدة ومهاجماً إياهم بقوة، بينما يبقى كل تركيزه على الانتخابات الرئاسية لسنة 2020.
ومن خلال مشاركته أحيانا في أربعة تجمعات انتخابية في الأسبوع تحت شعار «لنعد إلى أميركا عظمتها»، عمل رجل الأعمال على إلهاب حماس قاعدته أملاً في مساعدة الجمهوريين على الاحتفاظ بالغالبية في مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات 6 تشرين الثاني (نوفمبر).
وخلال تجمع في إلكو في ولاية نيفادا، واصل ترامب التهجم على خصومه بقوله «الديمقراطيون يريدون زيادة ضرائبكم بشكل كبير وإغراق بلدنا في الاشتراكية. يريدون أن يغرقوا البلد في كابوس الشلل والفوضى».
وبهذا تكون هذه التجمعات التي صدحت خلالها الأنغام والكلمات التي رافقت حملة ترامب قبل فوزه في 2016، بالفعل قد أطلقت حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويقول ستيف بانون المستشار السابق للرئيس إن انتخابات منتصف الولاية هي «أول حملة لإعادة انتخاب ترامب».

«مئة بالمئة»
وحتى عندما يتحدث عن المرشحين في الدوائر والولايات، فإنه يتحدث في الواقع عن نفسه مشيداً بنجاحاته التي يصفها بأنها تاريخية وبمحاربته للهجرة غير الشرعية، وليؤكد أنه أعاد لأميركا «مكانتها المحترمة» في العالم.
لقد وفرت له جولاته في مختلف أنحاء البلاد فرصة نسج شبكة من المتطوعين وجمع المال لحملة 2020 التي ضمن لها حتى الآن تمويلاً بقيمة 106 ملايين دولار، متقدماً بأشواط على أي منافس محتمل.
وعندما سئل في تشرين الأول (أكتوبر) إن كان سيترشح لولاية ثانية أكد ترامب ذلك «مئة بالمئة».
ولا شك أن رسالته المتمحورة حول فرص العمل والمشاعر الوطنية تلقى صدى كبيراً في الولايات المتحدة بما يتميز به من أسلوب فريد يجمع بين الشعارات الجذابة والنكات الساخرة دون أن يتردد في لي عنق الحقيقة.
ويقول روبرت إريكسون أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا إنه ليس من السهل على الديمقراطيين مواجهة مثل هذا الخطاب.
ويضيف «هم غير معتادين على الغوص في الوحل بهذه الطريقة. وإذا كان هناك من يمكنه أن يترفع بشكل مهيب فوق كل ذلك، فما زلت لا أرى أحدا في وسعه ذلك» في حين يبحث الديمقراطيون عن الشخصية التي ستمثل الحزب الذي يبدو يتيماً منذ غادر باراك أوباما البيت الأبيض.

سخرية وتهكم
أما دونالد ترامب فيواصل الخطاب الذي ضمن له النصر الصادم، وإسباغ الألقاب الساخرة على خصومه حتى وإن كانت مهينة في أكثر الأحيان. فهو لم يتردد سابقاً في وصف بيرني ساندرز المرشح السابق للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بأنه «بيرني المجنون»، أما السناتورة إليزابيث وارن التي يتوقع أن ترشح نفسها لخوض سباق الترشيح الديمقراطي لانتخابات 2020، فأطلق عليها لقب «بوكاهونتاس» عندما قالت إن لديها جذوراً هندية أميرية بعيدة.
وحصل نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي يتصدر استطلاعات الرأي في الجانب الديمقراطي لانتخابات 2020 على جرعة مضاعفة من السخرية من ترامب الذي قال عنه في تغريدة، «يحاول جو بايدن المجنون أن يتصرف كرجل قوي لكنه في الواقع ضعيف، عقلياً وجسدياً على حد سواء». وأضاف أنه لو خاض عراكاً، «فسيكون سقوطه سريعاً وقاسياً، وسيعلو عويله».
مع ذلك، لا يزال من المستحيل التنبؤ بما سيحدث خلال عامين وفق روبرت إريكسون، فمثلما حدث مع باراك أوباما ودونالد ترامب، لا يزال بالإمكان بروز شخصيات جديدة تغير المشهد تماماً.
ويضيف «في مثل هذا الوقت قبل أربع سنوات، لم يكن ترامب يعد حتى مرشحاً جدياً».

فرانس24/ أ ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق