تحقيقصحة

طالبة من جامعة السلطان تكتشف أول حالة إصابة ببكتيريا نادرة في «الإبل»

تمكنت الطالبة العمانية هاجر بنت جمعة اليحيائية خريجة بيطرة بكلية الزراعة والعلوم البحرية في جامعة السلطان قابوس من اكتشاف أول حالة إصابة ببكتيريا سودوموناس ليتيولا «Pseudomonus Luteola» في الحيوان «الجمل»، والتي تعد الأولى من نوعها التي تسجلها على مستوى العالم في حالة حيوان بجامعة السلطان قابوس.
وأوضحت اليحيائية أن الاكتشاف كان محض صدفة عندما أخبرني أحد معارفي تفاصيل الحالة التي تعد إصابتها غريبة نوعاً ما، والتي ترجح إصابتها لنوع معين من أجناس البكتيريا عادة، ولكنه لم يكن هو بعد التشخيص، فدفعني فضول العلم والتقصي لطلب عينات من الحالة للعمل على تحليلها في لاب المايكروبيولوجي بكلية العلوم الزراعية والبحرية وبإشراف بروفيسور يوجين جونسون من قسم علوم الحيوان والبيطرة بالكلية.
وقالت هاجر اليحيائية لـ «$» ظهرت أعراض المرض على حيوان الجمل الذي يبلغ أربع سنوات من العمر تقريبا، ويعاني من خراج بكمية هائلة في منطقة تحت الجلد يمين منطقة البطن، يتكرر بشكل دوري بما يقارب ثلاث إلى أربع مرات سنويا، رغم المحاولات المتكررة لإزالته وتطهيره وحقن الحيوان بمضادات البنسلين باستمرار، إلا أن الخراج مستمر لمدة ما يقارب ثلاث سنوات، وقد تم إجراء عملية جراحية في مكان الإصابة للبحث عن أي مسبب مادي لها وكانت نتيجة العملية سلبية لعدم وجود أي جسم غريب، ويظهر الحيوان حالة طبيعية من حيث درجة حرارة الجسم والنبض والتنفس والغدد اللمفاوية.

عزل البكتيريا
وأوضحت أنه تم سحب عينات من داخل الخراج وقمت بزراعته في أوساط عدة للبكتيريا، وعملت على تنقية البكتيريا النامية مرات عدة للحصول على بكتيريا نقية، ثم أخضعتها للاختبارات البيوكيميائية للتعرف على خصائها وفصيلتها تحديداً، حتى وصلت لاختبار API وهو نظام تحليلي لخصائص البكتيريا وتمر باختبارات بيوكيميائية عدة ويتحدد جنس البكتيريا بناء على نتائجها، وحصلت على فصيلة البكتيريا المذكورة بنسبة دقة 98.2%، وعند مراجعتي للنتائج مع الدكتور فاجأني بخبر أنها أول حالة إصابة بهذه البكتيريا ولم يسبق أن تم عزلها من حيوان من قبل.

أول حالة
وقالت اليحيائية بناء على موقع medbub للتقارير الطبية، وعدد من المواقع الأخرى المتعلقة بالطب البيطري ومجال الميكروبيولوجي فإنه لم يسبق عزل البكتيريا من حيوان سابقاً وتحديد العمل في مجال حيوانات المزرعة كالماعز والأغنام والجمال والأحصنة والأبقار بشكل خاص، لذلك تعد أول حالة تعزل منها البكتيريا بإصابة واضحة.

الطب البشري
وأشارت إلى أن للبكتيريا المذكورة دورا مهما جدا في مجال صحة البشر والطب البشري، حيث سبق وعزلت هذه البكتيريا من إفرازات لحالات بشرية عدة، إحداها من امرأة مصابة بالتهاب أغشية المهبل، وأخرى حالة انسداد الجهاز التنفسي (رئوي) والثالثة من حالة التهاب قرنية مزمن، وتحدث بصورة نادرة بين كل إصابة وأخرى.
وأكدت اليحيائية أن النقطة الأهم في مجال الطب البشري في ما يخص بكتيريا Pseudomonus Luteola هو أنها تعد من الإصابات التي تكتسب من المستشفى، حيث تعد بيئة المستشفى بيئة مناسبة لنمو وتكاثر هذه البكتيريا، ولكن يجهل سببها الأساسي، وتم عزل حالات بشرية عدة مصابة بالبكتيريا نتيجة تعرضهم للإصابة المكتسبة من المستشفى nosocomial infection، وذلك في عام 2004 حيث عزلت من حالة تجرثم دموي أي دخول البكتيريا ضمن الدورة الدموية (bacteremia) مشتركة مع حالة خراج تحت الجلد من مصاب من اليونان، وتم عزلها أيضاً من حالات تجرثم الدم لستة أطفال بعمر التسع سنوات في تركيا، وجميع الحالات السابقة مكتسبة من المستشفى ولكنها مجهولة المصدر الأساسي، ولذلك قد يكون التوسع في دراسة هذه البكتيريا يكشف لنا سبباً من أسبابها ومصادرها، في المقابل لم تسجل السلطنة أية حالات لإصابات بشرية سواء داخل المستشفيات أو خارجها.

فحوصات
وقالت «بعد استمرار الفحوصات التشخيصية على البكتيريا المعزولة، واستخدام اختبار المضادات الحيوية عليها، حصلت على نتيجة أن البكتيريا تقاوم معظم أنواع المضادات، حيث تقاوم المضادات من عائلة أمينوغليكوزيد (Aminoglycosides) والتي اختبرت منها مضاد (Streptomycin) و(Amikacin)، وتقاوم مضادات عائلة السيفالوسبورينات (Cephalosporins) والتي اختبرت منها مضاد (Cefpodoxime) و(Cefotaxime)، كما تقاوم مضادات الكلورامفيِنيكول (Chloramphenicol) ومضادات التيتراسايكلن (Tetracycline)، وأثبتت حساسيتها لنوعين فقط وهي مضادات بيتا-لاكتاماز تحديداً (Ampicillin) ومضادات الكاربابينيمات منها (Meropenem)».
مضيفة أنه استخدمت للعلاج مضاد الأمبيسيلين (Ampicillin) بالجرعة المحددة لمدة خمسة أيام في آخر تشكل للخراج، وبعد ثلاثة أشهر عاد الخراج للتشكل بكمية بسيطة جدا، فأعدنا الجرعة لمدة خمسة أيام، واليوم تكمل الحالة ستة أشهر بدون أي عودة للإصابة مجدداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق