انتقد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب غازي زعيتر «سلوك طرق أخرى مع سوريا والذهاب الى مجلس الامن أو الى الجامعة العربية للشكوى»، وقال: «لسنا في حالة حرب مع سوريا بل على العكس، سوريا بلد شقيق وتوجد بيننا معاهدات أمنية وقضائية واقتصادية وسياسية، وخذ ما يقول الطائف الا اذا أردنا أن نلغي الطائف وننسفه وأن نتخلى عن العلاقات المميزة». وأوضح «أن منطقة بعلبك – الهرمل هي اصلاً منطقة عسكرية بحسب قرار مجلس الوزراء الساري المفعول منذ حركة الشيخ صبحي الطفيلي، وهذا الاعلان ما هو الا لاعطاء الجيش صلاحية السلطة الامنية على الارض بدلاً من مهمة المؤازرة». وحذّر من «ان مظاهر قطع الطرقات ستأخذنا الى الفوضى»، ولاحظ «أن الموقف في البقاع بعد مقتل الشبان الاربعة كان مهيباً وعندما انتشر الخبر تكهرب الجو ولكننا استطعنا بحمد الله ضبط الوضع وانما الامر بحاجة الى معالجة سريعة». واضاف: «عندما يُقال ان عرسال حاضنة لجبهة النصرة صحيح، ولا نريد الاختباء وراء اصبعنا ولكن ليس كل عرسال»، نافياً «نشوء البيئة الحاضنة لهؤلاء المسلحين بعد دخول حزب الله على الجبهة في القصير». واشار الى «أن الرئيس بري هو حريص دائماً على مواقفه وعندما سمّى الرئيس تمام سلام سيمشي معه الى الآخر». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع النائب غازي زعيتر.
بعد مقتل 4 اشخاص في جرود بعلبك جرى الحديث عن اعلان البقاع منطقة عسكرية هل تشجعون مثل هذا التوجّه؟
أعتقد أن منطقة البقاع وتحديداً منطقة بعلبك – الهرمل هي منطقة عسكرية، وأذكر أنها كذلك منذ ايام حركة الشيخ صبحي الطفيلي، وربما لم ينتبه لها معالي وزير الداخلية أو ربما اقدم مجلس الوزراء على إلغاء القرار وإلا فالقرار مأخوذ منذ العام 2000 بحسب معلوماتي وكنت أنا وزيراً للدفاع.
الى أي مدى إعلان المنطقة عسكرية يمكن أن يخفف من التشنجات أو من المظاهر المسلّحة؟
قصة إعلان المنطقة عسكرية ما هي إلا لاعطاء الجيش صلاحيات، فبدلاً من أن تكون مهمة الجيش المؤازرة يصبح هو صاحب السلطة الامنية على الارض، لأنه بحسب النصوص الامن من مسؤولية قوى الامن وإذا ما وجدت ضرورة تستعين بالجيش لأنه يفترض بالجيش أن يكون في مراكزه ومواقعه المحددة له. أما عندما تُعلَن المنطقة عسكرية فيصبح بإمكان الجيش أولاً اقامة حواجز معينة ولا يعود ثانياً يتحرّك بناء للطلب بل يصبح الامن بإستلامه. إنما كما قلت منطقة بعلبك – الهرمل لا تزال منطقة عسكرية بحسب قرار مجلس الوزراء الساري المفعول، والموضوع اليوم ليس منطقة عسكرية أو غير عسكرية بل القرار السياسي له دوره وتأثيره، وقد سمعنا منذ ايام بقطع طرقات في المدينة الرياضية أو في الشمال بسبب توقيف مطلوبين، وهذا أمر اساسي فعندما يريد الجيش توقيف مطلوب بموجب مذكرة يجب ألا تتجمّع الناس وتقطع الطرقات وترتكب مخالفات معينة.
الى أين سنصل بمظاهر قطع الطرقات وما هي نتائجها؟
هذا سيأخذنا الى فوضى، وهذا يفترض إتخاذ قرار سياسي بشأنه من الكل من 8 و14 ومن الحكومة وفخامة الرئيس الى آخر عنصر في هذه الدولة. يجب أن نتفق جميعنا من دون مداراة أو مسايرة لأحد.
حادثة بعلبك – الهرمل
بعد ردات الفعل التي أعقبت الكشف عن مقتل 4 اشخاص من آل أمهز وجعفر هل تمّ إحتواء التداعيات أو أن الجمر لا يزال تحت الرماد؟
لا شك في أن الموقف بعد الحادثة كان مهيباً ولم يكن سهلاً ضبط الامور. وهذه الجريمة بشعة جداً وأعقبها تشويه للجثث بشكل غير انساني. وعندما إنتشر الخبر تكهرب الجو ولكننا استطعنا بحمد الله ضبط الوضع وإنما الامر بحاجة الى معالجة سريعة.
الى متى ستتمكنون كدولة وكقيادات من ضبط الامور ومنع انفلاتها؟
هذا المدى غير محدّد، فالمنطقة متداخلة ببعضها البعض إن كان منطقة عرسال أو جرود عرسال أو المنافذ لعرسال. والاخطر من ذلك ربما هناك طرف خارجي يرتكب حادثة أو جريمة لتترتّب على الامر ذيول أو ارتدادات معينة.
سمعنا رئيس بلدية اللبوة يدعو الى اقتلاع جبهة النصرة من عرسال فهل بإمكان اهالي البلدة القيام بهذه الخطوة؟
أقولها بكل صدق وصراحة وبغض النظر عن أي موقف سياسي، فالعلاقة بين عرسال ومحيطها كانت جيدة قبل هذا الجو الذي وجد بعد الاحداث السورية حيث قام 10 أو 15 في المئة من اهالي عرسال أو مجموعات محددة من رئيس البلدية الى بعض الاشخاص الآخرين بإحتضان البعض. أما في ما يتعلق بالقصير والمحيط القريب فلا احتضان من قبل الاهالي لعسكري من الجيش السوري الشرعي في قرية القصر أو حوش السيد علي. وأتمنى منفعة ليس فقط لاهالي عرسال بل لكل المنطقة أن نبعد عنا الشرّ الآتي وأن يتخذوا موقفاً من جبهة النصرة أو أي اشخاص مسلحين ولا أتكلم عن النازحين الذين نحتضنهم، فمن الضروري وضع حد لهؤلاء حتى لا يدخلوا بين اهالي عرسال واهالي المنطقة.
السيد حسن نصرالله دعا الى عدم الأخذ بالشائعات حول مصدر القصف على الهرمل وبعلبك وأوضح أن القصف يأتي من خارج الحدود فهل هناك وعي من الناس لابعاد الفتنة؟
موقف السيد حسن واضح وصريح والجميع يعرفون ربما أن القصف ليس من بلدة عرسال على الرغم من ان رئيس البلدية نقل عنه قوله إنه مسيطر على 70 كلم من الحدود بين لبنان وسوريا. وهذه المنطقة الجردية قد تكون مجموعات من عرسال على تواصل معها ولكن القصف قد يكون من الاراضي السورية أو حتى الاراضي اللبنانية التي لا أحد يعرف بها إلا اهالي المنطقة. وخذ بلدة القصر الشمالية بعد الهرمل فلا أحد من غير اهالي البلدة يعرف إذا كنا داخل الاراضي السورية أو اللبنانية. فاليوم عندما يضع المسلحون جبهة نصرة أو غيرها قاعدة الصواريخ ويطلقونها قد تكون من الجبهة الشرقية للبنان. وعندما يُقال إن عرسال حاضنة لهؤلاء صحيح، ولا نريد ا
لاختباء وراء اصبعنا ولكن ليس كل عرسال. ففي عرسال هناك أناس نازحون بحاجة الى رغيف الخبز ولكن في الوقت ذاته هناك أناس مسلحون.
التورط في القصير
الى أي مدى تورّط حزب الله في القصير أسهم في تشنج الوضع في لبنان؟
البيئة الحاضنة لهؤلاء المسلحين لم تنشأ بعد دخول حزب الله على الجبهة في القصير، لنكن واقعيين وأنا أتحدث عن معلومات. فالجميع يعرفون الدخول من الشمال أو من عرسال أو حتى من البقاع الأوسط، لذلك الموضوع بدأ من قبل وهو يتعزّز الآن ولا أقول إنه يتكرّس على صعيد الشحن المذهبي. ودخول حزب الله في القصير ليس هو السبب المباشر للتشنج، ولنتذكّر أنه قبل القصير كيف سيطر المسلحون وما يُسمى بالجيش الحر على القصير وقراها وكيف طردوا لبنانيين من هناك وكيف قتل أناس وتمّ أسر اشخاص آخرين. ونتذكّر كيف حصلت مشاكل داخل الاراضي اللبنانية مع من يسمونهم المهربين.
ما تعليقك على مذكرة 14 آذار الى رئيس الجمهورية التي تطالب بإنسحاب حزب الله من سوريا؟
أنا أطالب الجميع بالاتفاق كلبنانيين بين بعضنا لأن الخراب هو على الجميع والضرر هو على الجميع، ولندرك ما يحوط بنا من خطر ولنتعاون جميعاً لدرئه.
لماذا لا يتم الالتزام بالحياد واعلان بعبدا وهل الرئيس بري مع هذا الالتزام؟
عليك سؤال الرئيس بري.
ماذا عن الشكوى التي قدمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الامم المتحدة كيف نظرتم اليها؟
أولاً هناك بيننا وبين سوريا اتفاقيات ومعاهدات، وهناك لجنة عسكرية مشتركة من الجيش اللبناني والجيش السوري وكان يفترض بهذه اللجنة أن تُدعى، وهناك ايضاً مجلس أعلى وسفراء هل نلغيهم؟ عندما نصل الى مرحلة لا نحصل فيها على الجواب الايجابي ولا يجري تصحيح الخطأ إذا كان ثابتاً ساعتها نسلك طرقاً أخرى، وليس أن نبدأ بسلوك هذه الطرق. أنا أتكلم عن قانون ودستور وعن علاقات ونحن لسنا في حالة حرب مع سوريا بل على العكس سوريا بلد شقيق وتوجد بيننا معاهدات أمنية وقضائية واقتصادية وسياسية، وخذ ما يقول الطائف إلا إذا أردنا أن نلغي الطائف وننسفه وأن نتخلى عن العلاقات المميزة. وهناك نص في وثيقة الوفاق الوطني يقول بأن أي خطر على لبنان أو سوريا من جماعات أو تنظيمات أو من أفراد على الدولة أن تقوم بدور لتمنع هذا الخطر، فبالحد الادنى أن نسأل قبل الذهاب الى مجلس الامن أو الى الجامعة العربية لنشتكي.
كيف العلاقة بين الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري حالياً، هل هناك من قطيعة؟
لا اسمح لنفسي بهذا التدخل من اجل توصيف العلاقة، فأنا محام وديموقراطي ومبدئي ولا أتدخّل في هذه العلاقة.
ولكن لم تجبني على السؤال كيف الوضع بين الرئاستين؟
أتصوّر أن الاعلام يعطي صورة عن هذا الوضع ومثلي مثلك في هذا الموضوع، وربما تعرف أكثر مني في هذا الامر.
اتهام بري وجنبلاط
بماذا تردّ على اتهام البعض الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط بالضغط على أعضاء المجلس الدستوري لعدم إكمال النصاب؟
أنا قرأت نصوص النظام الداخلي للمجلس الدستوري الذي يتحدث أولاً عن سرية النقاشات، ولكن مع الأسف من رئيس المجلس الى الكل تجاوزوا هذه الاصول القانونية. ثانياً عندما نتحدث عن الضغوطات فقانون التمديد بُني على ظروف امنية استثنائية وما نراه اليوم على الارض في البقاع والشمال وصيدا وبيروت يستوجب علينا أن نمدّد. وأكثر من ذلك كانت ستُجرى الانتخابات على قانون الستين وهنا الاساس حيث أن هذا القانون إعتبرته كل الاطراف ميتاً. ربما في البداية قال فريق إنه مات وقال فريق آخر إنه ما زال في حالة الموت السريري، ثم قال فريق إنه أسوأ من كل القوانين ولا نريده. نعود الى المجلس الدستوري فالتصويت له أصوله والاجراءات تتطلب حضور ثمانية وتصويت سبعة أعضاء من عشرة إنما هذا لا يمنع أن عضو المجلس الدستوري عندما يطلب من رئيس المجلس الاستماع الى فلان أو فلان فعلى الاقل الاستئناس.
هل سيطول برأيك تأليف الحكومة وكيف التوفيق بين مطالب الجنرال ميشال عون وقول الرئيس بري إنه لن يتخلى عن الرئيس تمام سلام؟
تأليف الحكومات وخصوصاً إذا كانت هناك أزمات يستغرق 3 أو 4 أشهر، وفي هذه الظروف لا نود توقع فترة طويلة للتأليف. وبالنسبة الى دولة الرئيس بري فهو حريص دائماً على مواقفه وعندما سمّى الرئيس تمام سلام سيمشي معه الى الآخر، إلا إذا وُجِد لا سمح الله سببٌ معين واتفقت عليه أكثرية المجلس النيابي، ولكن لماذا سنغيّر عن تمام سلام؟
ولكن ماذا إذا إنزعج الجنرال عون إذا لم يؤخذ بمطالبه؟
الرئيس بري يلعب دائماً دوراً توفيقياً بين الجميع، وعلينا أن ندرك جميعاً الخطر وملاقاة بعضنا في منتصف الطريق والتنازل قليلاً عن عروشنا من دون استثناء.
بعد انتهاء ولاية المجلس النيابي الاصلية كنائب ممدّد ما هي كلمتك؟
التمديد للمجلس ما هو إلا لمواجهة الظروف التي نعيشها في لبنان والخروج من الازمات الامنية والسياسية من خلال حكومة أو من خلال حوار وطني.
تسليح المعارضة السورية
كيف نظرت الى قرار الغرب بتسليح المعارضة السورية والى أي مدى تراه خطيراً؟
لا شك في أنه خطير وربما للمرة الاولى يتم تسليح في دولة ما زالت موجودة في الامم المتحدة ولها شرعيتها وجيشها ومؤسساتها الدستورية والادارية رغم وجود ما يسمى معارضة. فهل يجوز تسليح مجموعات غير معروفة جنسياتها؟ ثم الاشخاص انفسهم الذين يدعمونهم بالسلاح في سوريا يقاتلونهم في مالي أليس كذلك؟
الى أي مدى يعتبر لبنان محصناً من الفتنة المذهبية السنية – الشيعية؟
على الرغم من كل الهجمات التي تحصل وما يجري وما يُشاع ما زلت اعتبر أن هذا البلد محصّن بنعمة تعدد طوائفه رغم أننا في بعض الاحيان نستعمل الطائفية والمذهبية لتخريب البلد.
الى أي مدى انتخاب رئيس جديد في ايران يمكن أن يخلط الاوراق في المنطقة؟
لا أعتقد أن السياسة الايرانية تتعلق بأشخاص بقدر ما هي سياسة ترسمها القيادة مجتمعة بدءاً من السيد علي خامنئي الى رئيس الجمهورية فالحكومة، فهناك خط مرسوم ككل الدول المستقلة التي تحترم نفسها، لذلك علينا ألا نبني على تغييرات وتطورات جديدة.
كيف نظرتم الى بيان الشخصيات الشيعية التي حذّرت من انحلال الدولة ودعت حزب الله الى وقف التدخل في سوريا؟
هؤلاء يفتشون عن مكان لا يجدونه، سبق وفتّشوا، وقد قرأت الأسماء ومن بينها راشد صبري حماده الذي إستدعى الرحمة لوالده ليس أكثر. فهل الآن «فاق راشد علينا؟»، فهو ترك التنمية والشعب وأتكلم من منطلق لا مذهبي ولا طائفي، والاسماء الاخرى ايضاً مع احترامي لعلمهم، إنما بموضوع مشاركتهم الناس وهموم الناس وظروف البلد لا نراهم يخرجون من أوكارهم إلا في أوقات معينة.
ربما ممنوع عليهم التحرك داخل الطائفة؟
لا أحد يمنعهم، وها هم يتاجرون ويديرون اعمالهم، والدكتور دكتور، والمحامي محام والمزارع مزارع ورجل الاعمال رجل اعمال وكلهم معروفون.
حاوره: سعد الياس
