سياسة لبنانيةلبنانيات

مجلس الوزراء رد خطة الكهرباء لتعديلها والسنيورة اشعل الساحة السياسية باطلالته

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار المقبل، اي بعد اقل من ثلاثة اشهر، تشهد الساحة السياسية حماوة لافتة ان لجهة الترشيحات، او لجهة الحملات الانتخابية. وكانت لافتة جداً امس اطلالة رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، الذي اخترق الساحة السنية عموماً، وساحة المستقبل خصوصاً، داعياً الى المشاركة بالانتخابات وبكثافة. فيما الحكومة لا يبدو انها مستعجلة، وهي تعمل على القطعة، وهمها الوحيد الوصول الى جيوب المواطنين الفارغة اصلاً.
عقد مجلس الوزراء امس اجتماعاً في السراي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، تناول البحث فيه النفايات التي غطت الشوارع وتكدست في كل زاوية. وزاد الطين بلة اقدام حرامية الزبالة على سرقة سلات النفايات، بمنأى عن حراس البلدية الذين يفترض فيهم حماية الممتلكات، والسهر على راحة الناس، خصوصاً وان البلدية تجمع سنوياً المليارات من اجل هذه الخدمات، ولا تقدمها للمواطنين. وكالعادة لم يصل المجتمعون الى حلول علمية وجذرية تنهي هذه الازمة التي تمتد منذ سنوات، لتشمل العاصمة والمناطق. كذلك بحث مجلس الوزراء خطة الكهرباء التي قدمها وزير الطاقة وليد فياض فردها اليه، بعدما وضع رئيس الحكومة والوزراء ملاحظاتهم عليها. ويبدو ان خلافات حادة قائمة حول هذه الخطة، بين وزير الطاقة من جهة والوزراء ككل ورئيس الحكومة من جهة اخرى. ويبدو ان خطة وزارة الطاقة لا تلائم المصلحة الوطنية بل تلبي رغبات بعض السياسيين، وقد بات الامر معلوماً لدى جميع المواطنين. فمتى تصبح المصلحة الوطنية هي الهدف وهي الاساس عند الجميع؟ وهنا لا بد من الاشارة الى الموقف الايجابي الذي يقفه الرئيس ميقاتي حول هذا الموضوع، مصراً على خطة متكاملة وعلى تشكيل الهيئة الناظمة وهي اساس المشكلة، لان هناك فريقاً يعارضها، ويريد ان تبقى الامور بيد الوزير، يتحكم بها كيفما شاء. فكيف ستنتهي المعركة ولصالح من؟
البند الذي مر بسرعة فائقة وسهولة كبيرة هو زيادة الرسوم على جواز السفر. ففي كل مرة تطرح زيادة او رسم او ضريبة تقر بلا مناقشة، حتى اغرقت الضرائب التي وضعتها الحكومة منذ مجيئها حتى اليوم المواطنين، في حالة من البؤس والفقر، لم يعودوا يقوون عليها. ولنا عودة الى هذا الموضوع في مقالات لاحقة.
الحدث السياسي غير الرسمي الذي حرك الوسط السياسي بعنف امس، تمثل باطلالة رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، الذي اطل على اللبنانيين بعد حوالي الشهر من انسحاب الرئيس سعد الحريري، داعياً الناخبين السنة الى الترشح والتصويت بكثافة، لمواجهة مشروع الممانعة. فهل يعتبر هذا الموقف خروجاً على دعوة الحريري للمقاطعة؟ لم يكتف السنيورة بما اعلنه، بل قال انه تشاور مع الرئيس تمام سلام وانه على اتصال دائم مع الرئيس نجيب ميقاتي وانهما ليسا بعيدين عن موقفه. وكذلك فان المفتي دريان يؤيد هذه الدعوة. فاذا نجح الرئيس السنيورة في حمل انصار المستقبل والقريبين منه على المشاركة في الانتخابات، فانه سيحدث تطورات مهمة على صعيد هذا الاستحقاق الدستوري، وسيقوي موقف المعارضة ويزيد من ثقلها وحجمها في المعركة. خصوصاً وانه دعا الى نبذ الخلافات، لان الوقت هو للتضامن والتعاون مع الجميع بمن فيهم القوات اللبنانية.
وينتظر اللبنانيون ما سيقدم عليه الرئيس السنيورة. فهل يعلن ترشيحه، لتكتمل الصورة؟ وهل يستجيب الشارع السني لندائه ويخوض المعركة بتأييد من الرئيسين ميقاتي وسلام والمفتي دريان؟ وعندها ستتبدل النتائج في بعض المناطق. ان التطورات متلاحقة وسنرى على اي ميناء سترسو. وما هي النتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق