رئيسيسياسة عربية

قادة الدول العربية يؤكدون في ختام قمتهم على مركزية قضية فلسطين

التضامن مع لبنان والتطلع الى ان يقوم بالاصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية

في ختام قمة استضافتها الجزائر كانت الأولى منذ ثلاث سنوات أكد القادة العرب في بيانهم الختامي على مركزية القضية الفلسطينية، دون التطرق بصورة مباشرة للانقسامات القائمة بين دولهم بشأن السلام مع إسرائيل أو نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي تمضي باتجاه تشكيل حكومة يمينية جديدة. وأعرب القادة عن دعمهم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية والقيام بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
أعلن القادة العرب في ختام قمتهم في الجزائر، الأربعاء، «الدعم المطلق» للفلسطينيين في مواجهة إسرائيل التي قد تشهد عودة بنيامين نتانياهو إلى السلطة متحالفا مع اليمين المتطرف.
وجاء إعلان هذا الدعم في البيان الختامي للقمة العربية في الجزائر، الأولى منذ ثلاث سنوات، في وقت قامت العديد من الدول الأعضاء بتطبيع لافت لعلاقاتها مع إسرائيل دون انتظار نهاية الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
وطبعت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع إسرائيل في 2020 في إطار سلسلة اتفاقيات تفاوضت عليها واشنطن. ثم حذت البحرين والمغرب حذوها ومن ثم السودان.
وفي خطابه في القمة ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما وصفه «بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل وإصرارها على تقويض حل الدولتين، وانتهاك القانون الدولي والاتفاقات الموقعة معها» مطالباً بدعم أكبر من العرب.
ولم يتطرق الرئيس الفلسطيني بشكل مباشر إلى نتائج الانتخابات التشريعية في إسرائيل، لكن رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتانياهو الذي يبدو أن حزبه تصدر نتائجها، تخلى منذ زمن طويل عن التزامه «حل الدولتين» وإقامة دولة فلسطينية.
وأكد «إعلان الجزائر» في ختام القمة التي دامت يومين، على «مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران (يونيو) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين».
ودافع كل القادة العرب في خطاباتهم منذ افتتاح الدورة الحادية والثلاثين عن إقامة دولة فلسطينية، لكن هذا الدعم يبدو غير قابل أن يتحقق في ظل عجز جامعة الدول العربية عن التأثير في هذا الملف.
وقال عباس متهماً إسرائيل «يريدون أن يهودوا القدس والأقصى ويعيدوا بناء الهيكل المزعوم الذي لم يوجد قطعاً في هذه المنطقة.. الحقوا! الأقصى وكنيسة القيامة ستهودان».

العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة

وجدد القادة العرب التمسك «بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بجميع عناصرها وأولوياتها، والتزامنا بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية» دون أي إشارة إلى التطبيع الذي قامت به بعض الدول.
كما عبرت القمة في بيانها الختامي عن دعمها للسلطة الفلسطينية «للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة» وكذلك «دعم الجهود والمساعي القانونية الفلسطينية الرامية إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها ولا يزال في حق الشعب الفلسطيني».
وجدّد البيان الصادر عن القمة، «التضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على أمنها واستقرارها ودعم الخطوات التي اتخذتها لبسط سيادتها على أقاليمها البرية والبحرية»، معرباً عن «التطلع لأن يقوم لبنان بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد».
من جهته اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في رده على سؤال حول احتمال عودة نتانياهو للحكم، أن إسرائيل «سترتكب خطأ جسيماً» في حال عرقلت حل الدولتين بحجة أن الفلسطينيين والعرب يمثلون الاغلبية في الأراضي التي تسيطر عليها الدولة العبرية.

الأزمات في سوريا وليبيا واليمن

وإضافة إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الأزمات والنزاعات في سوريا وليبيا واليمن وردت في «إعلان الجزائر» الذي توج أعمال القمة.
فقد أعربت القمة عن «التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي-ليبي يحفظ وحدة وسيادة الدولة الليبية» التي تعيش فوضى وأزمة اقتتال داخلي منذ سقوط معمر القذافي في 2011.
كما التزم القادة بـ «قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية».
وفي لفتة تضامنية مع السعودية ثمن القادة العرب «السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف «أوبك بلاس» من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء».
وقررت «أوبك بلاس» المكونة من الدول الـ13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية وشركائها العشرة بقيادة روسيا في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) خفض حصص إنتاج النفط بهدف دعم أسعار النفط الخام التي كانت تتراجع.
وهو قرار أثار حفيظة الولايات المتحدة التي لوحت بعواقب على الرياض بسبب هذا القرار، الذي اعتبرته واشنطن في صالح روسيا التي تبحث تمويلات في حربها على أوكرانيا.
ووضعت الجزائر هذه القمة تحت شعار «لم الشمل» لكن دولاً عدة لا سيما بلدان الخليج، لم تكن ممثلة بقادة دولها، خصوصاً المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية.

فرانس24/أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق