رئيسيسياسة عربية

حكومة جديدة في المغرب بعد ستة اشهر من التعثر السياسي

عيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس اعضاء الحكومة التي سيرأسها سعد الدين العثماني نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الإسلامي، وتعكس صعوداً لليبراليين الذين يتمتعون بثقة القصر وتهميشاً للاسلاميين.

وذكرت وكالة انباء المغرب الرسمية ان الملك محمد السادس عين الوزراء الـ 39 في الحكومة.
وينهي تشكيل الحكومة تعثراً سياسياً استمر ستة اشهر منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من تشرين الاول (اكتوبر) 2016 وفاز فيها حزب العدالة والتنمية الذي بات يشغل 125 مقعداً من أصل 395 في البرلمان.
وكان رئيس الوزراء السابق الامين العام للحزب عبد الاله بنكيران، كلف تشكيل الحكومة مجدداً بعد الانتخابات لكن العاهل المغربي اعفاه من المهمة في منتصف آذار (مارس) لعدم تمكنه من تشكيل ائتلاف حاكم، وكلف العثماني (61 عاماً) بدلاً منه.
ويضم الائتلاف الحكومي الجديد حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب التقدم والاشتراكية (شيوعي) والتجمع الوطني للأحرار (ليبراليون) والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وبالمقارنة مع النتائج التي سجلها في الانتخابات، حصل حزب العدالة والتنمية على عدد قليل نسبيا من الوزارات المهمة.
وقد عهد اليه بوزارات النقل (عبد القادر أعمارة) والطاقة والمعادن (عزيز رباح) والشغل (محمد يتيم) والاسرة (بسيمة الحقاوي)، بحسب التشكيلة التي نشرتها الوكالة الرسمية. لكن الحزب لم يحصل على حقيبة العدل التي كان يريد الاحتفاظ بها ولا حقائب استراتيجية اخرى كان يطمح اليها.
اما الحقائب السيادية وهي الشؤون الخارجية والداخلية والدفاع فسيتسلمها على التوالي ناصر بوريطة وعبد الوافي لفتيت وعبد اللطيف لوديي. اما وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية فقد عهد بها الى احمد توفيق.
واصبح وزير الداخلية السابق محمد حصاد وزيراً للتربية.
وكلف التجمع الوطني للأحرار وهو حزب ليبرالي حل رابعاً في انتخابات تشرين الاول (اكتوبر) مع 37 مقعداً، الحقائب الاقتصادية (الاقتصاد والتجارة والزراعة) التي سيواصل ادارتها.
وأعيد تعيين رئيس التجمع الوطني للاحرار الملياردير عزيز اخنوش الذي يوصف بأنه مقرب من القصر الملكي وزيرا للفلاحة والصيد البحري.

«ضد حزب العدالة والتنمية»
وكان بنكيران واجه صعوبات في بناء اغلبية بسبب خلافات اذ ان اخنوش وضع شروطاً عديدة للمشاركة في الحكومة.
ووافق العثماني الطبيب النفسي ووزير الخارجية الاسبق (من كانون الثاني/يناير 2012 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2013)، على مطالب اخنوش وخصوصاً مشاركة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في التحالف الجديد، وهو ما كان خطاً احمر لدى بنكيران وكوادر اخرى من حزبه.
وتعتبر وسائل اعلام اخنوش رجل القصر. وكتبت اسبوعية «تيل-كيل» ان «العثماني وافق بلا تردد على شروط رفضها بنكيران، بدعم من حزبه. هذه الشروط وضعها اخنوش وبالتالي القصر».
ورأى الخبير السياسي محمد مدني في اقالة بنكيران نتيجة «خمسة اشهر من عملية اقامة توازن عبر اعطاء هامش مناورات واسع لاخنوش الذي احاط نفسه بمجموعة من الاحزاب لتطويق حزب العدالة والتنمية».
واضاف لفرانس برس ان  «الملكية تحاول استعادة زمام الامور ومراجعة الخريطة المؤسساتية بشكل لا يبقى فيه حزب العدالة والتنمية القوة المهيمنة».
وتثير التنازلات التي قدمها العثماني جدلاً داخل حزب العدالة والتنمية الذي اضعف بعد ازاحة زعيمه ومهندس نجاحاته الانتخابية بعد الفوز التاريخي الذي حققه في 2011.
وكتبت الصحافة المغربية ان «حصن حزب العدالة والتنمية بدأ ينهار» في وقت «لا توافق فيه شخصيات مؤثرة في داخله على التحالف الحكومي الذي شكل».
وفي المغرب لا تعني التوجهات الايديولوجية للاحزاب الشيء الكثير في تشكيل التحالفات التي تعمل تحت رعاية الملك الذي هو فوق الاحزاب ويملك اليد العليا في مستوى الدبلوماسية والامن والقطاعات الاساسية في الاقتصاد.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق