حوار

زياد بارود: رسالة دعم للبنان الرسالة

«التوطين ليس قراراً دولياً وعلى اللبنانيين التصدي له ومقاومته». هذا هو رأي وزير الداخلية السابق زياد بارود الذي التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الصنوبر. «الاسبوع العربي» الالكتروني التقاه وحاوره.

ما هو موضوع لقائك مع الرئيس هولاند؟
الحديث دار حول مبدأ العيش المشترك بين بلدان ضفتي البحر الابيض المتوسط. انه لقاء حول فكرة اكثر منه حول حديث سياسي، تتعلق بالقيم المشتركة بين فرنسا ولبنان.
ما هي الرسالة التي وجهها الرئيس هولاند من خلال الزيارة في وقت لبنان بلا رئيس جمهورية؟
انها رسالة دعم للبنان الرسالة. تنطلق من حماية لبنان في المنطقة. انها ارتباطه وارتباط بلاده بفكرة لبنان. مرارة الزيارة التي تمت بدون وجود رئيس للجمهورية شعر بها كل اللبنانيين وكذلك الرئيس الزائر. ولهذا السبب لم يتم تصنيفها زيارة دولة. هولاند عبر عن تمسكه بانتخاب رئيس رافضاً اعطاء الزيارة صفة دعوة ليست لها وهي بعيدة عن تطبيع الفراغ الرئاسي.
ما هو هدف هذه الزيارة؟
الزيارة سارت بوضوح في اتجاه رفض التوطين.فلا فرنسا ولا اوروبا لهما مصلحة في التوطين. فهذا الاخير يمكن ان ينعكس سلباً على اوروبا. الوضع السوري لا يقارن بالقضية الفلسطينية. فسوريا بلد في حالة حرب والنزاع المسلح يجعل من الصعب العودة الفورية للمواطنين السوريين حتى في المناطق التي توقف فيها القتال. ومن هنا دور المجموعة الدولية في عودة اللاجئين.
الحديث عن مساعدات تمتد على ثلاث سنوات الا يعني ان الوضع الراهن مرشح للاستمرار؟
حتى وان كانت العودة ستبدأ غداً فهي بحاجة الى مواكبة تتطلب اموالاً. فلا يمكن ان تتم بين ليلة وضحاها.
كيف تصف هذه الزيارة؟
انها زيارة دعم. كل الذين علقوا عليها امالاً كبيرة اصيبوا بخيبة. ولا مرة اعطاها الكي – دورسيه او الاليزيه معنى اخر. النتائج التي اعلنها اللبنانيون كانت مضخمة لاننا نعيش في فراغ سياسي. لقد اراد الرئيس الفرنسي ان يوجه الى اللبنانيين رسالة دعم وصداقة. وانا اضع هذه الزيارة تحت عنوان: دعم غير مشكوك فيه للبنان في ما يتعلق بالازمة السورية وخصوصاً قضية النازحين.
لمن هذه الزيارة موجهة: الى لبنان او الى فرنسا في وقت تنخفض شعبية الرئيس الفرنسي؟
انها موجهة الى الجميع، الى اللبنانيين والى الفرنسيين الذين تابعوا هذه الزيارة والى المجموعة الدولية. وهي تأكيد على الحاجة الى دعم ومساعدة لبنان. الزيارة نجحت لانها هدأت النفوس حول ما يتعلق بالتوطين. خطاب فرانسوا هولاند لم يكن مشكوكاً فيه على هذا الصعيد. ومن المهم والاساسي ان يعلن رئيس اوروبي موقفاً مبدئياً، واضحاً وصادقاً من التوطين.
التوطين هل هو خطر حقيقي؟
عملياً الخطر قائم دائماً. هل هو حقيقي؟ هذا يتعلق باللبنانيين انفسهم. لان التوطين ليس قراراً دولياً. حى ان كانت بعض الاطراف الدولية من هنا وهناك قررت خلاف ذلك. فعلى اللبنانيين ان يتصدوا وبكثير من الحزم. ان قراراً للحكومة اللبنانية ضد التوطين سيكون عاقلاً وضرورياً. ويمكن ان يجمع اللبنانيين. وعلى الصعيد العملي التوطين ليس ابداً مباشراً. فهو يمر بمراحل عديدة. لهذا يجب ان نكون واعين. فلبنان الذي استقبل القسم الاكبر من النازحين يشعر بأن التهديد يمكن ان يصبح حقيقة من نقطة تصبح العودة معها مستحيلة او طويلة عبر الزمن. فالسوريون المعنيون ليسوا سكان دولة اختفت او احتلت الى الابد. فقضيتهم لا تشبه قضية الفلسطينيين. فيوم ينتهي العداء في سوريا حيث تختفي اسباب عدم العودة وتتوقف الامم المتحدة عن تمويل الاقامة القسرية للسوريين في لبنان، ويوم تقرر الدولة اللبنانية بناء على ما تقدم، ان تفرض عليهم الحصول على اذن بالسماح بالاقامة والعمل، وتطلب اليهم دفع الضرائب، فان عودة النازحين تتم بسرعة. اعادة بناء سوريا تتطلب بين 5 و6 ملايين عامل والافضلية لليد العاملة السورية.

جويل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق