رئيسيسياسة عربية

دور حاسم للاسناد الجوي والطائرات بدون طيار في معركة الموصل

تخوض القوات العراقية المعركة على الارض لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية ولكن الاسناد الجوي الذي يوفره التحالف الدولي يلعب دوراً حاسماً في هذه المعركة انطلاقا من مركز القيادة المتطور في احد بلدان الخليج.
تحلق في الاجواء حول الموصل في اي وقت ما بين 15 و20 طائرة معظمها طائرات بدون طيار تبدو على شاشات مركز القيادة الذي زاره احد صحافيي وكالة فرانس برس مثل نقاط صغيرة خضراء فوق خريطة الموصل.
ويقول مسؤول عسكري عراقي ان «الاولوية هي لهذه المعركة الآن» في مركز قيادة العمليات الجوية للتحالف حيث اوكلت الى العسكريين الذين يقودون هذه العمليات مسؤولية دعم الهجوم البري بعد ان كانوا يخوضون حرب استنزاف ضد الجهاديين.
لم تعد الضربات توجه الى اهداف بعينها ويتم تقريرها بعد ايام من الاستطلاع تقوم بها طائرات استطلاع بدون طيار، بل باتت بمعظمها ضربات سريعة يتم تقريرها احيانا خلال دقائق لتوفير الاسناد للقوات على الارض في خضم المعركة.
ويتعلق الامر على سبيل المثال بضرب موقع للعدو او تفجير عربة مفخخة يقودها انتحاري باتجاه القوات العراقية.
تعتمد القوات العراقية الى درجة كبيرة على هذه الضربات الجوية حتى انها اشتكت في الايام الاولى للمعركة من عدم حصولها على «تغطية جوية» كافية من طائرات التحالف التي اضطرت لتأمين التغطية على جبهات عدة حول المدينة.

«سنواظب على توفير التغطية»
لكن قائد العمليات الجوية الجنرال الاميركي جيفري هاريجيان اكد ان الامر ليس اكثر من وهم بصري لان الغطاء الجوي لم يفقد فاعليته، موضحاً وهو يشير الى الجنود العراقيين، انهم عندما «لم يعودوا يرون الطائرات فوق رؤوسهم، ظنوا اننا غير قادرين على تلبية طلباتهم في حين اننا قادرون تماماً على ذلك».
فالمقاتلة التي تحلق بسرعة تتجاوز 700 كلم في الساعة يمكنها الانتقال بسرعة من نقطة الى اخرى فوق المدينة وفق هاريجيان الذي قال «كل من طلب غطاء جوياً من شركائنا حصل عليه، وسنواظب على ذلك».
استهدف التحالف الاربعاء في الموصل وضواحيها مركز قيادة لتنظيم الدولة الاسلامية ومدفعي هاون وموقعين قتاليين وموقع قناص وموقع مراقبة ونفقين وموقعا لتركيب العبوات الناسفة، وفق التقرير اليومي.
وتتمتع الطائرات بدون طيار التي يستخدمها التحالف الدولي بقدرات هائلة تمكنها من جمع المعلومات على مدار الساعة وفق ما تبينه الصور التي يتم بثها على ثماني شاشات عملاقة في قاعة قيادة العمليات الجوية.
وخلال زيارة الصحافيين ظهر على شاشة رجل يقوم بتحميل شاحنة وصورته طائرة بدون طيار من على ارتفاع ثلاثة الاف متر. وكانت الصور ذات جودة عالية حيث امكن رؤية الرجل يضع قميصه الابيض داخل سرواله. لكن لم يعرف بعد مصير الرجل الذي يرجح انه من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، اذ لم يحن بعد وقت استهدافه.

«تمهيد الطريق»
وضع مركز قيادة عمليات التحالف نصب عينيه الهدف المقبل وهي مدينة الرقة معقل الجهاديين في سوريا وحيث تم التخطيط للاعتداءات التي نفذت في مختلف انحاء العالم.
لقد بدأت طائرات التحالف بتمهيد الطريق وهذا يعني باللغة العسكرية تنفيذ عمليات القصف التي تسبق الهجوم.
نفذ التحالف نحو 16 الف ضربة في العراق وسوريا منذ بدء العمليات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في اب (اغسطس) 2014 بكلفة تصل الى 10 مليارات دولار.
ونفذت الولايات المتحدة 80% من هذه الضربات على الرغم من كثرة الدول المساهمة في التحالف وهي فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وهولندا والدنمارك وكندا واستراليا والاردن والبحرين والامارات والسعودية وتركيا.
ويتمتع التحالف الدولي بتفوق عسكري لا جدال فيه رغم ان الخطر يبقى ماثلاً، وليس احراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة حياً بعد وقوعه اسيراً في يد الجهاديين سوى دليل حي على ذلك.
ولم تتأكد المخاوف من تمكن الجهاديين من الاستحواذ على صواريخ ارض – جو.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق