سياسة لبنانية

بري – المشنوق: عتب… وتوضيح

لم يرق للرئيس نبيه بري أن يغيب الوزير نهاد المشنوق عن جلسة مجلس الوزراء التي حشد لها سياسياً ولم يغب عنها حتى حزب الله حليف العماد عون… أثار بري الموضوع في الاتصال الذي أجراه مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي وعد بمعالجته. وبعدما أعلن المشنوق أن هناك معطيات دفعته الى اتخاذ قراره هذا وسيضعها بتصرف رئيس الحكومة، اكتشف أن بري منزعج من موقفه فطلب موعداً للقاء بينهما بهدف توضيح موقفه من تغيّبه عن الجلسة. وبالفعل حصل لقاء بري -المشنوق لفك هذا اللغز السياسي ولبحث الوضع الحكومي بعد تغيب وزراء التيار الوطني الحر والطاشناق عن الجلسة الحكومية الأخيرة والتداعيات التي تركتها.
وقالت مصادر نيابية إن «بري طرح مع المشنوق مسألة غيابه عن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، لا سيما أنه كان عبّر عن انزعاجه من هذا الغياب أمام العديد من زواره في اتصالاته وأحاديثه مع نواب ووزراء في كتلة المستقبل. وأن المشنوق عرض وجهة نظره في أسباب تغيبه عن الجلسة».
هذا الغياب الذي شكل مفاجأة لعدد من زملائه النواب في كتلة المستقبل، الذين فضلوا عدم إقحام أنفسهم في إجابات يمكن أن تحمل في طياتها مجموعة من الاجتهادات، ناهيك بأن الوزير المشنوق، وإن كان يحتفظ لنفسه بالمعطيات التي سيصارح بها الرئيس سلام، فإن الأخير – كما تقول مصادر مطلعة على موقفه – لم يكن مرتاحاً إلى غياب المشنوق، نظراً إلى تلازمه مع غياب وزراء تكتل التغيير والإصلاح وخروج الوزير ميشال فرعون احتجاجاً على عدم الأخذ برأيه بتأجيل البحث في جدول أعمال الجلسة في ظل غياب الوزراء.
وعلى رغم أن هناك من يقول إن الوزير المشنوق بغيابه عن الجلسة، أتقن اللعبة وحشر حزب الله مع حليفه العماد عون (لم يرق لعدد من نواب تكتل التغيير والإصلاح اكتفاء الحزب من خلال وزيريه محمد فنيش وحسين الحاج حسن بالتمني على الرئيس سلام تأجيل الجلسة أو صرف النظر عن البحث في جدول الأعمال في حال إصراره على عقدها)، فإن كلمة الفصل تبقى عند وزير الداخلية بعيداً من التأويل والاجتهاد، وصولاً إلى تلويح البعض بأن لديه حسابات خاصة كانت وراء غيابه.
وتقول مصادر الوزير المشنوق إن تغيّبه عن جلسة مجلس الوزراء يندرج تحت ثلاثة عناوين سيشرحها بالتفصيل للرئيس تمام سلام بعد عودته من إجازته الخاصة، وهي:
– أولاً: اعتراضه على حالة الجمود والمراوحة القائمة، ومحاولة حث الأطراف السياسية على عدم انتظار التطورات الاقليمية والقيام بمبادرات داخلية للحل.
– ثانياً: الخوف على حالة الاستقرار الأمني النسبية القائمة والتي قد تهزها أي مشكلات داخلية كبيرة.
– ثالثاً: الخوف من تفاقم الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للأزمة السياسية بما قد يولد انفجارات في الشارع يصبح من الصعب السيطرة عليها.
ولذلك، ينتظر المشنوق، بحسب مصادره، ما سيسفر عنه حوار عين التينة اليوم في الخامس من أيلول المقبل، ليقرر موقفه بالنسبة الى الوضع الحكومي.
وهناك أخيراً في الوسط السياسي من يرى أن المشنوق الذي ينتهج سياسة انفتاح في اتجاه الرابية، يعتبر أن هناك من يدفع الى تصادم وتعميق المشكلة بين عون والمستقبل وبين المسيحيين والسنّة عبر وضع رئاسة الحكومة في الواجهة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق