حوار

انطوان زهرا: الصيغة اللبنانية في خطر

«حزب الله يمنع الانتخابات الرئاسية بانتظار تطورات الحرب في سوريا. وبالتحديد في حلب». انطوان زهرا نائب البترون في القوات اللبنانية يعتبر انه «اذا لم ننتخب رئيساً للدولة قبل الاستحقاق النيابي، فاننا سنذهب الى تعديل اتفاق الطائف».

بعد التدقيق في نتائج الحوار وبيان تيار المستقبل يبدو ان انتخاب رئيس للدولة ليس قريباً. فكيف الخروج من هذا المأزق؟
الخريطة واضحة امامي. حزب الله يمنع الانتخابات الرئاسية بانتظار تطورات الحرب في سوريا وبتحديد اكثر في حلب. قبل اسابيع اكد حسن نصرالله في خطابه ان معركة حلب محسومة وبدا واثقاً مما يقول. لقد بكر في اعلان الانتصار معتقداً انه مرة جديدة سيفرض شروطه على لبنان واللبنانيين. ومنذ ذلك الحين تبدلت الاوضاع فتحالف النظام السوري – ايران، مدعوماً من روسيا تلقى نكسة. بشار الاسد وايران لم يعودا في وضع يخولهما تقرير مستقبل المنطقة.
كل شيء يدل على ان الحرب في سوريا لن تنتهي في وقت قريب. فهل يبقى لبنان معلقاً حتى ذلك الحين؟ لماذا لا يخضع المستقبل لارادة الاكثرية المسيحية ويدعم ترشيح ميشال عون؟
بالفعل ان الحرب في سوريا مرشحة لان تطول واعتقد ان احداً من الافرقاء لن يخرج منها منتصراً. التطورات تستمر في التبدل مرة لصالح النظام واخرى لصالح المعارضة. لذلك انا اصر واقول ان لبنان هو رهينة حزب الله الذي بدوره يخضع لايران التي تتمسك بالورقة اللبنانية بقدر ما تستطيع. ولنعد الى الجزء الثاني من سؤالك خلال الاجتماع الاخير لتيار المستقبل، بحضور سعد الحريري، اقترح نائبان او ثلاثة طرح اسم ميشال عون. ولكن اكثرية النواب في المستقبل رفضت هذا الاقتراح لاسباب عدة. فمن جهة فان قائد التيار الوطني الحر يدعم باستمرار حزب الله في كل قراراته الداخلية والخارجية، ومن جهة اخرى لا يخفي عداءه تجاه الطائفة السنية وفي كل مناسبة لا يتردد في الحديث عن «السياسة الحريرية»، محملاً اياها كل المشاكل التي يتخبط فيها لبنان. نواب المستقبل اعربوا عن خشيتهم من رؤية عون يتسلم السلطة ويستخدمها ضدهم ويذهب الى حد طلب تغيير في الصيغة اللبنانية.
المستقبل قال دائماً عندما تتفاهم اكثرية المسيحيين على مرشح رئاسي فانه سيدعمه. اذاً يبدو انه بدل رأيه…
تيار المستقبل والقوات اللبنانية، القطبان الكبيران في 14 اذار اتخذا مبادرتين غير متوقعتين وغير شعبيتين بدعمهما ترشيح سليمان فرنجية وميشال عون. المستقبل قال: «لنذهب الى مجلس النواب والافضل يربح مع احترام اللعبة الديمقراطية». ولكن حزب الله يقاطع جلسات المجلس – وكذلك ميشال عون – وليس هذا فحسب، بل انه لا يمارس اي ضغط على سليمان فرنجية وعلى نبيه بري حليفيه لاقناعهما الاول بالانسحاب والثاني للتصويت لمرشحه الذي يقول انه يدعمه. فهل ترين ذلك منطقياً؟ على كل العونيون انفسهم باتوا مقتنعين ان حزب الله يدعم رئيسهم قولاً لا فعلاً.
هل الصيغة اللبنانية في خطر؟
اذا لم يكن لدينا رئيس للجمهورية من الان وحتى الانتخابات النيابية – في الربيع المقبل – نصبح في مأزق حقيقي يقودنا بنظري الى تعديل اتفاق الطائف. وآمل الا نصل الى هذه النقطة.

د. ج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق