مجتمع

مطر في إفطار قدامى الحكمة: أمنيتنا التقارب بين الناس وما يجري بين أبناء الوطن والدين الواحد والأمة الواحدة لا يرضي الله

رعى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الإفطار الرمضاني الـ 22 الذي أقامته رابطة قدامى مدرسة الحكمة مار الياس في كليمنصو غروب أمس الاول في فندق «فينيسيا» – بيروت، وشارك فيه، الى صاحب الرعاية، النائب عبداللطيف الزين ممثلاً الرئيسين نبيه بري وتمام سلام، الشيخ خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج، النائبان عمار حوري ومحمد الحجار، نقيب المحررين الياس عون، ممثلون لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ورؤساء أحزاب ومؤسسات أهلية واجتماعية وبلدية ورؤساء مدارس الحكمة.

مطر
وبعد تسلمه من رئيس رابطة قدامى الحكمة – كليمنصو واعضائها مقرأ عليه إنجيل وقرآن في مناسبة احتفائه بيوبيله الأسقفي الفضي، ألقى المطران مطر كلمة جاء فيها: «انها أجمل هدية سأحملها بين يدي وأنزلها منزلة القلب ما حييت. شكراً لكم.
لأيام قليلة خلت، أرسل قداسة البابا عبر المجلس الحبري للحوار بين الأديان، رسالة تهنئة إلى الروحيين المسلمين في العالم، في نهاية شهر رمضان المبارك وصوم رمضان وبركاته وفي مناسبة حلول عيد الفطر المبارك. إنه نهج درج عليه الأحبار الأعظمون في روما، منفتحين على إخوانهم المسلمين في العالم كله. ونحن نضم صوتنا إلى صوت قداسته وصوت أبينا السيد البطريرك مار بشاره بطرس الراعي وجميع الأساقفة في لبنان لنعيدكم أفضل الأعياد، أيها الإخوة المسلمون الأحباء على قلبنا جميعاً.
يقول قداسة البابا، شهر رمضان، هو شهر صوم وصلاة وصدقة. الصوم يروض النفس على طاعة الله عز وجل، الصلاة تعلينا إلى فوق، فوق صغائرنا لنقترب من المثل العليا، والصدقة تجعلنا نشعر بألم المتألمين، وبأننا عائلة واحدة على تنوعها وتفرقها. هذا شهر كريم، نشكر الله عليه ونهنئكم على كل هذا الجهد الذي قمتم به من أجل تجديد الأمة وتجديد النفس وترويضها لعلنا ننال بركة من الله جديدة.
هذا الشهر هو شهر الرحمة أيضاً، ونحن المسيحيين نكرس هذه السنة للتفكير في أمور الرحمة. تقولون إن الله هو رحمن رحيم. نعم ما تقولون. ونحن نقول إن الله حنون ورحوم ومحب للبشر. كلامنا واحد. ونحن نتمنى من صميم القلب أن نكون من أهل الرحمة، لأن الرب رحمنا جميعاً ويرحمنا كباراً وصغاراً، ويأمرنا لأن نكون صانعي رحمة مع إخواننا ونتراحم جميعاً. بهذا خلاص لنفوسنا. وفي هذه المناسبة نقول إن هذا العالم، فيه كثير من قلة الرحمة ومن القساوة بين الناس. فيما الآية الكريمة تقول: «يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا». هذا التعارف هو أمر إلهي. أمر لنا جميعاً، للناس وليس للمسلمين وحدهم. نحن تحت هذا الأمر نسير، أن نتعارف، أن يقبل بعضنا بعضاً، أن يحب بعضنا بعضاً. ولذلك ما يجري اليوم، بين أوطان الوطن الواحد وأبناء الدين الواحد والأمة الواحدة والمنطقة الواحدة من قلة تفاهم، أمر لا يرضى الله عنه.
نصلي من صميم القلب أن يرفع الله هذه الشدة وأن يعيد الناس بعضهم إلى بعض. إذا كان الله قد أمرنا بالرحمة، فإن هذا أمر ممكن بقوته ونعمته تعالى. لذلك لا نيأس من حالنا ولا نقول إن الأمر مستحيل. العودة إلى الأخوة من نعم الله علينا وستتم بإذنه تعالى. يكفي أن ننظر إلى ذواتنا وأن نسمع كلام الله وأن ندخله إلى قلوبنا، حتى تتغير الحال ويتم التصالح والتقارب بين الناس. هذه أمنيتنا في هذا العيد المبارك، لعل الله يستمع إلينا ويستجيب أدعيتنا وأدعيتكم وأنتم خارجون من صوم كريم.
نشكر الله على هذا اللقاء، لقاء الإخوة، لقاء أهل الحكمة وأهل الموعظة وأهل المودة من مسلمين ومسيحيين. أذكر فقط، أن الحكمة كانت وراء فكرة العيش المشترك منذ 140 عاماً، وهي تكرست لخدمة اللغة العربية وآدابها وانفتحت إلى دنيا العرب أكثر من أي مدرسة، عندنا نحن المسيحيين، من دون تمييز، وانفتحنا كذلك على القيم العالمية الكبرى. ولذلك، نحن أهل انفتاح وأهل مودة ونحن بين أهلنا، هنا في بيروت نتقاسم الرغيف والهم والمصير الواحد، اللهم إجمع شملنا، اللهم إقبل وحدتنا، نريد منك أن توحدنا بين قلوبنا وأن نكون لبنانيين متنوعين، أحرارا بإيماننا، موحدين بمحبتنا وقلوبنا البيضاء. عيد مبارك عليكم جميعا،أعاده الله على الأمة وعلى المنطقة كلها بأحسن مما نحن عليه من سلام ومحبة ووفاق، وكان الله سميعاً مجيباً والسلام».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق