مجتمع

لبنان يطلق أعمال مشروع (متحف بيروت التاريخي) بتمويل كويتي

أطلق لبنان يوم الخميس أعمال مشروع (متحف بيروت التاريخي) والذي سيحتوي على مقتنيات أثرية تم اكتشافها خلال أعمال تنقيب جرت بين عامي 1993 و1997 بإشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
كما سيضم المتحف شواهد من الحضارات التي مرت على بيروت منذ العصر البرونزي والكنعاني حتى العثماني والعصور الحديثة.
ويمتد المتحف الأثري على مساحة 12 ألف متر مربع من ساحة الشهداء والتل الأثري في وسط بيروت إلى شاطئ البحر متضمنا ما سيعرف باسم «ممشى التاريخ» بطول خمسة كيلومترات داخل مبنى زجاجي وخارجه.
ومن المقرر أن يستغرق العمل في المتحف ثلاث سنوات حيث سيتم تشييد مبنى زجاجي داخل المتحف ومعرض للقطع الأثرية التي يتم فرزها من مواقع مختلفة في بيروت بالتعاون مع فرق العمل في مديرية الآثار.
وسيتألف المتحف من سبع طبقات، السفلية منها ستكون من الحجر فقط، أما الطبقات التي ترتفع فوق الطريق فهي من الزجاج، على أن تصبح المنطقة للمشاة فقط من دون السيارات.
وأطلق رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري هذا المشروع يوم الخميس بحضور وزير الثقافة غطاس خوري ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والسفير الكويتي في بيروت عبد العال القناعي.
وقال الحريري إن هذا المتحف هو عبارة عن جهد مشترك بين بلدية بيروت وشركة سوليدير ومجلس الإنماء والإعمار اللبناني بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.
وأضاف أن المشروع من تصميم شركة رينزو بيانو التي تحمل اسم صاحبها المعماري الإيطالي الشهير.
وعن أهمية المشروع قال الحريري «في الوقت الذي نبني فيه مدينة حديثة وواجهة بحرية نحن مهتمون أيضا بالحفاظ على تراث هذه المدينة لأن المحافظة على الهوية والتاريخ هو قاعدة متينة لبناء المستقبل».
وغالباً ما كانت أعمال الحفريات الأثرية في وسط بيروت تدل على تنوع الحضارات التي مرت على المدينة.
وعلى مدى أعوام ظل العاملون والخبراء يستخرجون من باطن أرض بيروت، تحت شمس ومطر يعيق العمل، قطعا أثرية تتنوع بين فينيقية وهيلينية ورومانية وعربية وعثمانية.
وقال السفير الكويتي في بيروت عبد العال القناعي «تُوضع اليوم رمزية ثقافية هامة بتعاون وثيق من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ولهدف نبيل سام، دعماً للمراصد العلمية وترسيخاً للثقافة البحثية وإبرازاً للمقدرات الإنسانية، ودفعا بالمحاور الإنمائية، بهكذا مشروع حيوي في قلب مدينة بيروت النابضة».
وخلال الاحتفال بإطلاق المشروع كشف وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري عن خطط طموحة لتطوير وسط بيروت وإضافة المزيد من المتاحف بأنحاء لبنان خلال السنوات القليلة المقبلة.
وقال خوري «هذا الموقع سوف يروي تاريخ بيروت عبر حقب الزمن ويؤسس لمتحف يكون على قدر قيمة بيروت، وليس المتحف هو المعني بالأمر بل سوف يتم تطوير كل المنطقة من ساحة الشهداء إلى التل الأثري كلها قبلة للسياح واللبنانيين لكي يعرفوا تاريخهم».
وأضاف «هناك خطط لتطوير وإنشاء متاحف في كل المناطق اللبنانية وخصوصاً في بيروت وفق خطة خمسية بتمويل من برنامج (سيدر 1) لدعم لبنان وبقيمة 280 مليون دولار».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق