حوار

صموئيل مكردشيان: لبنان مثال العيش المشترك

منذ اذار (مارس) 2016 اصبح صموئيل مكردشيان السفير الجديد لارمينيا في لبنان. وفي مقابلة خاصة اجراها معه «الاسبوع العربي» الالكتروني في مقر السفارة في الرابية تحدث عن انطباعاته عن لبنان وعن الطائفة الارمنية في لبنان والتبادل بين بلاده ولبنان.

وصلت منذ شهر الى لبنان فما هو شعورك؟
انا متواجد في جو صداقة وعائلي. لقد اصبح تقليدياً ان ترى استقبالاً طيباً من قبل الحكومة اللبنانية والطائفة الارمنية، بفضل الدور الخاص الذي لعبه الارمن الذين يعتبرون لبنان مثل بلدهم. ولهذه الاسباب فان نشاطنا يلقى كل التسهيلات ونلقى ايضاً معاملة خاصة من قبل السلطات اللبنانية.
ما هي نظرتك الى الطائفة اللبنانية من اصل ارمني؟
الدياسبورا الارمنية واسعة جداً وهي منتشرة في كل مكان من العالم بسبب مذبحة 1915. الارمن تركوا ارضهم الى اقاليم اخرى وفي العام 1920 اصبح لبنان ارض استقبال الارمن الذين قدموا له ولاءهم ومحبتهم. وبالمقابل شاركوا في انماء لبنان. والطائفة الارمنية في لبنان فريدة من نواح عدة. هي تشبه بقية الطوائف في العالم وفي الوقت عينه هي مختلفة لناحية عددها وتنظيمها. لقد اصبحت قوة سياسية واجتماعية واقتصادية. وانخرطت في المجتمع المدني بواسطة المؤسسات التربوية والخيرية والانسانية. هذه الطائفة لعبت دور المفتاح في المحافظة على الهوية الارمنية وعملت على انماء الدولة الارمنية. مهمتي الاولى كدبلوماسي هي تنمية العلاقات بين ارمينيا ولبنان من جهة والروابط بين الطائفة الارمنية في لبنان وارمينيا. ان دور الطائفة الارمنية في لبنان مبدئي في تنمية العلاقات بين البلدين.
ما هو عدد اللبنانيين من اصل ارمني؟
هذا العدد كان كبيراً في الماضي ولكن مع الحروب في المنطقة وفي لبنان غادر عدد كبير من الارمن الى دول اوروبية والى الولايات المتحدة. حالياً هذه الطائفة تعد 125 الف شخص.
هذه الطائفة تشعر انها ارمنية اكثر منها لبنانية؟
ليس لديها هذا الشعور. فهويتها مقسمة بين البلدين. عندما تشاهد حدثاً نظمه الارمن، تسمع فيه اولاً النشيد الوطني اللبناني وبعده النشيد الارمني. هؤلاء مواطنون فخورون بالانتساب الى لبنان كدولة. انهم يقدرون ان بلد الارز قدم لهم الملجأ وحفظ لهم هويتهم. في اي مكان من العالم لا يمكن رؤية قوة اتنية وسياسية يمكنها ان تلعب دوراً خاصاً على غرار الدور الذي يلعبه الارمن في لبنان. حتى مختلف الاحزاب السياسية متجذرة في المشهد السياسي اللبناني. فهي ممثلة في المجلس النيابي وفي الحكومة ومشاركة في ائتلافات عدة. انها اتنية مميزة ولكنها منصهرة في المجتمع اللبناني.
ما هي علاقتكم مع الاحزاب الارمنية في لبنان؟
انها جزء من المؤسسة السياسية اللبنانية ولكنهم ايضاً حاضرون في ارمينيا. يعملون في انماء الدولة اللبنانية وهيكليتها ويروجون للقضية الارمنية على الصعيد الدولي. ارمينيا هي دولة ناشئة. في ايلول (سبتمبر) نحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لاعلان استقلال ارمينيا الذي وقع في 21 ايلول (سبتمبر) 1991. انها فترة قصيرة وطويلة في وقت واحد قياساً الى الدول الاخرى. اذا تطلعنا الى الوراء يعود تاريخ ارمينيا بعيداً في الزمن. ومقارنة بذلك فارمينيا هي دولة ناشئة. الانماء متسارع وعلينا الاسراع لنتمكن من التكيف مع الاوضاع الجديدة التي تواجهها التحديات.
ما هي العلاقات الاقتصادية بين لبنان وارمينيا؟
خلال هذه السنوات الخمس والعشرين حاولنا تطوير العلاقات الاقتصادية. هناك 120 شركة تعمل في ارمينيا برؤوس اموال لبنانية. انها عملية متواصلة. احدى مهماتنا هي تشجيع المستثمرين ورجال الاعمال اللبنانيين للاستثمار في ارمينيا. كذلك نشجع الارمن على تصدير انتاجهم الى لبنان. الطائفة الارمنية في لبنان مفيدة جداً في هذا المجال فهي تعمل على انماء التجارة. وحالياً يجتاز بلدانا اوضاعاً صعبة من جراء النزاعات المسلحة في المنطقة. هذه العناصر لها تأثيرها على النمو الاقتصادي بين ارمينيا ولبنان. مع ذلك نحن نبذل الجهود لتنمية العلاقات بين البلدين. الميدل ايست تقوم برحلة مباشرة الى يرفان وكانت تعمل حتى من زمن احتلال الاتحاد السوفياتي وخلال فترة السياحة يرتفع عدد الرحلات. يجب العمل على انماء السياحة بين البلدين.
هل اللبنانيون بحاجة الى تأشيرة لدخول ارمينيا؟
نعم ولكن الاجراءات بسيطة ويمكن الحصول عليها من السفارة او ساعة الوصول الى مطار ارمينيا. عدد كبير من اللبنانيين من اصل ارمني طلبوا جوازات ارمينية ويذهبون الى ارمينيا بواسطة هذه الجوازات ويعيشون بين ارمينيا ولبنان.
لبنان كان من الدول القليلة التي ساندت ارمينيا وادانت اذربيجان بعد الهجوم على ناغورني – كارابخ.
موقف الحكومة اللبنانية كان عملياً. رفض دعم بيان يعكس وجهة نظر واحدة حول هذا النزاع. وهذا عائد الى العلاقات التاريخية التي تربط بلدينا اللذين هما في الحقيقة بلد واحد. المجتمع اللبناني متنوع جداً والارمن هم جزء منه. منذ ايام احتلفنا معاً بالذكرى 101 للمجزرة الارمنية وهذا يدل على العلاقات الخاصة بين الارمن واللبنانيين وعلى الصداقة واحتضان اللبنانيين للشعب الارمني.
هل هي زيارتك الاولى الى لبنان؟
زيارتي الاولى تتلازم مع تعييني كسفير. زودت بالمعلومات عن البلد ولكن رؤية الاشياء شخصياً تختلف تماماً. انطباعاتي ايجابية لبنان بلد فريد تتعايش فيه مختلف الطوائف والاديان. احياناً اتساءل كيف يمكن لبلد صغير ان يضم ويستقبل هذا الخليط من الناس. لبنان يجب ان يكون حاضراً في المحافل الدولية ليشهد على العيش المشترك والانسجام بين حضارات متعددة. وامل ان يحافظ لبنان على استقراره الداخلي والخارجي. فالاستقرار ضروري لنمو المجتمع واتمنى للبنان الازدهار والسلام الدائم.

جويل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق