تحقيقصحة

18000 طفل ولدوا قبل أوانهم في 2015… قسم الأطفال في الكرنتينا ليبقوا أحياء!

مشاعرٌ رائعة انسابت واهدافٌ كبرى قيلت وقلوبٌ كثيرة دقت في قسم الأطفال والخدج في مستشفى الكرنتينا. وكيف لا ونحن نرى أطفالاً، في شهورهم الأولى، على أسرة بيضاء. أطفال ولدوا بأمراضٍ شتى وأمراضٌ ألمت بأطفالٍ صغار باكرا جدا. مشهد طفل متألم موجع فكيف بعشرات الأطفال المتألمين؟

ندخل الى حرم مستشفى الكرنتينا الحكومي، حفيف أشجار وهواء يتسرب من بين أغصان الكينا، وأوراق شجر شكلت سجادة عبور. نركن مركبتنا ونعبر الى المبنى المهجور أو الذي كان بالأصح مهجورا قبل أن يتحول الى مستشفى متخصص بعلاج الأطفال.
 
زحمة فرح وقلوب بيضاء
رئيس جمعية «أسامي» Birth and beyond البروفسور روبير صاصي في الإستقبال. زحمة جميلة هنا. لمى سلام، عقيلة رئيس الحكومة تمام سلام، وصلت. رئيس مجلس إدارة مستشفى الكرنتينا الحكومي الدكتور سمير ملاط موجود. جمعٌ وأهال وكشافة وأصحاب قلوب بيضاء هنا. ضجيجُ فرحٍ في الأروقة يكاد يعلو على أنين الأطفال المشلوحين على الأسرة.
التجمعُ هو باسم الأطفال، لتفقدِ ما آل إليه قسم الأطفال والخدج بعد شهرين على افتتاحه الرسمي. آرمة معلقة عند المدخل «مركز كارلوس سليم للطفولة». المركز شُيّد وأهل ويكبر بالتبرعات الخيرية. شجرة زيتون زرعت في باحة المستشفى الخارجية. الأطفال يحبون الأشجار فكيف إذا كانت شجرة خير وبركة.
 
المطلوب بعد وبعد كثير
البارحة، في أوائل هذا الشهر، شهر نيسان (ابريل)، جرت أول عملية كبيرة في هذا القسم وها قد كرجت العمليات. ثمة حالات صعبة جداً هنا. ثمة أطفال لا تقبلهم أي مستشفيات هنا. قسم الأطفال والخدج الحكومي مطلب نُفذ لكن المطلوب بعد وبعد كثير. مطلوب سكانر، ستة أجهزة سكانر على الأقل، فهل من يسمع؟
في المقابل هناك أجهزة حديثة جداً. يوجد جهاز حديث لفحص الدم وتكفي نقطتا دم من طفل كي يتم الفحص والنتيجة تظهر في ثلاث ثوان. وهناك آلات للتصوير الشعاعي تظهر نتيجتها فورا.
يضم القسم المخصص للأطفال أربع وحدات للعناية الفائقة للأطفال ما فوق عمر الشهر، وثماني وحدات للمواليد الجدد لا سيما منهم من يعانون من ضعف في التنفس. ويوجد ثماني وحدات أخرى لحالات أخرى. وتتكفل وزارة الصحة بنحو 85 في المئة من كلفة العلاج وتتكفل الجمعية أو المستشفى بنسبة عشرة في المئة من الكلفة ويبقى على الأهالي التكفل بنسبة خمسة في المئة.
نصغي الى فيلم قصير أعدّ عن القسم والأطفال والوجع. نرى جنيناً يصرخ، من أحشاء أم، من بطنها، من قلبها: «ماما أنا خائف خليني في بطنك ما بدي أطلع… أنا خائف ماما…».
تُرى هل يدرك حتى الأجنة أنهم قادمون في لبنان على مجهول؟
تُرى هل يُدرك حتى الصغار أن المطلوب كثير وأصحاب البصمات البيضاء قلة؟
تُرى هل يعرف «المسؤولون» أن 18 ألف طفل ولدوا قبل أوانهم في لبنان عام 2015؟
قسم الأطفال في مستشفى الكرنتينا الحكومي نقطة بيضاء تحتاج أن تكبر وتكبر وتكبر… فهل من يسمع؟ 

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق