أخبار متفرقة

«نحن» تروي «حكايات طريق الجديدة»

«من يريد أن يتعرف على بيروت فليأتِ إلى طريق الجديدة»
 
كان يوم السبت الفائت يبدو كأي يوم عادي يمرّ على طريق الجديدة، إلا أن المعزوفات الصادحة للفرقة الموسيقية لكشاف الجراح، أوحت بنشاط شعبي يجري في قهوة دوغان التي غصّت بالأهالي الوافدين إليها، ليتابعوا إطلاق جمعية «نحن» للخريطة الثقافية والتاريخية لمنطقة طريق الجديدة»، والتي تلاها عرض مسرحي مباشر للفنان زياد عيتاني، يتناول فيه «حكايات من طريق الجديدة».


كان «الحاج أبو سليم»، كما يسميه أقرانه، مسروراً بسماع القصص التي رواها الفنان المسرحي زياد عيتاني، كان قد اعتاد أن يروي هذه القصص لأحفاده، قائلاً «كم كنت أتمنى أن يسمعها الجيل الجديد» ويضيف الرجل التسعيني «هذا الجيل لا يعرف قصص طريق الجديدة ولا يعرف تاريخها» شاكراً جمعية «نحن» على مساعدتها في نقل التجربة من جيل إلى جيل.
في حين تقول أنجيلا القادمة من الشمال «كنت دائماً أتمنى أن أكون في مكان تراثي كهذا، وأسمع  بشكل مباشر حكايات يرويها الحكواتي» مضيفة «أصبح كل همنا بناء الأبراج العالية، فدمرنا في طريقنا كل التراث التاريخي لمدننا» مطالبة بزيادة المساحات العامة والخضراء «لأنها مساحاتنا من الحرية».
أما زاهر الشاب العشريني فكان سعيداً بمشاركته في المشروع، لأنه تعرّف على تاريخه الذي لم يكن يعرفه، تماماً كما أن الناس من خارج المنطقة لا يعرفون طريق الجديدة على حقيقتها.

رسى الإختيار على 24 معلماً أجريت عليها أبحاثاً تاريخية من ذاكرة الناس
المشروع الذي أطلقته الجمعية منذ ستة أشهر، درّبت خلالها 30 شاباً وفتاة من طريق الجديدة على «مهارات التواصل» و«مفهوم المساحات العامة»، تبعها تدريب من المهندس ناجي عاصي الأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية لاختيار معالم تاريخية مرتبطة بذاكرة الناس في طريق الجديدة، ليرسو الإختيار على 24 معلماً أجريت عليها أبحاثاً تاريخية من ذاكرة الناس، سيصار على أساسها تثبيت لوحات تعريفية أمام المعلم نفسه لاحقاً، وقد وزّعت الجمعية كتيّباً يحتوي كل هذه المعالم مع قصصها لتوثيق تاريخ المنطقة.
كما يهدف المشروع إلى ربط طريق الجديدة بالحرش عبر إنشاء شارع أخضر، وقد تم اختيار شارع مكاوي باعتباره الطريق الوحيدة المقابلة لمدخل الحرش، حيث سيصار إلى تشجيره، بعد وضع مقاعد خشبية فيه.

الطريق الجديدة هي المنطقة الوحيدة في بيروت التي حافظت على نسيجها العمراني والإجتماعي
وفي بداية الحفل تحدّث المدير التنفيذي لجمعية «نحن» محمد أيوب عن أهمية منطقة طريق الجديدة تاريخياً واجتماعياً قائلاً «الطريق الجديدة هي المنطقة الوحيدة في بيروت التي حافظت على نسيجها العمراني والإجتماعي، بعد أن نزح أبناء بيروت إلى الأطراف، وعلى من يريد أن يتعرف على بيروت أن يأتي إلى طريق الجديدة التي تختزن بين أزقتها روايات وقصص وتاريخ عاصمتنا الحبيبة» مضيفاً «هدفْنا عبر المشروع إلى إجراء حوار بين أجيال المنطقة لربط الناس بالأماكن العامة كحرش بيروت، الذي يحتوي قصص ذاكرتنا المشتركة» خاتماً «قمنا بتوثيق جزء من تاريخ طريق الجديدة ليبقى للأجيال القادمة».
ثم عرض بعض الشباب المشاركين في المشروع تجربتهم وقصصهم التي جمعوها عن معالم أساسية كالملعب البلدي، الجامعة العربية، القهاوي والمباني القديمة، معمل جلّول وغيرها.

«لا يُظهر الإعلام الصورة الجميلة لطريق الجديدة التي نراها الآن، بل يركّز دائماً على الحوادث الأمنية»
تلاها عرض مسرحي قدّمه الفنان زياد عيتاني، الذي تطرق إلى تاريخ المنطقة وطرق عيش القاطنين فيها، مفصّلاً يومياتهم، ومشاكلهم وهموهم، قائلاً «أذكروا طريق الجديدة ليس فقط في المشاكل بل أيضاً في الإنماء» مضيفاً «لا يُظهر الإعلام الصورة الجميلة لطريق الجديدة التي نراها الآن، بل يركّز دائماً على الحوادث الأمنية» خاتماً «هذه طريق الجديدة التي نعرفها والتي نحبها».
وفي نهاية النشاط وزّعت الجمعية شهادات للمشاركين في المشروع تلاها حفل كوكتيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق