رئيسيمجتمع

يوم المرأة العالمي في معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي

كاغ: نساند تعزيز مشاركة النساء في القرار بدءاً بالانتخابات البلدية

أحيا معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي ومشروع نقل خبرات المغتربين اللبنانيينTOKTEN –UNDP  يوم المرأة العالمي بلقاء اقيم في مقر المعهد، وتحدثت فيه سفيرة النوايا الحسنة لحوار الحضاراتِ لدى الأونيسكو الإكوادورية اللبنانية الأصل إيفون عبد الباقي، ومساعدة الامين العام للامم المتحدة المنسقة الخاصة للمنظمة الدولية في لبنان سيغريد كاغ.

عبد الباقي: واجب المرأة أن تصل إلى المراكز التي تحقق التغيير

وأكدت كاغ «دعم الأمم المتحدة لبنان لجهة تعزيز مشاركة النساء في العمل السياسي بدءاً بالانتخابات البلدية»، آملة في رفع مستوى مشاركة النساء في العمل البلدي إلى 50 في المئة، في حين رأت عبد الباقي أن لا حاجة إلى تخصيص كوتا للنساء لأنهن الأكثرية.
وحضر اللقاء سفير بلجيكا اليكس لينارتس وسفيرة الاوروغواي مارتا إينيس بيزانيللي شينوني، والقنصل العام للإكوادور في لبنان كرم ضومط، وعدد من المديرين العامين ورؤساء المجالس ونخبة من الصحافيين.
 
بساط
وألقت رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء المبيض بساط، كلمة ترحيب حيّت فيها «جهود النساء المناضلات، في مختلف الميادين». ورأت أن ثمة «تلازماً تاماً بين مستوى مشاركة المرأة في الحكم والاقتصاد ودرجة تعليمها واكتسابها لحقوقها ونظرة المجتمع لدورها في الاقتصاد والسياسة والتنمية، وقيام المجتمع الديمقراطي التشاركي القادر على ضمان التمثيل الصحيح والشرعي».
ولاحظت أن «المرأة هي أول من يتأثر بتدمير الهياكل الأساسية للدولة والمجتمع، لكونه يطاول أمنها الشخصي وحقها في الوصول إلى التعليم والعمل، ويدمر شبكة العلاقات الداعمة لها ولاسرتها ويحول دون مشاركتها في حل النزاعات وبناء السلام». 
واعتبرت أن «بناء السلام يرتبط بالحوكمة الرشيدة، التي تتعدّى الإطار الضيّق للعمل الحكومي البحت لتشمل آليات صنع القرار الجًماعي التشاركي القادر على ادماج الجميع، لاسيّما النساء في مراكز القرار وصنع السياسات، بهدف التخطيط وتسوية النزاعات، والتفاعل وبناء العلاقات الإنسانية المتينة».
واضافت «هنا يبرز دور المرأة في منظومة الحوكمة الرشيدة، المرأة الشريكة والمفكرة، والمبادرة والمنتجة والمبتكرة والمناضلة السلميّة وزارعة الأمل، وأنتنّ جميعاً اليوم، في مواقعكم مثالٌ حيّ على ذلك».
وتابعت: «أردنا لقاءنا تحية للمرأة اللبنانية الصامدة في وجه أزمات إجتماعية متفاقمة وللمرأة في القطاع العام، أردناه محاولة منا لصدّ كل أشكال اليأس رغم دقة المرحلة والضبابية السائدة بمشاركة نخبة من النساء الرائدات في لبنان والعالم».
 
عبد الباقي
ثم عقدت الجلسة الأولى بعنوان «نساء رائدات، شهادات من العالم»، وشاركت فيها عبد الباقي وكاغ.
وقالت عبد الباقي أن «كل يوم هو يوم المرأة»، معتبرة أن «واجب المرأة أن تصل إلى مراكز القرار التي يمكن أن تحقق تغييراً من خلالها». ورأت أن دور المرأة بات أكثر أهمية من أي وقت مضى في  قضايا العالم الحالية، كاللاجئين والتغيير المناخي والحروب والارهاب والأمراض والانقسامات، إذ أنها تجد دائماً الحلول».
وروت كيفية دخولها الميدان السياسي وتجربتها في علية السلام في الإكوادور. وقالت: «كانت بيننا وبين البيرو حرب، وتربّينا على العداء المتبادل. لكنّ الحرب التي عشتها في لبنان، غيرت حياتي. تزوجت لبنانياً وأولادي ولدوا وعاشوا في لبنان، ورايت ماذا يمكن أن يحصل بسبب الحرب، وكيف يمكن أن يُقتَل الإنسان باسم الدين، من دون أن تستطيع المرأة أن تفعل شيئاً. صار هدفي أن أعمل للسلام في المنطقة».
وقالت عبد الباقي: «درست العلوم السياسية في جامعة هارفارد، وعملت مع البروفسور روجر فيشر الخبير في المفاوضات، واتصل بي رئيس الإكوادور وطلب مني العمل معه، فبدأنا العمل ضمن مجموعة لتحقيق السلام، تضم خمسة من الاكوادور وخمسة من البيرو من مختلف الميادين وضعناهم». وأضافت: «هذه المجموعة ساهمت في كسر الجليد ووضعت أساس السلام سنة ١٩٩٨، ومسار السلام استغرق  ثلاث سنوات واستلزم جهداً كبيراً، وكنت المرأة الوحيدة في المفاوضات».
وأضافت «لو لم تكن المستشارة الألمانية  أنجيلا ميركل في المفاوضات مع اليونان ربما لكانت اليونان خرجت من الإتحاد الأوروبي، لو لم تكن وزيرة خارجية إيطاليا فيديريكا موغيريني في المفاوضات لربما لم تكن المفاوضات لتنجح مع إيران. كذلك فإن من فاوض اتفاق الولايات المتحدة وكوبا سيدتان. فالمرأة تحاول دائماً إيجاد حلول من خلال تنازلات متبادلة، ولذلك عليها المشاركة في الحوار من أجل السلام في المنطقة».
وقالت إنها لا تؤيد تخصيص «كوتا» للنساء في المؤسسات السياسية، وقالت: «لماذا نطالب بالكوتا ما دمنا أكثرية؟». وشددت على ضرورة «تغيير القوانين، ومنها قوانين الانتخاب وطريقة تأليف اللوائح».
 
كاغ
أما كاغ فرأت أن «النساء نصف سكان العالم، وعدم الإقرار بحقوقهن يعكس قصوراً في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية». ودعت إلى الإقرار بحقوق النساء «في كل مستويات القرار»، ملاحظة أن «لبنان في أسفل قائمة المشاركة السياسية للمرأة في المنطقة».
واعتبرت أن «تقدم النساء في السياسة يحتاج إلى أن تتوقف النساء عن ممارسة الرقابة الذاتية على أنفسهن». وقالت إن «الفشل احتمال قائم، لكنّ الرجال أيضاً يفشلون».
وروت تجربتها في رئاسة البعثة الدولية المكلفة وقف برنامج التسلح الكيميائي في سوريا، وقالت: «لم أكن أعرف شيئاً عن الكيمياء والاسلحة الكيميائية ولا عن نزع الأسلحة، وكان ثمة ثلاثة رجال يعرفون أكثر مني في هذا المجال ، ولكن الأمين العام اختارني بسب المهارات القيادية والتفاوضية، معتبراً أن المهارات التقنية يمكن توفيرها». وأضافت: «كنت اشبه بقائدة للطائرة لا تتقن الطيران، لكنّ ثقتي بقدراتي ساعدتني، على عدم التردد في السؤال في حال عدم معرفتي بشيء».
ووجهت مجموعة نصائح للمرأة القياديّة: «استشيري واسألي فدائماً ثمة من لديه نظرة مختلفة. اعرفي اهدافك واسعي إلى تحقيق  النتائج».
وتابعت: «عندما تسلمت المهمة، شعرت بالمسؤولية على مستويين: الاول بالنسبة إلى شعب سوريا والمنطقة، والثاني مسؤولية بالنسبة إلى سمعة الأمم المتحدة واثبات قدرة النساء على القيادة في مجال السلام والنزاعات».
وأشارت إلى أن ثمة دراسات تبيّن أن «تغييراً عملياً يتحقق على مستوى النتائج عندما تشارك المرأة في المفاوضات مباشرة بوصفها صاحبة قرار وليس فقط في الصفوف الخلفية كاستشارية أو غير ذلك، وعندما تصبح وزيرة  للمال أو للدفاع مثلاً».
وتابعت: «في لبنان المجال مفتوح  لتحقق النساء طموحاتهن في كل المجالات الا ربما في المجال السياسي، ومن جهتنا، ندعم من يسعون إلى تعزيز حضور المرأة في هذا المجال، وينظمون حملات لهذا الغرض، نشجع ونساند لبنان لتعزيز حضور النساء في القرار السياسي ومشاركتهن في الشأن العام بدءاً بالانتخابات البلدية المقبلة وصولاً للانتخابات النيابية».
واضافت: «في الانتخابات البلدية كانت نسبة النساء ضئيلة جداً، ونحن نطمح الى أن يكون نصف المنتخبين في المجالس البلدية من النساء».
 
تجارب لبنانية
ثم عقدت حلقة نقاشية بعنوان «نساء رائدات: المرأة في موقع القيادة شريكة في مسيرة بناء وتحديث الدولة»، شاركت فيها رئيسة القسم الحقوقي في مركز المعلوماتية القانونية في الجامعة اللبنانية الدكتورة جنان الخوري، والمديرة العامة للتعاونيات ورئيسة اللجنة الإدارية لمكتب تنفيذ المشروع الاخضر بالوكالة غلوريا أبو زيد، ورئيسة مصلحة متابعة تنفيذ القرارات في رئاسة مجلس الوزراء نزيهة الأمين.
عرضت كل منهن تجربتها والتحديات الي تواجهها في الوصول إلى اهدافها، ثم تمت مناقشة إمكانية تأسيس تجمع يضم نساء في مراكز القرار في الدولة لدعم حضور المرأة فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق