دولياترئيسي

الجمهوري دونالد ترامب يحصد اصوات اليمين والوسط

من فوز الى آخر تماما كما وعد، حصد المرشح الجمهوري الاميركي للرئاسة دونالد ترامب حتى الان اصوات الكتل الاكثر تشدداً واكثرية المعسكر الجمهوري، مستنداً الى تأييد حشد كبير من الناخبين الغاضبين قد يكسبه ترشيح حزبه في تموز (يوليو).

وقال ترامب ليل الثلاثاء بعد فوزه في المجالس الانتخابية في نيفادا «فزنا بالانجيليين، فزنا بالشباب، فزنا بالشيوخ، فزنا بذوي التعليم العالي، وفزنا بالقليلي التعليم. انا احب القليلي التعليم» مكرراً خلاصات استطلاعات الدخول.
واضاف «بالطبع، اذا استمعتم للمحللين، لم يكن متوقعاً ان نفوز بالكثير، والان ها نحن نفوز ونفوز بالبلاد. وقريباً ستبدأ البلاد بالفوز مرة تلو الاخرى».
وتحسنت فرص ترامب في تحقيق ذلك بعدما اثبت انه ليس مرشح مجموعة واحدة.
فقد فاز في الانتخابات التمهيدية في ثلاث ولايات مختلفة جداً، في نيوهامشير حيث يصف اكثر من ربع الناخبين انفسهم بانهم «معتدلون»، وكارولاينا الجنوبية التي يشكل المسيحيون الانجيليون 75% من ناخبيها ونيفادا حيث 15% من الناخبين من «غير البيض» وهي النسبة الاعلى من الاقليات في الانتخابات التمهيدية.
كما تبدو فرص فوزه كبيرة في الولايات الـ 11 التي تصوت في استحقاق الثلاثاء التمهيدي، ومنها تكساس وجزء كبير من ولايات الجنوب. ويتعلق استحقاق «الثلاثاء الكبير» بربع المندوبين المرشحين لمؤتمر التعيين الجمهوري.
ومع تعزز ثقة ترامب بالفوز والبلبلة في صفوف خصومه انتقل الحديث الاربعاء الى من سيختار ليرافقه على بطاقة الترشح لمنصب نائب الرئيس.
ففيما اشار الى ان الوقت مبكر لاعلان اسماء، اكد في جلسة اسئلة واجوبة في جامعة فرجينيا انه يريد «شخصية ضالعة في السياسة» تعرف واشنطن وليست دخيلة على عالم السياسة مثل ترامب.
في الوقت نفسه يتواجه السيناتوران ماركو روبيو وتيد كروز على المرتبة الثانية فيما يصعب على حاكم اوهايو جون كاسيك والجراح المتقاعد بين كارسون احراز تقدم.

المناظرة الاخيرة قبل انتخابات «الثلاثاء الكبير»
الخميس سيقف المرشحون الخمسة على المسرح في مناظرتهم الاخيرة قبل انتخابات «الثلاثاء الكبير»، وسط تساؤلات المراقبين ان كانت ستشهد هجوماً عنيفاً على ترامب.
مع النجاح الكاسح لترامب نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية مثيرة للذهول الاربعاء طلبت فيها من القادة الجمهوريين الاتفاق على تجنب حدوث «المستحيل». وقالت «لن ينظر التاريخ برحمة الى قادة الحزب الجمهوري الذين لا يبذلون كل ما في وسعهم لئلا يصبح محرض متنمر حامل رايتهم».

رفض النخب
في كل من الولايات التي بدات الانتخاب مبكراً سألت مؤسسات الاستطلاعات عينات من الناخبين الجمهوريين ان كانوا «غاضبين» او «غير راضين» على الحكومة الفدرالية، فرد حوالى 90% بالايجاب.
هذا الاستياء الواسع هو تماماً ما تمكن ترامب من استغلاله بنجاح اكبر مقارنة بسابقيه.
وتحدث استاذ العلوم السياسية في جامعة ايوا كاري كوفينغتن عن وجود رابط بين المناخ الحالي وحركة «القانون والنظام» في ستينيات القرن الماضي وديموقراطيي (الرئيس الراحل) رونالد ريغان في الثمانينيات وحتى «الاكثرية الاخلاقية» في التسعينيات.
ويوضح ان النقطة المشتركة تكمن في ان هؤلاء الناخبين، اضافة الى خيبتهم ازاء ما يرونه فشل الحزب الجمهوري في الايفاء بوعوده المحافظة، فقدوا حماسهم وثقتهم.
وتابع في حديثه مع وكالة فرانس برس «يبرز توجه مستمر وواسع النطاق الى حد مذهل تكرارا في السنوات الـ30 او 40 الاخيرة، وهو التاكل المتواصل لثقة الاميركيين في مؤسساتهم السياسية».
واوضح ان «المياه معكرة بالنسبة الى الحزب الجمهوري، اياً كان مرشحه… اذا كان شخصية مرتبطة بالجهاز التقليدي للحزب وكذب امامهم مرة بعد الاخرى فلن يكون مقبولاً».
وبدا مرشح الحزب السابق ميت رومني متحمساً على انتقاد ترامب الاربعاء. وقال ان تصريح ضريبة الدخل لترامب ينطوي على «قنبلة» قد تطيح آماله للفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وسارع ترامب الى الرد على رومني باسلوبه الساخر المعتاد، متهماً اياه في تغريدة على تويتر بانه «يشعر بالغيرة من ترامب» وبانه خسر في العام 2012 امام الرئيس باراك اوباما انتخابات ما كان اي مرشح جمهوري ليخسرها.

مرونة ايديولوجية
نظرياً كان يفترض بدعم الجمهوريين لترامب ان يبلغ سقفا محددا لكنه تجاوزه في نيفادا حيث احرز 46% اي اكثر بكثير من الـ30% التي احرزها في استطلاعات سابقة.
كما اشارت استطلاعات بين ناخبين من اصول لاتينية شكلوا 8% من الجمهوريين في نيفادا، ابدى 46% منهم الدعم للثري. بالتالي يبدو ان خطاب ترامب الذي اتهم المهاجرين المكسيكيين بانهم مجرمون ومغتصبون لم يحل دون تاييدهم له.
الى ذلك يمكن ان يضاعف ترامب من شعبيته لانه ليس متصلباً ايديولوجياً. ففيما كان ديموقراطياً لفترة طويلة، بات يعتبر من المحافظين المتشددين هذا العام في ملفات كضبط الاسلحة الفردية والاجهاض.
لكنه يعرف كذلك كيف يجذب الوسطيين. فقد اكد تكراراً انه يريد الغاء اصلاحات قطاع الصحة العامة البارزة التي اقرها الرئيس الاميركي باراك اوباما، ويعد ان «الناس لن يموتوا في الشوارع» في اثناء رئاسته.
الاربعاء حصل ترامب على داعمين الاول في الكونغرس، وهما النائبان الجمهوريان كريس كولنز عن ولاية نيويورك ودانكن هانتر عن كاليفورنيا.
وصرح رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية (قيادة الحزب الجمهوري) راينس بريباس لقناة سي ان ان «اعتقد ان الامر واضح جداً. سنتبنى اي مرشح يتم تعيينه».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق