أخبار متفرقة

«نسّاك ورهبان سوريون بين التاريخ والجغرافيا» في «الروح القدس»

عقدت جامعة الروح القدس – الكسليك ندوة حول كتاب «نسّاك ورهبان سوريون بين التاريخ والجغرافيا» للأب باسكال كستلانا، برعاية رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمه، ممثلاً بالنائب العام الأب إميل عقيقي، ورئيس عام رهبنة الإخوة الأصاغر الفرنسيسكان حرّاس الأراضي المقدسة الأباتي بيار باتيستا بيتزابالا، ممثلاً بالنائب العام الأب دوبرومير جاسزتال.

حضر الندوة المدبرون العامون في الرهبانية اللبنانية المارونية،  رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، الرئيسة العامة الأم منى وازن، عميد كليّة العلوم الدينية والمشرقية في الجامعة الأب زياد صقر وحشد الآباء العامين السابقين والآباء والإخوة والأخوات… وشارك فيها الأباتي الياس خليفه، والأب حليم نجيم الفرنسيسكاني، والأب الياس حنا، الذين قدموا مداخلات عميقة وقيّمة حول الكتاب.

الأب رعد
أدار الندوة رئيس دير مار انطونيوس – حمانا وأمين سر منشورات أوراق رهبانية الأب شربل رعد، الذي لفت إلى «أن الكتاب موضوع الندوة» صدر في اللغة الإيطاليّة، وكان، للمهندس الأستاذ سمير حجّار الحلبيّ الأصل، ترجمة عربيّة أوليّة أمينة، للنصّ الأصلي، ومتينة لغويّاً، أرسلها إلينا. فعملْتُ لأكثر من سنة ونصف، مع نخبة من ذوي الإختصاص، على المراجعة والتدقيق والتصحيح، إلى أن وصلنا إلى ترجمة عربيّة صدرت ضمن منشورات أوراق رهبانيّة رقم 29، التابعة للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة».
وأضاف: «ها هو اليوم، كتاب «نسّاك ورهبان سوريّون بين التاريخ والجغرافيا»، يغني المكتبة العربيّة حول الحياة الرهبانيّة. وأهميّة الكتاب، الذي نحتفل بإصداره في النسخة العربيّة، أنّه مرجع تاريخيّ وجغرافيّ لبدايات الحياة الرهبانيّة في الشمال السوري من بلاد الميزوبوتاميا وقورش وآفاميا وخلقيس وأنطاكية وجبال سيلبيوس وكوريفه وتلانيسوس والأمانوس وروسوس… مرورًا بالجبال الكلسيّة السبعة ومدن الريف السوريّ الشمالي القديمة، التي تعتبر، بحقّ، متحف التاريخ ومهد المسيحيّة السريانيّة والمارونيّة…».

الأب صقر
وأشار عميد كلية العلوم الدينيّة والمشرقيّة في الجامعة الأب زياد صقر إلى أن هذه الندوة تأتي في أعقاب اختتام سنة الحياة المكرّسة والتي حدّد أهدافها البابا فرنسيس في رسالة رعائيّة الى المكرَّسين والمكرَّسات بثلاثة: «النظر إلى الماضي بامتنان، عيش الحاضر بشغف وقبول المستقبل برجاء».
واعتبر أنه «في هذا الزمن الحاضر حيث يهيمن الفساد والضياع، يستهوينا الرجوع الى الأصول الأنطاكية، والآرامية السريانية التي كانت عهد ذاك ثقافة الشرق الأوسط من المحيط الى الخليج،  فالشكر المحرور منا والثناء المبرور للكاتب الأب باسكال كستلانا الراهب الفرنسيسكاني من رهبان حراسة الأرض المقدسة. لكم اتحفنا بمعية زميليه الأبوين المحترمين الفرنسيسكيّين «Penia وFernandez» بدراسة شاملة تناولت الكشف عن العديد من المتروكات الظاهرة للعيان منها والمطمورة، موقظاً فينا الحنين إلى عيشة آبائنا الزاهدين في الأرض المشتاقين الى ينابيعهم التي «تمسكُ ماء» حيّاً للسماء،  يدفعنا الى استطلاع مآثرهم والمآتي المسيحانية المحلّقة في أفلاك الملائكة، ثم يولّد أيضاً فينا الشعور باللحاق بتلك القوافل الصالحة التي حدَّقت بالذي مملكته ليست من هذا العالم…».

الأب جاستزال
وألقى ممثل رئيس عام رهبنة الإخوة الأصاغر الفرنسيسكان حرّاس الأراضي المقدسة الأباتي بيار باتيستا بيتزابالا النائب العام الأب دوبرومير جاسزتال كلمة شدد فيها على أن الاتحاد بالمسيح والأمانة للرسالة هما في صلب رسالة الرهبنة، معتبراً أن استمرارية وجود الرهبان الفرنسيسكان ونشرهم للقيم المسيحية شكلا عاملين أساسيين في تطور الكنيسة المحلية. واعتبر أنه «من خلال أنشطتها ومنشآتها تقوم الرهبنة بتفعيل الرسالة الموكلة إليها من قبل الكنيسة. إن حراسة الأراضي المقدسة وخدمة المسيحيين فيها أمران أساسيان». وشدد على واجب الاحتفال بذكر الأب كاستلانا، مشيداً بالنشاطات والأعمال التي قام بها في الأراضي السورية، حيث كان مربّياً وكاهن رعية ومدير مدرسة ومؤرخاً ورئيس دير… كما أكد «أنه خلال هذا الوقت الأليم، لا تنفك حراسة الأراضي المقدسة عن إكمال مسيرتها وإتمام الرسالة الموكلة إليها على الرغم من الظروف الصعبة. إن مرافقة الناس على مختلف الصعد ومساعدتهم هو أمر مهم جدّاً، وما يعطي معنى لرسالتنا في هذه المنطقة هو الحضور الشخصي والعملي والمحسوس بكل أمانة… نحن موجودون هنا من أجل المسيح وكنيسته… فعلينا أن نبقى أمناء على ما أوكل إلينا بنعمة الله فنحمل رسالتنا بأمانة وإخلاص».

الأب عقيقي
وتحدث ممثل رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمه النائب العام الأب إميل عقيقي الذي اعتبر «أن كتاب الأب كاستلانا هو قيمة مضافة إلى التراث النسكي وإلى المكتبة الرهبانية شرقاً وغرباً».
وقال: «استنطق الأب كاستلانا التاريخ والجغرافيا عن طريق الأركيولوجيا إلى أن سبر عمق روحانية هؤلاء الرهبان إذ رأى بهم وهم قاطنون في منطقة أنطاكيا هؤلاء المتوشحين باللباس الأسود يبحثون في ظلمة هذا العالم عن النور الإلهي الذي يقودهم إلى ما يسميه الكاتب في الفصل السادس الفردوس المفقود. فراحوا يضيئون علينا الآن وهنا بما ارتشفوا من أنوار المسيح. فكانت مناسكهم ومغاورهم وأعمدتهم وأكواخهم وأديارهم منارات كشفت سبيل المؤمنين إلى الحياة إلى الذي كرّسوا له حياتهم فأعطوها بسخاء، مخلين ذواتهم كما يسوع الذي أخلى ذاته من أجلنا».

مداخلات وقراءة
ثم كانت مداخلة للأباتي الياس خليفة الرئيس العام السابق للرهبانيَّة اللبنانيّة المارونيّة، الذي تناول مضمون كتاب «نسّاك ورهبان سوريّون بين التاريخ والجغرافيا». وألقى مداخلة الأب حنا جلوف، الأب حليم نجيم الفرنسيسكاني، الرئيس الإقليميّ السابق، والباحث المؤرِّخ في علاقة وتاريخ الفرنسيسكان والموارنة، ورئيس دير مار أنطونيوس البدواني – حريصا الذي تحدث عن الأب باسكال كستلاّنا. وتطرق مدير معهد التاريخ في جامعة الروح القدس- الكسليك الأب الياس حنا إلى موضوع «روحانيّة رهبان سوريّين».
واختتمت الندوة بقراءة من كتاب «نسَّاك ورهبان سوريّون بين التاريخ والجغرافيا» الفصل الثالث عشر: حلم غريب (ص 179- 180).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق