أخبار متفرقة

«الأميركية» تطلق عامها الـ150 وتنصب اللبناني فضلو خوري رئيسها الـ 16

أُقيمت مراسم تنصيب الدكتور في الطب فضلو ر. خوري الرئيس السادس عشر للجامعة الأميركية في بيروت والرئيس اللبناني الأول للجامعة، وذلك في حرم الجامعة يوم الإثنين الذي أثرى إشراقه معنويات الحشود المفعمة بالحماس والتي تمنّت التوفيق للرئيس الجديد. فقد وصل كثرٌ من مختلف أنحاء العالم إلى الجامعة الأميركية في بيروت للمشاركة في مراسم التنصيب التي تتزامن مع إطلاق فعاليات الاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيس الجامعة.

وقد بدأ الاحتفال الرسمي في تمام الساعة الثالثة عصراً بانطلاق الموكب التقليدي لرؤساء الجامعة والمندوبين المؤسسين والأمناء والأكاديميين المرموقين الذي توجّهوا بزيِّهم الأكاديمي من مبنى كولدج هول إلى الأسمبلي هول.
وقد بُثَّت وقائع الحفل مباشرةً عبر شاشات كبيرة موزّعة في مختلف أنحاء الحرم الجامعي ليتسنّى للحشود متابعتها، كما وتم بث الحفل مباشرة عبر موقع اليوتيوب ليتمكن الأصدقاء والخريجون حول العالم من المتابعة. وبعد الموكب، استُهِلّ برنامج تنصيب الرئيس الجديد في قاعة الأسمبلي هول بمقدمة موسيقية قصيرة من أداء جوقة الجامعة الأميركية في بيروت، تلاها النشيد الوطني اللبناني، ثم إعلان مسؤولة التشريفات في الجامعة، الدكتورة لارا حلاوي، انطلاق الحفل رسمياً.
وألقى رئيس مجلس الأمناء، الدكتور فيليب س. خوري، كلمة الترحيب، وتلتها كلمات وجّه من خلالها الخطباء تمنياتهم للرئيس الجديد وتحياتهم إلى أسرة الجامعة. وتعاقب على إلقاء الكلمات كل من دانا عابد، رئيسة تحرير مجلة الطلاب «آوتلوك»؛ والدكتور يوسف عصفور، رئيس قسم تقنية المعلومات؛ والدكتورة نادية الشيخ، نائبة وكيل الشؤون الأكاديمية بالوكالة وأستاذة التاريخ؛ ووفاء صعب، رئيسة الجمعية العالمية لخريجي الجامعة الأميركية في بيروت.
وأردف رئيس مجلس الأمناء فيليب خوري في كلمته الترحيبية: «إن مناسبة اليوم هي حدث تاريخي حيث ننظر إلى مئة وخمسين عاماً من التزام الجامعة الأميركية في بيروت التميُّز في التعليم العالي». وأضاف: «لنا أن نحتفل بهذه الجامعة لإنجازاتها الاستثنائية، لمتانة برامجها الأكاديمية، لجلاء ومدى أبحاثها، ولخدمتها لشعب لبنان، والشرق الأوسط، والعالم بأسره».
وبالنيابة عن الهيئة التعليمية، تحدثت الدكتورة نادية الشيخ عن ثلاث إنجازات لوحظت مؤخراً فور استلام الرئيس خوري منصبه: التثبيت الوظيفي للأساتذة والذي أقرّه مجلس الأمناء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتعيين فريق عمل لدراسة سبل نجاح وبروز الأساتذة النساء في الجامعة، ومؤخراً إقرار المجلس على نسخة معدّلة لعقد العمل يتناول مخاوف الأساتذة حول الأمن الوظيفي والفوائد.
وألقى خطباء مرموقون من الولايات المتحدة كلمات ملهِمة، وهم: الدكتور حسين أيبش من معهد دول الخليج العربي في واشنطن؛ والطبيب الياس ر. ملحم، من كلية الطب في جامعة مريلاند؛ والطبيب وون كي هونغ، رئيس قسم طب السرطان سابقاً في مركز إم دي أندرسون للسرطان التابع لجامعة تكساس في هيوستن؛ والطبيبة روث أوريغان، رئيسة قسم أمراض الدم والأورام، والمديرة المساعدة لشؤون تطوير الهيئة التعليمية والتعليم في مركز كاربون للسرطان في جامعة ويسكونسن في ماديسون في ولاية ويسكونسن.
وكان المتحدث الأساسي الطبيب برمانز جيه اسكندر، أستاذ جراحة الأعصاب وطب الأطفال، ومدير قسم جراحة الأعصاب عند الأطفال في كلية الطب والصحة العامة في جامعة ويسكونسن في ماديسون في ولاية ويسكونسن. وقد اعتبر الدكتور اسكندر في كلمته أن التعليم هو المفتاح، ليس للنجاح على المستوى الشخصي وحسب، إنما أيضاً لبقاء الأوطان والمجتمع الأهلي، قائلاً: «ليست الفعاليات التي تشهدها الجامعة اليوم سوى تأكيد على الإيمان العميق بهذه المبادىء، وترمز إلى تجديد الالتزام بالشعب اللبناني، المورد الأعظم في لبنان». ووجّه إلى الحاضرين النصيحة الآتية: «حافظوا على تركيزكم على الهدف ألا وهو التعليم، بوصفه عاملاً للمساواة والانسجام». وأعقب كلمته فاصلٌ موسيقي تلاه تنصيب الرئيس فضلو ر. خوري على يد رئيس مجلس الأمناء فيليب س. خوري.
بوحي من الذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت، استهلّ الرئيس خوري كلمته بالحديث عن المئة والخمسين يوماً الأولى له في رئاسة الجامعة، والتي ركّز خلالها على «صياغة رؤية مترابطة وشاملة من الامتياز والحوكمة المشتركة». وسأل الرئيس خوري في خطابه «كيف يمكن للجامعة الأميركية في بيروت أن تلهم جيل اليوم والغد من أذكياء وطامحي الطلاب»،وأعلن الالتزام لكون الجامعة قدوةمن أجل إحداث النهضة في الإنسانيات في العالم العربي.
وحدّد الرئيس خوري التحديات المتوقعة وقدم حلولاً لها. وقال، «باتت الجامعة تواجه صعوبة أكبر بكثير في توفير تعليم عالمي المستوى لأفضل الطلاب وألمعهم، بغضِّ النظر عن قدرتهم على دفع الرسوم (…) يجب أن نعالج هذه المشكلة التي تقوّض صميم هويتنا كجامعة غير ربحية تسعى إلى إحداث فارق في مجال التعليم العالي (…) أقترح إطلاق نموذج وطني للخدمة والتعليم مقرون بمقاربة للإعفاء من الديون، وذلك بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، لمواجهة  كارثة هجرة الأدمغة التي ابتُليت بها منطقة الشرق الأوسط (…) يجب علينا زيادة فرص التدريب المتاحة أمام الطلاب في الصناعات الإقليمية، وتوسيع وتعزيز معارضنا للمهن وقسم الخدمات المهنية لدينا (…)».
وختم خوري كلمته قائلاً «يمكننا ويقع على عاتقنا أن نصنع من الجامعة الأميركية في بيروت نموذجاً عن مجتمع تعددي عادل ومنصف يشكّل مثالاً يحتذى للبنان والعالم العربي». وقد بثّت كلمة الرئيس خوري التفاؤل لدى الحاضرين وولّدت لديهم انطباعاً واضحاً عن أهداف الجامعة ومجتمعها.
هذا وقد نُظِّمت ندوات عدة في إطار فعاليات تنصيب الرئيس الجديد، منها: ندوة حول «المحطات الأساسية في مسيرة الجامعة الأميركية في بيروت»، وندوة حول “السرطان في عصر الجزيئات: الوعود والآفاق»، وندوة حول «التعليم العالي في المنطقة: بين التدويل والارتباط بالسياق المحلي». فعاليات هذا الحدث كانت احتفالية، أكّدت جميعها قيَم الجامعة الراسخة والقائمة على التنوّع والنزاهة وخدمة لبنان والمنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق