أخبار متفرقة

الراعي: الشعب يرفض هذا العمل السياسي الهدام للدولة ولمصالح الناس

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم في بكركي قداس عيد الدنح المجيد أو الغطاس، عاونه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان والابوان ايلي خوري وبول كرم.

العظة
بعد القداس، ألقى الراعي عظة: «إننا نحيي كل الذين يتفانون في البيت وفي المجتمع وفي الدولة، معتنين بكل مَن هم في حاجة بداعي المرض أو الشيخوخة أو الفقر أو اليتم أو أي من الحاجات الخاصة الأخرى. ما أكثر هؤلاء الضعفاء والمعوزين مادياً واقتصادياً ومعيشياً! وما أكثر المحرومين واللاجئين والمطرودين من أوطانهم بسبب الحروب والاعتداءات والعنف والإرهاب! وما أكثر المرغمين على الهجرة، المقتلَعين من أرضهم ودفء بيوتهم وتاريخهم، سعياً إلى إيجاد عمل وتوفير حياة كريمة في أوطان غريبة بداعي الأزمات الاقتصادية والإنمائية والأمنية!».
وتابع: «إننا نجدد النداء إلى الجماعة السياسية في لبنان للخروج من دائرة المصالح الذاتية والفئوية، ومن حالة «لحس المبرد»، وتقوم بالواجب المبرِر لوجودها، وهو بناء دولة المؤسسات التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، والتفاني في توفير الخير العام الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي والأمني. فنقول للكتل السياسية والنيابية أن الشعب اللبناني يرفض بالمطلق هذا النوع من العمل السياسي الهدام للدولة ولمصالح المواطنين، ويرفض طي سنة ثانية من دون رئيس للبلاد. فأمام انتخاب رئيسٍ للجمهورية تسقط جميع الاعتبارات، والترفيهات والتسليات السياسية. وينبغي أن تتفكك أغلال الأسر داخل قضبان المواقف المتحجرة والمصالح الضيقة. ويجب أن يتوقف الرهان السرابي على الخارج أو التلطي وراءه في أحداثه القديمة وتلك المستجدة. فهذا دليل عجز عن القرار من جهة، ودليل حسابات ضيقة من جهة أخرى».
أضاف: «نناشد حكام الدول في العالم العربي والأسرة الدولية العمل الجدي على إيقاف الحروب الدائرة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، وتجنب حرب جديدة بين المملكة العربية السعودية وإيران، رحمة بالمواطنين الآمنين في هذه البلدان، وإدراكا وإيقافا لمشروع «الشرق الأوسط الجديد». ونناشدهم العمل على إيجاد الحلول السياسية السلمية القائمة على العدالة وحقوق الجميع؛ وعلى إعادة جميع النازحين واللاجئين والمهجَرين والمخطوفين إلى بيوتهم وممتلكاتهم. إن البشرية تشجب وتدين كل ممارسة سياسية من دول عظمى تتلاعب بمصير شعوب الأرض وتحرمها من رغد العيش، وتذكي الحروب لأهداف اقتصادية واستراتيجية وسياسية، وكأنها وجدت للقهر والحرمان. وفي كل ذلك عداوة منها لله ورسومه ووصاياه».
وتابع: «لما اعتمد يسوع، وهو يصلي انفتحت السماء» (لو 3: 22). التمس يسوع معمودية يوحنا ماشياً مع الخطأة التائبين، لا لأنه خاطىء وبحاجة إلى توبة، بل لكي يتضامن مع الخطأة والضعفاء، ويتوب باسمهم، ويصالحهم مع الله. فهو «الحمل الذي يحمل خطيئة العالم» (يو1: 29)، ويغسلها بدمه المراق على الصليب.
كانت معمودية يوحنا بالماء بمثابة تهيئة لمعمودية يسوع «بالروح القدس والنار، وبالروح القدس والماء». فالروح بالمعمودية يطهر وينقي من الخطيئة ويتلفها، تماماً كما تفعل النار؛ ويغسل الخطيئة وأدناسها ويعطي الحياة الجديدة، كما يفعل الماء».
وختم الراعي: «يوم معمودية يسوع انفتحت السماء بعد أن أغلقها آدم وحواء بخطيئتهما. وجاء الله إلى أرضنا، وصار انساناً، لكي يدخل كل أنسان إلى سماء سعادته وحياته الإلهية. لكنه يريد من ذوي الإرادة الصالحة أن يعكسوا سعادة السماء في حياتهم وفي عائلاتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق