تحقيق

مصر في مواجهة الضربة الاكبر للسياحة… هل سيذهب الناس بعد الى شرم الشيخ؟

تلقت السياحة في مصر ضربة جديدة مع ترجيح بريطانيا والولايات المتحدة فرضية انفجار قنبلة ادت الى سقوط الطائرة الروسية بعيد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ السياحي الشهير السبت الماضي.

وقالت بريطانيا والولايات المتحدة مساء الاربعاء انهما ترجحان ان قنبلة وضعت على متن الطائرة قبل اقلاعها من شرم الشيخ هي السبب في تحطمها ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها معظمهم من السياح الروس الذين كانوا في طريق عودتهم الى سان بطرسبورع.
ويحذر الخبراء من مخاطر جدية على قطاع مهم من قطاعات الاقتصاد المصري واحد الموارد الرئيسية للعملات الاجنبية في البلاد.
وقال فواز جرجس الاستاذ في لندن سكول اوف ايكونوميكس في لندن «ان ما حدث يمكن ان يشكل ضربة قوية لصناعة السياحة في مصر التي عانت سابقاً بشدة بسبب الاضطربات السياسية في البلاد خلال السنوات الاخيرة».
واضاف «السؤال الان هو هل سيذهب الناس الى شرم الشيخ؟».
وانضمت لوفتهانزا الالمانية الخميس الى الشركات البريطانية والايرلندية التي اعلنت تعليق رحلاتها من والى شرم الشيخ. وقررت لوفتهانزا واير فرانس الفرنسية السبت وقف تحليقهما فوق شمال سيناء حتى اشعار اخر بداعي «السلامة».
وعملت مصر دوماً على تسويق منتجعي الغردقة وشرم الشيخ باعتبارهما جوهرتي السياحة فيها وهما منتجعان يشتهران بشواطئهما الجميلة ويجتذبان خصوصاً هواة الغطس .
وكانت كارثة الطائرة الروسية السبت الاخيرة في سلسلة من الاحداث التي هزت الثقة الدولية في الامان الذي توفره مصر للسياح.
ففي ايلول (سبتمبر) الماضي، قتل ثمانية سياح مكسيكيين بالخطأ من قبل قوات الامن المصرية في الصحراء الغربية لمصر.
وفي اب (اغسطس)، اعلن الفرع المصري لتنظيم القاعدة اعدام مواطن كرواتي تم خطفه بالقرب من القاهرة.
وجاءت الواقعتان بعد بضعة شهور من احباط الشرطة محاولة اعتداء بقنبلة بالقرب من معبد الكرنك في مدينة الاقصر السياحية.
ويقول مسؤولو شركات السياحة ان كارثة الطائرة الروسية يمكن ان نكون الضربة الاكبر للسياحة حتى الان.
وقال حمادة ناجي وهو منسق رحلات سياحية في الغردقة ان «السياحة في مصر ببساطة ستموت في حال ثبت ان عملية ارهابية وراء اسقاط الطائرة».
ويقول الخبراء ان انتشار حطام الطائرة واشلاء الضحايا على مساحة واسعة في صحراء سيناء يعني ان الطائرة انشطرت في الجو.

تأثير على المدى الطويل
وقال جاك بيتر وهو مدير فنادق سافوي في شرم الشيخ لوكالة فرانس برس ان «الضرر وقع بالفعل وحتى لو تبين في نهاية المطاف ان سقوط الطائرة كان نتيجة خطأ ملاحي او مشكلة تقنية، فالناس اقتنعت بالفعل انها قنبلة» تسببت في تحطمها.
واضاف «ليس هناك الغاء لحجوزات حتى الان ولكننا قلقون على المديين المتوسط والطويل فالحجوزات، التي عادة ما تبدأ في هذا الوقت من العام في الصعود مع اقتراب عطلات عيد الميلاد وراس السنة، ما زالت على حالها ولم تشهد اي زيادة».
تشكل السياحة عادة 12% من اجمالي الدخل القومي لمصر و15% من مواردها من العملات الاجنبية.
ولكن هذه الصناعة تراجعت منذ ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2011 التي اسقطت حسني مبارك واعقبتها ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية والامنية مع تصاعد هجمات الجهاديين خصوصا في شمال سيناء.
واضر عدم الاستقرار السياسي باقتصاد مصر وادى الى انهيار احتياطياتها النقدية بالدولار.
والعام الماضي زار 10 ملايين سائح مصر اي اقل كثيراً من عدد سياح العام 2010 الذي بلغ 15 مليوناً، بحسب الاعلام الرسمي.
وقالت شركات سياحية في روسيا السبت ان المبيعات انخفضت بنسبة ترواح بين 30% و50% في «رد فعل الصدمة» الذي اعقب تحطم الطائرة، بحسب وكالة انترفاكس الروسية نقلاً عن مسؤول في قطاع السياحة.
وقال يوري بارزيكين نائب رئيس اتحاد صناعة السياحة الروسي لفرانس برس انه «كانت هناك الغاءات في الايام الاولى (بعد الكارثة) ولكنها ليست الغاءات كثيرة».
غير انه اضاف «اذا تأكدت فرضية العمل الارهابي فان ذلك سيثير المزيد من المخاوف».
واوضح ان خمس السياح الروس الذي يسافرون الى الخارج يذهبون الى مصر مشيراً الى ان الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث الاخيرة لم تؤد الى انخفاض يذكر.
شهدت شرم الشيخ تفجيرات في تموز (يوليو) 2005 ادت الى مقتل 90 شخصاً في واحدة من اكثر الهجمات الدامية في مصر.
وبالنسبة لكثيرين، فان كارثة السبت تذكر بهذه الهجمات.
غير ان يارزيكين قال انه «لو اتخذت اجراءات امنية واعلن عنها على نطاق واسع فلن يكون هناك انهيار» في السياحة الروسية الى مصر.
وتابع «مصر هي الوجهة الرئيسية للروس ولا بديل لها في فترة الشتاء نظراً لطقسها الدافىء ومستوى وسعر الخدمات التي تقدم فيها».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق