حوار

فريد الخازن: نحن في نوع من حرب عالمية مصغرة

يعتبر فريد الخازن نائب التيار الوطني الحر عن منطقة كسروان ان سوريا تشكل اليوم ساحة معركة تتواجه فيها الولايات المتحدة وروسيا، وان كان الاميركيون لا يبدو، وفق رأيه انهم منزعجون من هذا التحرك ضد التيارات الاسلامية المتطرفة، لان في الوقائع «الدولة الوحيدة القادرة على وضع حد بطريقة جدية لسلطة داعش في سوريا هي روسيا بالتعاون مع الجيش السوري وايران».

التدخل العسكري الروسي في سوريا هل هو مبرر؟
منذ الخمسينيات لروسيا مصالح في سوريا، مصالح عليها ان تحميها. وفي مقلب آخر فبعد ما جرى في اوكرانيا وجورجيا وليبيا، كانت تنتظر الوقت المناسب لترد على طريقتها على محاولات الحلف الاطلسي تمديد سلطته. لقد ارادت روسيا توجيه رسالة واضحة ومحددة: «لا تلعبوا بعد الان معنا ليس في سوريا فحسب بل في كل مكان من العالم». واعتقد ان سوريا تشكل حالياً نوعاً من ساحة معركة تتجابه فيها الولايات المتحدة وروسيا. ظاهرياً يرفض الاميركيون التدخل العسكري الروسي ولكن في الحقيقة لا اعتقد انهم منزعجون من هذا الحراك ضد التيارات الاسلامية المتطرفة. الولايات المتحدة تجد نفسها شبه مضطرة لاعتماد مواقف متناقضة نظراً لتعقيدات الوضع. تركيا تدعي انها تضرب داعش لمنع سيطرته على المنطقة ولكنها في الحقيقة لا تضرب الا الاكراد. دول الخليج تقول انها ضد التطرف وهي في الحقيقة همها اطاحة بشار الاسد اياً يكن الثمن على سوريا. ان ما يجري الان يقلقها وهي غير راضية مطلقاً. اننا في الحقيقة في نوع من حرب عالمية مصغرة ولكن في الواقع فان البلد الوحيد القادر على وضع حد وبصورة جدية لسلطة داعش هي روسيا بالتعاون مع الجيش السوري وايران.
ماذا يجعل فلاديمير بوتين مصمماً الى هذا الحد اكثر من الماضي؟
الرئيس الروسي يريد ان يثبت للعالم اجمع ان بلاده هي قوة كبيرة، بوسائل هائلة، تسمح لها بالتدخل عسكرياً. يضاف الى ذلك انه يتمتع بدعم شعبه المطلق. وهو اذ يحارب ليرى ازالة المتطرفين وتدمير اسس الدولة الاسلامية. بوتين يملك مفاتيح الحل السياسي في سوريا بشرط ان يتمكن من انهاء سلطة داعش. ان التكفيريين لديهم اجندا تعني كل دول العالم. وسوريا ليست سوى ارض تحركهم الحالي، ثم ان قضية نظام الاسد لا تعنيهم.
رفعت المملكة العربية السعودية وتركيا الصوت واعلنتا في مناسبات عدة بانهما لن تسمحا لبشار الاسد بالبقاء في السلطة ويكون جزءاً من الحل. فهل لهاتين الدولتين القدرة على تحقيق ارادتهما؟
بعض الدول وبينها السعودية وتركيا لها برامج متعددة في سوريا واذا رغبت بحل حقيقي لاخراج سوريا من الحرب، فهذا لا يتحقق الا بوجود الاسد. ولنعد الى سؤالك. كلا العربية السعودية ليس لديها من القوة لاسماع صوتها. فالامر يتعلق بالولايات المتحدة وباراك اوباما لا يريد عراقاً جديداً في سوريا. اما تركيا فقد لعبت دوراً مهماً في عدم استقرار سوريا وقلب النظام فيها. ولعبت هذا الدور من عدم الاستقرار في اوروبا عبر تسهيل رحيل دفق المهاجرين. ان اتفاق فيينا بين روسيا وايران ستكون له بالطبع انعكاساته على كل المشهد.
التيار الوطني الحر طلب من انصاره ان يتجمعوا على طريق بعبدا في 11 تشرين الاول (اكتوبر). فما هو هدف هذا التحرك؟
التيار الوطني الحر يرغب في رفض ما يجري والانتفاض على هذه اللغة المزدوجة التي تعتمدها بعض القوى السياسية.

دانيال ج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق