رئيسيسياسة عربية

علم فلسطين يرفرف امام مقر الامم المتحدة في نيويورك

رفع علم فلسطين الاربعاء في مقر الامم المتحدة في نيويورك لاول مرة، في حدث يرتدي طابعاً رمزياً لكنه لم يخف المأزق التام الذي وصلت اليه واحدة من اقدم الازمات في تاريخ المنظمة الدولية.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عند بدء الحفل الذي حضره مئات الاشخاص في طليعتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، «في هذه اللحظة التاريخية اقول لشعبي اينما كان ارفعوا العلم الفلسطيني عالياً لانه رمز وحدتنا. انه مدعاة فخر واعتزاز».
وقد رفع العلم الفلسطيني بالوانه الاحمر والاسود والابيض والاخضر حوالى الساعة 13،15 بالتوقيت المحلي (17،15 ت غ) في حديقة الورود للمؤسسة الدولية، على ان يرفع لاحقاً الى جانب اعلام الدول الـ 193 الاعضاء في الامم المتحدة وعلم الفاتيكان الذي على غرار فلسطين يتمتع بوضع الدولة غير العضو.
وعكست هذه الاجواء التشاؤم المحيط بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وغياب قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
وقال بان كي مون «الرموز مهمة يمكنها ان تفضي الى العمل». واضاف «لا يمكننا باي حال من الاحوال ان نتصور بان هذا الحفل ينهي مسيرة».


واعلن الرئيس الفلسطيني امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء ان فلسطين «تستحق» ان تكون دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة، وشن هجوماً لاذعاً على السياسة الاسرائيلية. وقال ان «دولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة، تستحق اعترافاً كاملاً وعضوية كاملة».
واضاف «لا يعقل وبعد أن قدمنا التضحيات الجسام، وصبرنا كل هذه السنين على ألم اللجوء والمعاناة، وارتضينا أن نصنع السلام وفق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، والقانون الدولي، وخطة خريطة الطريق، أن تظل قضية فلسطين تنتظر كل هذه العقود دون حل».
وطلب عباس من الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين بعد «أن تقوم بذلك».
واكد عباس الاربعاء ان الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل اذا بقيت اسرائيل مصرة على عدم الالتزام بها.
واعلن في كلمته انه «ما دامت إسرائيل مصرة على عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة معنا، والتي تحولنا إلى سلطة شكلية بدون سلطات حقيقية، وطالما أن إسرائيل ترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وفق الاتفاقات معها، فإنها لا تترك لنا خياراً، سوى التأكيد على أننا لن نبقى الوحيدين ملتزمين في تنفيذ تلك الاتفاقيات».
واضاف انه «بينما تستمر إسرائيل في خرقها (…) نعلن أنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بهذه الاتفاقيات، وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال، لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره».

الفلسطينيون يحتفلون
واحتفل مئات من الفلسطينيين مساء الاربعاء في رام الله برفع علمهم للمرة الاولى امام مقر الامم المتحدة.
ورددوا شعارات منها «بالروح، بالدم نفديك يا فلسطين» وهم يستمعون عبر شاشة عملاقة في ساحة عرفات برام الله الى كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الامم المتحدة وسط التصفيق والتهليل.
ولم يعد النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يحظى بالاولوية التي كانت مخصصة له اذ باتت محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية اهم لانه اصبح يطرح التهديد الاول للعالم.
وفي القدس انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الفلسطيني وجاء في بيان اصدره مكتب نتانياهو ان «كلمة ابو مازن مخادعة وتشجع على التحريض والتدمير في الشرق الاوسط».
ويأتي ذلك بينما يبدو الوضع قاتماً. فعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ فشل وساطة اميركية في ربيع 2014 وقطاع غزة قابل للانفجار والتوتر يتصاعد في الضفة الغربية.
وفي القدس يشهد الحرم القدسي توتراً كبيراً منذ اسابيع وتهزه صدامات بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية.
وفي هذه الاوضاع، يبدو الحل الذي تدعو اليه الاسرة الدولية اي حل دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان بسلام وامان جنبا الى جنب، بعيداً جداً.
من جهة اخرى، طغت مكافحة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية الذين باتوا يعتبرون التهديد العالمي الاول، على النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الذي بات يأتي بعد اولويات اخرى.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق