حوار

انطوان صفير: النفايات يمكن ان تسقط الحكومة

في مقابلة اجراها «الاسبوع العربي» الالكتروني مع الدكتور في الحقوق انطوان صفير قال «في رأيي في حال عدم ايجاد حل للمشكلة فان النفايات ستؤدي الى استقالة الحكومة». ويشرح لماذا لا يستطيع اللبنانيون انتخاب رئيس للجمهورية بالاستفتاء الشعبي، مؤكداً ان هذا الاقتراح المقدم من العماد ميشال عون يرتكز على طموحات مشروعة ولكنها غير صالحة حالياً.

هل ان لبنان في وضع يسمح له باعتماد انتخاب رئيس للجمهورية بالاستفتاء الشعبي كما يطالب العماد ميشال عون؟
ان نظامنا الدستوري هو نصف برلماني. والنواب هم المخولون انتخاب رئيس على رأس الدولة بموجب المادة 49 من الدستور، وذلك كل ست سنوات. انها ديمقراطية غير مباشرة يمثل النواب فيها الشعب اللبناني عبر تفويض اعطي لهم من خلال الانتخابات النيابية. واقتراح انتخاب رئيس من الشعب يعني الاستفتاء ولكن ذلك يتطلب مراجعة النصوص الدستورية بمجملها. في هذه الحالة فان صلاحيات رئيس الجمهورية يجب ان تتغير باعطائه المزيد من السلطات. وهذا يعني تغيير النظام السياسي الوفاقي. هذا الاقتراح يمكن ان يدرس ولكن ليس في زمن الشغور الرئاسي ولا في وضع سياسي مضطرب. وحالياً الاولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية وفق النصوص الدستورية القائمة ورئيس الدولة له دوران اساسيان: فهو يرأس كل المؤسسات العامة، انه الحاكم الاول ويمثل كل البلاد وفق النظام التوافقي.
على ماذا يستند رئيس التيار الوطني الحر ليطلب مثل هذا النوع من الانتخاب؟
هذا الاقتراح الذي يتطلب تعديل الدستور يرتكز على طموحات سياسية مشروعة ولكن الوقت ليس مناسباً على الاقل في الوقت الحاضر.
طاولة الحوار رفضت نهائياً هذا الاقتراح. ثم ان القوى السياسية المشاركة لا تتوصل الى تحقيق تقدم في هذا الاتجاه او ذاك. فما هي فائدة هذه الطاولة سوى كسب الوقت؟
في العام 2006 اتخذت طاولة الحوار قرارات تتعلق بقضايا متعددة منها السلاح الفلسطيني وغيره. كل هذه القرارات لم تنفذ وبالتالي فمن الصعب ان يتوصل المسؤولون المجتمعون حول هذه الطاولة الى حلول حاسمة وقابلة للتنفيذ. ولكن اهميتها تكمن في تهدئة التوتر بين القوى السياسية الرئيسية بانتظار القرار الناجم عن الاتفاق النووي بين الاميركيين والايرانيين وموافقة المملكة العربية السعودية. انها اذاً فترة تقطيع وقت على البارد.
المتظاهرون المتواجدون باستمرار حالياً في الشارع يطالبون برحيل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد. فهذه الطاولة للحوار الا تشكل نوعاً من التحدي لمطالب المواطنين المشروعة؟
عملياً الانشقاق واضح بين الطبقة السياسية وتطلعات جيل الشباب وذلك لاسباب متعددة منها الفساد الذي تجاوز كل الحدود والاثراء غير المشروع والقضايا الاجتماعية الاساسية التي تشل الحياة اليومية ومنها الكهرباء والمياه والطبابة والامن الاجتماعي والنفايات… وفي رأيي في حال عدم حل ازمة النفايات فانها ستؤدي الى استقالة الحكومة. التظاهرات مشروعة في شعاراتها الاجتماعية ولكن على المتظاهرين الا يتدخلوا في التقنيات السياسية وينغمسوا فيها مثل المطالبة بقانون جديد للانتخاب وطلب استقالة النواب او تغيير النظام، فيصبحوا مهددين بالانقسام.

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق