مجتمع

عسيري في العيد الوطني السعودي: حيدوا لبنان عن النار المستعرة في المنطقة وانتخبوا رئيساً

بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية اقام سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري حفل استقبال في قاعة بافيون رويال في البيال حضره حشد كبير من الشخصيات الرسمية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية والاجتماعية. ومثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ايوب حميد ومثل رئيس الحكومة تمام سلام نائبه الوزير سمير مقبل.

والقى السفير عسيري كلمة في الحفل جاء فيها:
يشرفني أن أنقل إليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والقيادة السعودية ومن خلالكم الى الشعب اللبناني الشقيق. وكم كنت أتمنى أن يشاركني الليلة فرحة هذا اللقاء كل محب للبنان، تاق الى رؤية العائلة اللبنانية موحدة، وإلى لبنان العيش المشترك الذي ظل تنوعه مصدر غنى له ولمحيطه العربي، لبنان الذي يجتمع ابناؤه مسلمين ومسيحيين على تقاليد واحدة وأهداف واحدة ونشيد واحد مطلعه كلنا للوطن، لبنان الرقي والحضارة والانفتاح الذي نشأنا على الاعجاب به وبكفاءة ابنائه الذين قدموا مثالاً يحتذى في ما أصابوه من نجاحات مختلفة. الى هذا اللبنان، الماثل في ذاكرتنا الجميلة والذي اشعر انه يتجسد من خلالكم اليوم، والذي استحلفكم بالله ان تعيدوه الى ذاته والا تفرطوا به.

وندائي هذا هو صدى لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، التي دعا من خلالها الى المحافظة على وحدة لبنان وسيادته وتحصين امنه واستقراره والعيش المشترك بين ابنائه ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة ويستعيد دوره الطليعي وعصره الذهبي.
وانطلاقاً من هذه المواقف الكريمة التي تنم عن حرص اخوي كبير اسمح لنفسي بالتطرق الى الواقع السياسي الذي نشهده حالياً، ليس من باب النصح والمزايدة، بل من لهفة مواطن عربي يحب لبنان، عاش بينكم عدة سنوات، وشرب من مائكم واستنشق هواءكم، وللبنان في قلبه محبة لا تقل عن محبتكم له.
وقال تمر منطقة الشرق الاوسط بأحداث تتداخل فيها التعقيدات السياسية والامنية، ويزيدها صعوبة تطرف في الفكر والبحث عن ادوار مصطنعة واعمال ارهابية غريبة عن المنطقة ومعتقداتها ومجتمعاتها. ولعل أشد ما يؤثر على لبنان من بينها هي احداث سوريا بفعل التداخلات الجيوسياسية من جهة وبفعل رغبات لا تنسجم مع دور لبنان وتدفعه الى وضع لا يلائم مصلحته الوطنية العليا.
لذا فإن الخروج من الوضع الراهن بات ضرورة ملحة تبدأ بالتزام جميع القوى السياسية بتحييد لبنان عن النار المستعرة في الجوار، وبتحقيق خطوة اساسية تشكل مدخلاً الى جميع الحلول تحرص المملكة عليها وتأمل انجازها ألا وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة لتستقيم هيكلية الدولة وتسير عجلتها وفق المسار الطبيعي للأمور، لأن الفراغ في سدة الرئاسة يضعف الدولة ومؤسساتها في وقت هي اكثر ما تحتاج الى الدعم والمؤازرة، والى تعزيز ثقة المواطن بها وليس العكس.
وحماية الدولة وتطويرها واجب القيادات والمواطنين معاً، وتقدم البلاد في ظل السيادة والامن والاستقرار يحقق المصلحة الوطنية العليا التي يصبو اليها كل لبناني، واني على ثقة تامة ان الاشقاء اللبنانيين بجميع فئاتهم لم ولن يرضوا الا بتحقيق ما هو افضل للبنان عبر التعالي على الخلافات وتحصين الوحدة الوطنية والساحة الداخلية وقطع الطريق على كل ما من شأنه ايذاء لبنان والاساءة لتاريخه وصورته ورسالته.
من هنا، فإن اللحظة السياسية الحالية، لحظة تاريخية تتطلب قادة شجعاناً وأنتم كذلك، وقرارات شجاعة وانتم قادرون على اتخاذها، قرارات تغلب مصلحة الوطن على كل ما عداها وتفتح الباب امام مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار السياسي والامني، وصون سيادة الدولة وكرامتها، والمملكة العربية السعودية هي الأحرص، من بعدكم، على دعم هذه السيادة وصونها لمصلحة لبنان والمصلحة العربية.


وتابع يقول:  يتطلع العرب الى النموذج النهضوي الذي قدمه اللبنانيون والنهضة العربية التي كانوا روادها والتي نشرت الثقافة والعلم في اقطار المشرق، آملين ان تستعيدوا هذا الدور ليستيعدوا معكم وبكم دورهم الحضاري.
اقول هذا الكلام انطلاقاً من معايشتي عن قرب للأشقاء اللبنانيين، في المملكة بداية وخلال ممارستي مهامي في لبنان. وأقول ان اللبننة وجود متكامل وليست مساحة جغرافية فقط، واللبناني، عربي متميز، بثقافته المتنوعة وبعيشه في الشرق وانفتاحه على العالم الرحب، وبكونه انساناً مبدعاً خلاقاً.
هذه الصفات هي ثروة وغنى للبنان، وهي افضل ما تورثوه لابنائكم وليس الخلافات السياسية والقلق على المستقبل والتفكير الدائم بالهجرة.
أرجوكم، احبوا لبنان، لا تدعوه يستغيث، تشبثوا به، تجذروا بأرضكم، جذروا ابناءكم واحفادكم بها، ابنوا لهم وطناً حصيناً منيعاً يتشرفون به ويتفانون في محبته، اشعروهم ان بلدهم يحتضنهم وانه بيتهم وملجأهم وليس مصدر قلقهم، تعالوا على الخلافات وعلموهم انه في سبيل مصلحة البلاد تهون الصعاب.
ما أعبّر عنه ليس سوى انعكاس لما تجمع في مسيرة العلاقات الاخوية بين المملكة العربية السعودية ولبنان وقيادتيهما وشعبيهما من أخوة ومودة وتواصل انساني عميق حرص عليه الملوك كافة الذين اعتلوا عرش المملكة وصولاً الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو تعبير ايضاً عن امنيات المملكة وآمالها في ان ترى لبنان موحداً، مستقراً، رائداً في محيطه، شامخ أرزه الى الغمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق