مجتمع

K2P في «الأميركية» لتزويد صانعي السياسات الصحية بالأدلة والمعرفة

الجردلي: العلم في خدمة السياسات والسياسات في خدمة المجتمع

دشّنت الجامعة الأميركية في بيروت مركزاً جديداً يدعى مركز Knowledge to Policy (K2P) الذي يهدف إلى تعزيز السياسات الصحّية بالأدلة والمعرفة لمساعدة صانعي هذه السياسات في رسم سياسات أفعل وأكثر تلبية لحاجات مجتمعاتهم، خصوصاً في الشؤون المتعلّقة بالصحة.

وقال الدكتور فادي الجردلي، مدير مركز K2P: «في الصحة العامة وفي القطاعات الأُخرى الموثّرة بالصحة، نفقد أرواحاً بشرية بسبب قرارات رديئة لا تستند إلى الأدلّة والمعرفة، وتُلقى تبعة ذلك على أصحاب هذه القرارات. إن مقاربة مركز K2P تتركّز على تكوين ثقافة تستعمل الأدلة بشكل منتظم ومنهجي».
وفي سبيل هذا الهدف، سيقوم المركز بتوفير مُنتجات معرفية عالية الجودة لمستخدِميها، الذين سيشملون السياسيين والمستشارين والمدراء. وستكون هذه المنتجات ملبية للاحتياجات ومصمّمة أفضل تصميم. وستشمل مذكرات موجزة، وموجزات السياسات العامة، وملخّصات البيّنات والأدلة البحثية، ومستندات الرد السريع، وملخّصات حلقات الحوار، وملخّصات علمية للاعلام. وستختصّ كل من هذه المنتجات بجمهور وظروف مختلفة وستتوفّر كلها باللغة العربية لزيادة إفادتها لصنّاع السياسات في لبنان والمنطقة، إلى أكبر حد ممكن.
وأردف الدكتور الجردلي: «إننا في مركز K2P نعتمد على خبراتنا ومقدراتنا في إنتاج وتحليل وتجميع الأبحاث في صِيغ سهلة الاستعمال. كما أننا نُشرك معنا عدداً كبيراً من صناع السياسات والباحثين والخبراء وعناصر المجتمع المدني لتحسين أجندات صنع السياسات ومعالجة أي موضوع صحي على أُسُسٍ أكاديمية، فيصبح العلم في خدمة… السياسات والسياسات في خدمة المجتمع. إن مركز K2P هو بمثابة خليّة طوارىء علمية، لا تنحاز إلا للحقائق العلمية».
وقال الدكتور إيمان نويهض، عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت: «لقد اقتصر بحاثة المنطقة حتى اليوم في توزيع نتائج جهودهم على الأطراف العلمية، في وقت بدأ صنّاع السياسات فيه يلمسون أكثر فأكثر الحاجة إلى جعل سياساتهم ترتكز على الأدلة العلمية».
وأضاف الدكتور نويهض: «إن مركز K2P سيسدّ فراغاً كبيراً بتوفير ملخّصات للمعارف العلمية والضُمنية وتنظيم حوارات حول السياسات وصنع مُنتجات تستجيب للحاجات وبناء مقدرات الباحثين وصنّاع السياسات». وأردف: «إننا نرى أن مركز K2P سيصبح بوتقة رائدة  في تعزيز سياسات الصحة العامة وممارستها وتحسين نتائج العمل الصحي في العالم العربي عبر حلول جماعية للمشاكل».
الجدير بالذكر أن مركز K2P تأسّس في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، بتمويل من مركز بحوث التنمية الدولية، وهو هيئة حكومية كندية. ويطمح المركز إلى تعزيز صنع السياسات وتشجيع صنع القرارات بالاعتماد على الأدلة، في لبنان والمنطقة.
وقد دُشّن المركز في احتفال رسمي وحلقة نقاش يوم الخميس 12 آذار (مارس) الجاري. وألقى مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمّار خطاب الاحتفال الرئيسي نيابة عن الوزير وائل أبو فاعور الذي اعتذر في اللحظة الأخيرة عن القدوم بسبب اجتماع طارىء.
وقال الدكتور عماّر أن المشكلة ليست فقط عند السياسيين، بل أيضاً عند الباحثين الذين يُنتجون أبحاثاً لا تتعلّق باحتياجات صنّاع السياسات ولا يراها السياسيون مفيدة لهم. وأردف: «لهذا، فإن وجود مركز K2P ضروري، إذ  سيُنتج ويجمع دراسات تلبي احتياجات صنّاع السياسات والقرارات».
كما عبّر الدكتور عمّار عن سعادته  لأن مركزاً مثل مركز K2P بات اليوم موجوداً”. ودعا أعضاء المركز لتشكيل مجموعات بحث مكثّف مع صانعي القرار للإصغاء إليهم ومعرفة احتياجاتهم.

المركز سيساعد المشرّعين على الدفاع عن مشاريع القوانين وحتى على وضع مشاريع قوانين جديدة
وشارك الدكتور عمّار في حلقة النقاش التي تكلم فيها أيضاً النائب الدكتور عاطف مجدلاني رئيس اللجنة النيابية للصحة والشؤون الاجتماعية، والذي قال أن المركز سيساعد المشرّعين على الدفاع عن مشاريع القوانين وحتى على وضع مشاريع قوانين جديدة بالاعتماد على الأدلّة العلمية.
وشارك في الحلقة أيضاً وزير العمل السابق الدكتور شربل نحّاس الذي تكلّم بتشاؤم قائلاً: «لا يوجد صنّاع قرارات. يوجد فقط مال وسفارات أجنبية تملي القوانين والسياسات التي تُريد اعتمادها».
وقال النائب الأستاذ غسان مخيبر عضو اللجنة النيابية للادارة والعدل: «نحن بحاجة لمركز K2P في كل القطاعات وليس فقط في قطاع الصحّة. فحين تتماشى السياسات والقوانين مع العلم، تكون النوعيّة أفضل كثيراً».
وتكلم أيضاً مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة وزير الثقافة السابق الدكتور طارق متري، الذي قال أن الكل يتعرّض  لطوفان من المعلومات ولكن هذا لا يجعلهم ضليعين، فكثرة المعلومات لا تعني بالضرورة كثرة معرفة وحكمة. ونبّه إلى أن الباحثين وصناع السياسات يجب الا يتواجهوا مع بعض بل أن ينخرطوا مع بعض ومع الاعلام والرأي العام للحصول على الضغط المطلوب.
وشارك أيضاً في الحلقة النائب الدكتور وليد خوري عضو اللجنة النيابية للصحة والشؤون الاجتماعية، والمديرة المشاركة لمركز K2P البروفسورة ريما نقاش وهي أستاذة مشاركة في الكلية والزميلة في صحيفة النهار رلى معوض. وقد أدارت الندوة المستشارة الاعلامية لمركز K2P السيدة رانيا بارود.
وخلال حفل التدشين، تكلّمت الوكيلة الأكاديمية المشاركة نسرين غدار نيابة عن الوكيل أحمد دلال، واعتبرت أن إنشاء مركز K2P يصب في خدمة أهداف الجامعة الرئيسية. وأردفت: «إحدى أهم قيمنا في الجامعة الأميركية في بيروت هي أننا لا نكتفي باجراء أفضل ألأبحاث بل ننشر المعارف الجديدة بشكل واسع ونسهّل الحصول عليها لأصحاب الاهتمام. إن توفير أبحاث معتمدة على الأدلّة هو دور مجتمعي رئيسي تؤديه الجامعة الحديثة».

حلقات حوار
ومنذ تأسيسه، جمع مركز K2P صناع السياسات وأصحاب الاهتمام في عدد من حلقات الحوار حول السياسات لتعزيز حواراتهم حول المسائل الملحة. وقد أعد المركز ووزّع عدداً من المنتجات المعرفية المُتقنة حول مواضيع ذات أولوية مثل الصحة العقلية، وتوفير العناية الصحية للاجئين السوريين، والسلامة الغذائية، والتغطية الصحية الشاملة، وفَلْوَرَة الملح، ومواضيع أُخرى. ويعمل المركز حالياً على مواضيع أولوية تتعلق بحوكمة القطاع الصيدلي، وعقود الأداء (حيث لا يحصل المتعاقد على مدفوعاته إلا بعد تنفيذ العمل على أكمل وجه) مع موفّري العناية الصحية، وسلامة المريض. وقد أقام مركز K2P عدداً من ورشات العمل المحلية والاقليمية حول بناء القدرات ونقل المعارف لصناع السياسات وأصحاب الاهتمام والبحاثة والاعلام والمجتمع المدني والطلاب.
ويرتبط مركز K2P بمنتدى ماكماستر للصحة في كندا، وإفيبنت (شبكة السياسات المسترشدة بالأدلة) في منظمة الصحة العالمية في جنيف، ومركز المراجعات النُظُمية لسياسات الصحة وأبحاث الأنظمة في الجامعة الأميركية في بيروت SPARK.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق