مفكرة الأسبوع

هذه أفضل أسواق العقارات و… أسوأها في العالم!

إن كنت تمتلك كوخاً في أيرلندا، أو فيلا في جزيرة صناعية في دبي، أو حتى شقة في تالين عاصمة استونيا، فستكون على الأرجح مستريحاً في المكان الذي تقيم فيه.

الشيء المشترك بين هذه الأماكن الثلاثة هو كونها الأفضل آداء من ناحية تجارة العقارات، وفقاً لتقدير الأسعار في تقرير صادر عن الدليل العالمي للأملاك.

عقارات سريعة البيع
وقد عانت الأسواق الثلاث من تراجع حاد خلال الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، لكن استعادة سوق العقارات لعافيتها بعد ذلك كان أمراً مذهلاً.
لكن بقية أرجاء العالم لم تكن محظوظة بالقدر عينه. ففي ذيل القائمة التي أعدها التقرير الصادر عن الدليل العالمي للأملاك- الذي يحلل التغيرات التي طرأت على أسعار العقارات خلال الربع الأخير من 2014، والذي شمل 41 موقعاً- تأتي كييف في أوكرانيا، وتتلوها روسيا، وبكين، والصين التي كانت أسواق العقارات فيها الأسوأ آداء.

الآداء الأفضل: أيرلندا
كان نمر السيلتيك، كما يطلق على أيرلندا، واحداً من البلدان الأشد تضرراً من الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008. لكن بعد ذلك تعافى الاقتصاد الأيرلندي وبات أقوى مما كان في السابق في ما يشبه الأسطورة.
وقد ساعد تعديل النظام الضريبي على ذلك بلا شك، وأقامت شركات عالمية مقاراً إقليمية لها في أيرلندا، من بينها غوغل، وباي-بال، مما شجع أعداداً أكبر من الناس على البحث عن منازل لهم هناك.
ويقدر ماثيو مونتاغيو بولوك، ناشر الدليل العالمي للأملاك، أن الاقتصاد في أيرلندا قوي. ويقول: «لم أكن أعتقد أنه يمكن بناء هذه الأعداد الكبيرة من البيوت الجديدة في دبلن، والآن ينتشر البناء حتى خارج دبلن».
وتضم أيرلندا الآن أفضل سوق للعقارات في العالم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تزيد عن 16 في المئة عام 2014.
أما المشاريع السكنية التي بنيت قبل الأزمة الاقتصادية وتحولت أثناءها إلى بيوت تنعق فيها الغربان، أصبحت الآن مأهولة. لقد ارتفعت الأسعار في الوقت الذي يستمر فيه البناء. لكن ينبغي ألا ننسى أن أيرلندا لها تاريخ طويل في ارتفاع سوق العقارات وانتكاسه.

دبي… الى القمة ثانية
سوق العقارات في دبي هي أحدى الأسواق التي انهارت خلال أزمة 2008. فقد انخفضت أسعار العقارات إلى النصف في يوم واحد، وتوقفت أو ألغيت مشاريع إسكان بمئات الآلاف من الدولارات، مما ترك المستثمرين حائرين و مكشوفي الظهر تماماً.
وعندما بدأ الاقتصاد العالمي يتعافى، عاد الطلب على العقارات بصورة نشطة. واستؤنفت أعمال البناء في المشاريع المتوقفة، وأقبل الناس على شراء البيوت بالقدر عينه الذي كان في السابق.
وبذلك تكون دبي ثاني أفضل سوق للعقارات في العالم، حيث ارتفعت أسعار العقارات فيها بنسبة 13 في المئة خلال عام 2014.
ومع ذلك، هناك إشارات على تراجع في هذا التعافي، حيث أن أعداد المنازل التي بيعت أو تم شراؤها في نيسان (ابريل) عام 2014 يبلغ نصف عدد المنازل التي بيعت أو اشتريت خلال الفترة عينها في العام الذي سبقه.
وقد صعدت دبي إلى القمة ثانية. فما هي الأسباب؟
أحد هذه الأسباب أنها تعد ملاذا لمن لا يريد دفع الضرائب. وحسب ما يقول أحمد كايهان، المدير التنفيذي لشركة  “REIDIN” المتخصصة في مجال معلومات سوق العقارات، فإن سوق دبي اليوم مختلفة تماماً عما كانت عليه في عام 2008.
فقد وضع البنك المركزي قيوداً على القروض العقارية، مما حد من الإقبال على الشراء، وفرضت الحكومة مزيداً من الشروط على المستثمرين أصحاب مشاريع البناء، مما يعني خفض عدد البيوت المعروضة.
كما زادت رسوم المعاملات المالية المتعلقة بشراء وبيع العقارات لمنع التوقعات والتخمينات المتقلبة للسوق.

تالين، استونيا الى المرتبة الثالثة
صحيح أن معظم أوروبا تعافت اقتصاديا بعد الانهيار الذي حدث عام 2008، إلا أن أستونيا كانت الأسرع في التعافي، حيث ارتفعت أسعار البيوت فيها عام 2014 بنسبة 12،6 في المئة.
وإضافة إلى التعافي الاقتصادي، تقول صحيفة استونيا اليومية «بوستيميز» أن ازدياد الطلب على البيوت سببه إقبال الأجيال الشابة الذين ولدوا عندما استقلت استونيا عن الحكم السوفياتي، على شراء البيوت مستفيدين من القروض العقارية الميسرة التي تمنحها البنوك.

من أسفل القائمة… بكين ثالثاً
الصين الصناعية تحتل المرتبة الأولى في سرعة نموها الاقتصادي لكنها تحتل المرتبة الثالثة من أسفل القائمة في أسعار البيوت السكنية، إذ تراجعت أسعار البيوت خلال عام 2014 بنسبة 5،7 في المئة.
والسبب باختصار هو أن الصين مكتظة بالبيوت كما يقول مانتاغو بولوك، الأمر الذي يعني أن هناك فائضاً في المعروض من البيوت في السوق. لذا انخفضت الأسعار، وارتفعت تكلفة القروض العقارية.
منذ العام الماضي، كان كثير من خبراء سوق العقارات ينتظرون انفجار الفقاعة الاقتصادية، لكن السوق لم تشهد انهياراً بعد. واستمرت أسعار البيوت في التراجع هذا العام أيضاً.
البعض يتهيأ للأسوأ بينما يعتقد البعض الآخر أن الحكومة ستتدخل لضبط الوضع. يقول كايهان: «لا نتوقع أن تتعافى بكين في وقت قريب بناء على ما نرصده من معلومات عن السوق».

روسيا… مزيد من التراجع
دفعت تغيرات اقتصادية عدة سوق العقارات في روسيا إلى التراجع. من بينها الانخفاض الكبير في أسعار النفط، والذي أضر كثيراً باقتصاد هذا البلد المصدر للنفط، والأداء الضعيف للروبل مقابل الدولار.
ولوقف تدهور الروبل أمام الدولار، قامت السلطات بتخفيض سعر الفائدة بنسبة 17 في المئة، مما أدى إلى مزيد من الانخفاض في سعر العقارات، أي بنسبة 6 في المئة في عام 2014.
يقول موناغو بولوك: «أسعار العقارات تتراجع ونحن نشهد المزيد من هذا التراجع».
قبل عامين فقط كانت تصنف روسيا كسوق نشطة جداً للعقارات، بناء على تقرير «إرنست آند يانغ»، لكن سوق العقار في روسيا بدأت تعاني خلال العام المنصرم.

كييف… آخراً
ليس من قبيل الصدفة أن تكون أوكرانيا التي تمزقها الحروب في ذيل قائمة البلدان من حيث أسعار العقارات. لقد أدت الأوضاع السياسية غير المستقرة إلى اضطراب الوضعين الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، كما جاء في تقرير شهري لشركة الأملاك الخاصة سيغما بلايزر.
ومازالت البلاد تشهد تعويماً للعملة، ونسبة تضخم كبيرة، وتواصل العملة الأوكرانية انخفاضها، وقد اقتربت قيمتها من حافة الانهيار.
وقد انخفضت أسعار العقارات في كييف بنسبة 49 في المئة خلال عام 2014، ولا يبدو أن عام 2015 سيكون أفضل. وقد بلغت قيمة الفائدة على القروض العقارية حوالي 22 في المئة بنهاية عام 2014، مما دفع الكثير من الأوكرانيين إلى العزوف عن شراء البيوت.
ويقول كايهان: «لقد تراجعت كل من روسيا وأوكرانيا بشكل كبير بسبب الأوضاع السياسية، ولن تتعافى هاتان الدولتان بشكل صحيح إلا إذا تحسنت هذه الأوضاع».

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق