تحقيق

في الإتحاد نجاح وفي النجاح إرتقاء… 20 التزاماً لقيمة مشتركة!

«أخبرني بما أنت ملتزم به وسأخبرك بما ستكون عليه خلال عشرين عاماً فنحن نصبح ما نلتزم به أياً كان»… هناك، في دبي، سمعنا عشرين إلتزاماً تحت عنوان: «التأسيس لقيمة مشتركة»… وهناك، تحت جناح أعلى برج في العالم، برج خليفة، أيقنا أن في المشاركة إتحاد وفي الإتحاد نجاح!

دبي – «الأسبوع العربي»
الحرّ شديد لكن الإمارة الجميلة مسكونة بالحياة، بالفرح، بالنبض الذي لا يخفت حتى على عتبة «تموز الذي تغلي فيه المياه في الكوز». نتذكر المثل اللبناني الشعبي هذا ونحن نسرح في أرجاء دبي التي تُفاجئنا، بفرحِها، في كل مرة.
خمس وسائل إعلامية لبّت دعوة «نستلة» للإستماع عن كثب الى أول تقرير تنشره في الشرق الأوسط عن إلتزاماتها تجاه المجتمع تحت عنوان «نستلة في المجتمع – التأسيس لقيمة مشتركة» وهي: «الأسبوع العربي» و«النهار» من لبنان، «الحياة» و«الوطن» من المملكة العربية السعودية، و«الرأي» من الأردن. العنوان في ذاتِهِ، لغيرِ الإقتصاديين، جامد لكن من يتوغل فيه يدرك أن «التأسيس لقيمة مشتركة» بين الشركات والمجتمعات قيمة في ذاتِها… فماذا في التفاصيل؟

اجيال سليمة
ياسمين، الطالبة في مدرسة المقاصد، ذات الثغر المبتسم والعينين اللتين تشعان فرحاً شكلت «الصورة»، صورة الجيل الجديد الذي يُفترض أن يُحفّز الشركات من أجل التأسيس لقيمة مشتركة في المجتمعات. ياسمين التي شاركت في برنامج «نستلة أجيال سليمة» كانت حاضرة في كل التفاصيل، فالإلتزام عنوان لتفاصيل، والتطبيق يتضمن كثيراً من التفاصيل، والنتائج التفصيلية تتأتى من الوفاء بالإلتزمات.
جميلٌ طبعاً الكلام عن الإلتزام والوفاء والتأسيس والقيّم… لكن هل هذه المفردات وهمية؟ واهية؟ هل صحيح أن الشركات تهتم بهكذا مفردات أم هي تستفيد من هكذا مفردات؟ إيف منجارد، رئيس مجلس إدارة نستلة الشرق الأوسط ومديرها التنفيذي، يجيب من الآخر: «ثقوا أن نجاح أي شركة في العالم، على المدى الطويل طبعاً، مرتبط بازدهار المجتمعات التي تخدمها».
أن تنجح الشركة فهذا ممكن لكن أن تستمر ناجحة ثمانين عاماً مثلاً فهذا في ذاتِهِ إشارة الى ذبذبات إيجابية تبثها في المحيط تحثها على الحراك المثمر في كل الإتجاهات وعلى تحمل المسؤولية الإجتماعية في مجتمعاتها. فماذا عن «نستلة» في المجتمع؟
التقرير أعلن لأول مرة وفيه إضاءات على نتائج 2014 فيها: قدمت الشركة 20 إلتزاماً في المنطقة في مجال التغذية والتوريد. وتطابقت منتجات الأطفال 100 في المئة مع المعايير، ووصل برنامج «أجيال سليمة» الى أكثر من 16 ألف طفل في ثلاثة بلدان في المنطقة، وخُفض معدل سحب المياه بنسبة 42 في المئة لكل طن من الإنتاج، وخفضت انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25 في المئة لكل طن من الإنتاج وخفض إستهلاك الطاقة بنسبة 26 في المئة لكل طن من الإنتاج.

الشغف
وظفت الشركة 11 ألف موظف في المنطقة، في 11 مصنعاً، تزيد قيمة الإستثمار فيها عن 400 مليون دولار. وأحد مبادىء العمل هو الشغف: الشغف نحو الناس، الشغف للفوز، الشغف للإلتزام، والشغف في التنفيذ.
«الإنسان صُنع هكذا، كلما أشعل شغف ما روحه، إختفت المستحيلات». التوقيع: جان دو لافونتين. ماذا عن شغف الشركة العالمية؟ ماذا عن تصورها وأهدافها؟
هناك 20 إلتزاماً أعلنها إيف مانغارد بأهداف محددة، بتواقيت محددة، برؤية محددة، وبشغف هائل، يُفترض أن تتحقق مع نهاية 2017 في مجالات التغذية والتوريد المسؤول والمياه والإستدامة البيئية والأفراد والإمتثال. وبعض هذه الإلتزامات حول التغذية وفيها تعزيز نظام غذائي صحي وأسلوب حياة سليم، وهناك إلتزامات تُركز على الأفراد مقرونة بخطوات لدعم توظيف الشباب في الشرق الأوسط من خلال تأسيس أكاديمية تدريب عام 1912 في المملكة العربية السعودية ثم في سلطنة عمان.
نعيش في عالمٍ يواجه كثيراً من التحديات الإقتصادية والإجتماعية والتغذوية لا يمكن حلها إلا بالتضافر، بشبكِ اليد باليد، بحراك الشركات من أجل خلق القيمة في ثلاثة مجالات هي: البعد الإقتصادي والبعد الإجتماعي والبعد البيئي.
نعود الى «الصورة» الى الطفلة الجميلة ياسمين التي شاركت في «أجيال سليمة» وغنت مع أطفال لبنان «العتابا والميجانا» مرددة بصوتٍ عالٍ: أوف أوف أوف… تبولة صنع بلادي أكلة أهلي وأجدادي رح منكمل هالعادي وعن أكلا مش رح نتأخر… ياسمين استفادت من حراك نستلة في حث الجيل الجديد على التمتع بصحة سليمة خصوصاً بعد أن اظهرت الدراسات العالمية: ان ثلاثين في المئة من الأطفال المصابين بالسمنة قبل سن المدرسة، وأربعين في المئة من المصابين بها في سن المدرسة، وثمانين في المئة من المراهقين الذين يعانون السمنة، يبقون سمينين حين يصبحون راشدين. وما يُقلق أكثر هو أن معدلات السمنة في لبنان ارتفعت خلال الأعوام الإثنتي عشرة الماضية لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين ست سنوات و19 سنة من 10،2 في المئة الى 15،5 في المئة لدى الصبيان ومن 5،4 في المئة الى 6،9 في المئة لدى الفتيات.
التضافر إذاً ما عاد إضافة بل أصبح ضرورة لحياة سليمة… لكن ثمة سؤال، كيف يمكن لشركة تنتج الشوكولا مثلاً أن تساهم في التأسيس الى «أجيال سليمة»؟
 
الى عالم الشوكولا
في دبي، في جبل علي، ترتفع يافطة عالياً: معمل شوكولا «كيت كات». هو ثالث مصنع لإنتاج هذا النوع من الشوكولا في العالم. «الأسبوع العربي» اخترقت حصن المعمل. أخذت الإرشادات اللازمة. وعبرت نحو ردهات الإنتاج. الخطوط الصفراء تحدد المسار. نضع غطاء على الشعر. نخلع الساعات. نخلع أي قطعة ذهبية. نضع سدتين مطاطيتين في الأذنين. نرتدي الرداء الأبيض وننتعل حذاء خاصاً. نغسل ايدينا جيداً. نقرأ عبارة السلامة هي المفتاح “safety is key” وندخل. المواد الأولية في أكياس. مركز الخلط هنا. مختبر التحاليل يعمل من أجل التأكد من نوعية المنتج. على كل علبة «كود» يحدد لحظة الانتاج. الشوكولا المستخدم إما ألواح أو بودرة. الأوعية من الستانليس ستيل. بعض المنكهات الطبيعية تستخدم. هنا يرتاح الخليط نحو نصف ساعة قبل أن يعبر الى الصب ثم نحو الفرن. الخليط ينزل في أنابيب. تنزل ألواح الويفر ثم طبقات الشوكولا. وتحتاج هذه العملية بين البداية الى الصب نحو 45 دقيقة قبل ان تنتقل الى التبريد ثم الى التشبيع بالرطوبة ثم التقطيع والتغليف والتوضيب. لا تتدخل الأيدي بتاتاً في كل هذه العملية. وصلاحية المنتجات تدوم 11 شهراً. نتذوق. نتلذذ. ونغادر. والسؤال: ألا يضرّ الشوكولا؟ ألا يزيد من معدلات السمنة؟ سؤال آخر: هل صحيح أن الشوكولا كما النبيذ قليل منه يشفي قلب الإنسان؟
حين «يضربنا» الإحباط وتصيبنا الكآبة ونستسلم لأحداث وتطورات سوداء، مظلمة، قاتمة نشعر بحاجة قصوى الى ما يرفع المعنويات، الى قطعة شوكولا ربما تنشلنا من حالنا وتعيدنا الى سكة الحياة… فهل في القطعة سرّ أم مكونّ استثنائي أم هناك في الطعم ما قد يجعل الإنسان يمتلىء بلذة المذاق فترتفع المعنويات ويزيد التفاؤل؟
يبدو أن المركبات الكيميائية الموجودة أساساً في حبوب الكاكاو التي يُصنع منها الشوكولا وتُعرف باسم «فلافونويد» تعمل على زيادة إنتاج مادة أكسيد النتريك المهمة، لا بل الأساسية، في المحافظة على ضغط الدم ضمن حدوده الطبيعية كما على الوقاية، وقاية النساء بالتحديد، من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض. كما بينت دراسات أن النظام الغذائي الغني بأنواع معينة من الشوكولا لا سيما الشوكولا السادة والداكن يعادل فائدة الأسبرين عند المرضى المصابين بارتفاع في ضغط الدم الشرياني! كما أن الشوكولا يحتوي على نسبة من السكر تساعد على رفع مستويات هورمون السيروتونين في جسم الانسان. الشوكولا إذا قد يُشكل قيمة إضافية أيضاً للإنسان.
يأخذنا الكلام من شيء الى شيء الى مكان الى حيثية الى قيمة مضافة. نصغي بإمعان الى حديث إيف منغارد عن إلتزام الشركة تجاه المجتمع فيلفتنا أن لكل نقطة مياه هناك، في هذا النوع من الإلتزام، قيمة. ولكل إبتسامة عشق، ولكل الأجيال عنوان يتلاحق من جيل الى جيل الى جيل: التغذية السليمة. ثمة إذا إلتزام بأن تظل التغذية سليمة وأن يظل الإنسان عنواناً. والإلتزام مسؤولية، والميزة الوحيدة (تذكروا) التي تجمع بين الناجحين في كل العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية.

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق