سياسة لبنانيةلبنانيات

ثقة النواب بالحكومة ليست كافية والاهم ثقة المواطنين والمجتمعين العربي والدولي

كما كان متوقعاً نالت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ثقة المجلس النيابي باكثرية 85 صوتاً من اصل 100 نائب كانوا حاضرين لحظة التصويت. وكما كانت صياغة البيان الوزاري سريعة وانجز في وقت قياسي، كذلك كانت الحال بالنسبة الى مجلس النواب الذي انجز مناقشة البيان الوزاري في يوم واحد واصبحت الحكومة قادرة على الانصراف الى العمل وعيون الداخل والخارج شاخصة اليها تنتظر اعمالها الاصلاحية.
النواب لم يناقشوا البيان بقدر ما تباروا في عرض دعايات انتخابية لهم، خصوصاً بعدما شعروا ان الناس ابتعدت عنهم كما ابتعدوا عنها على مدى اربع سنوات. لقد طرح البعض افكاراً هي في الحقيقة بعيدة عنهم.، واعتقدوا ان بامكانهم خداع الناس والظهور امامهم بمظهر الابرار المنزهين عن كل الاخطاء السياسية، التي دمرت البلد ودمرت معه حياة اللبنانيين. لقد اعتقدوا انهم بكلامهم المنمق يمكنهم خداع الناس وحملهم على تأييدهم، ولكن الحقيقة ان الذين استمعوا الى الخطب الرنانة كانوا يضحكون ويهزأون، وبالطبع لم يصدقوا حرفاً واحداً مما قيل. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وستثبت الايام، والانتخابات قريبة، صحة ما نقول.
اما الحكومة وقد نالت الثقة فبات عليها الانصراف الى الالتفات الى قضايا المواطنين الذين دمرتهم الازمات المتلاحقة فجوعتهم وقتلتهم وهجرتهم. فهل تحسن العمل وتعيد الامل؟
ثقة النواب لا تعني الكثير، خصوصاً واكثرية الشعب تعتبر ان هذا المجلس النيابي لم يعد يمثلهم، بعدما تغاضى عن الامهم ولم تسجل له خطوة واحدة باتجاههم. بل ان الثقة التي يجب التطلع اليها والعمل على كسبها هي ثقة المواطنين الذين كفروا بدولتهم بعدما تخلت عنهم واصبحوا يشعرون بانهم متركون لقدرهم، ذلك ان الطبقة السياسية لم تلتفت الا الى مصالحها الخاصة. والثقة الثانية التي يجب على الحكومة الكفاح من اجل كسبها هي ثقة المجتمعين العربي بالدرجة الاولى والدولي. وهذان المجتمعان هما باب الخلاص للبنان، وعلى الحكومة ان تعوّل عليهما.
ان اول عمل يطلب من الحكومة على الصعيد الداخلي هو تأمين الكهرباء ثم الكهرباء ثم الكهرباء التي افسد فقدانها كل القطاعات وشلها واوقف حركة الاقتصاد. ان الطبقة السياسية تتراشق التهم ويحاول كل طرف القاء المسؤولية على غيره، وقد غاب عنهم ان المواطنين، من اصغرهم الى اكبرهم، يدلون بالاصابع على من يحرمهم اليوم من النور، فلا يحاول المتهمون تبرئة انفسهم، فان غفر الناس لهم فالتاريخ لن يرحمهم. فاذا استطاعت الحكومة ان تؤمن التيار الكهربائي بالسرعة القصوى لتعود عجلة العمل الى الدوران، ويتوقف ظلم اصحاب المولدات الذين رشقوا المواطنين بفواتير خيالية، حتى باتت كلفة اضاءة لمبة تحسب بالذهب. اذا استطاعت ذلك تكون قد نجحت وكسبت ثقة الجميع.
الازمات كثيرة وكبيرة والوقت داهم. فامام هذه الحكومة تسعة اشهر على الاكثر قبل الانتخابات، فان استطاعت استنباط الحلول ووضعت الامور على السكة الصحيحة، تكون قد حققت امال المواطنين ورغبات الخارج واستعادت الثقة المفقودة. فهل هي قادرة على النجاح. ان الغد لناظره قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق