صحة

في «أسبوع التمنيع»… لقاحٌ سداسي آتٍ آتٍ آتٍ

هل تعرفون أن ثمة أسبوعاً في السنة، أسبوعاً واحداً كاملاً، يحمل اسم «أسبوع التمنيع العالمي»؟ تمنيعٌ وعالمي؟ ماذا عن التمنيع المحلي؟ الإقليمي؟ ماذا عن التمنيع في عالمنا العربي؟ وماذا يُقصد بالتحديد بالتمنيع؟

التمنيع هو التلقيح وهما يعنيان معاً التدخل الصحي الوقائي من أجل حماية الدول من الأمراض… فماذا عن واقع هذه الدول؟
ثمة من سيقول: لقحوا السياسيين والفاسدين والمتهورين والكاذبين والناقمين ونرد: تعالوا نبحث في ما ينفع ويجدي لا في ما لا منفعة فيه ولا جدوى… ماذا في المسألة المجدية؟ ماذا في التمنيع الصحي لصغارنا؟
عقدت «سانوفي باستور» لقاء جمع خبراء من لبنان والمنطقة ورئيس جمعية طب الأطفال ورئيس قسم طب الأطفال في مستشفى أوتيل ديو البروفسور برنار جرباقة ومدير برنامج التحصين الموسع في الأردن الدكتور عادل بلبيسي  لمناقشة وضع التطعيم في المنطقة وأهميته ووضع المناهج الوقائية والمخططات المسبقة التي من شأنها أن تحمي الدول ضد الأمراض وتعزيز الصحة العامة لسكانها.
 
يمكن تفادي ما بين مليونين الى ثلاثة ملايين حالة وفاة سنويا بالتلقيح
في التفاصيل التي خلص إليها اللقاء:  أن التلقيح يُعد أحد التدخلات الصحية الأكثر نجاحاً وفعالية من حيث التكلفة ويمكن تفادي ما بين مليونين الى ثلاثة ملايين حالة وفاة سنويا بالتلقيح. وقد أثبتت اللقاحات الجديدة والمتطورة أهميتها في القضاء على عوامل الخطر لدى الأطفال الرضع والبالغين الذين بات يمكن حمايتهم ضد الأمراض التي تهدد الحياة مثل الإلتهاب الرئوي والإسهال الناجم عن فيروس الروتا والإنفلونزا والتهاب السحايا وسرطان الكبد وعنق الرحم.
هل علينا إذا أن نطمئن؟ هل يُفترض بنا بالتالي وضع أكفنا في المياه الباردة؟
لا، لا تستريحوا مئة في المئة لأنه على الرغم من كل الجهود المبذولة عالمياً لا يزال هناك طفل من كل خمسة أطفال محروماً من التلقيح. وفي الأرقام لم يتمكن 21،8 مليون رضيع في 2013 من الحصول على اللقاحات المنقذة لحياتهم بسبب قصر الإمداد باللقاحات وعدم إتاحة الخدمات الصحية ونقص المعلومات الدقيقة عن التمنيع وعدم كفاية الدعم السياسي والمالي.
السياسة إذاً لها دور فالصرف المالي سياسي والتوعية لها سياسة وإتاحة الخدمات الصحية تنطلق من سياسة واعية… فماذا يفترض بالمعنيين في المجال الصحي فعله للمواجهة؟
المدير العام لمنطقة الشرق الأدني في «سانوفي باستور» لينا فاخوري أكدت: «الإلتزام بتوفير أفضل أنواع اللقاحات بجودة عالية والتعاون مع الحكومات لتحسين إستراتيجيات الرعاية الصحية وتبادل الخبرات».

انتقال من لقاحات شلل الأطفال عن طريق الفم الى الحقن
هل البروفسور برنار جرباقة مطمئن؟ هل الدكتور الأردني عادل بلبيسي مطمئن؟  
يتحدث جرباقة عن معدل تغطية عالية من التلقيح بمتوسط يبلغ 80 في المئة وهذا ما يُطمئن نسبياً. أما بلبيسي فتحدث عن تطور التلقيح بحيث أنه ومع حلول منتصف هذه السنة، سنة 2015، ستشهد البلدان انتقالاً من لقاحات شلل الأطفال عن طريق الفم الى الحقن، وهذا ما يُطمئن بدوره، فالعمل جار دائماً للبحث عن الأفضل في هذا المجال.
وتابع بلبيسي: بات يفترض مع إدخال الأدوية المتقدمة وضع الإستراتيجيات الحديثة لرصد الأموال المطلوبة والتأكد من سلامة وجودة المنتجات التي تُعطى للرضع والأطفال في كل جنبات الأرض. واستطرد: «ثمة لقاح سداسي التكافؤ سيُطلق قريباً ضد الأمراض الرئيسية مثل السعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال والتهاب الكبد ب والتهاب السحايا والخناق. يعني نحن انتقلنا من اللقاح الواحد الى الثلاثي وصولاً الى اللقاح السداسي». ثمة إذاً من ينشط في هذا المجال. ثمة جهد من العاملين في القطاع الصحي على أمل أن يوازيه جهد من أصحاب السياسيات الحكومية الداعمة إقتصادياً.

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق