أبرز الأخبارتحقيق

ما سر انتشار «وباء النرجيلة» العالمي؟!

مع انتشار تدخين النارجيلة بشكل كبير خصوصاً بين المراهقين خلال العقد الماضي، وحّد باحثون من أنحاء العالم جهودهم لمعرفة أسباب هذا الوباء العالمي، بأمل إيجاد حلول أكثر فعالية له خصوصاً بعدما تأكّد أن تدخين النارجيلة يمكن أن يكون أكثر ضرراً بالصحة من تدخين السجائر، على عكس الاعتقاد السائد.

المؤتمر العالمي حول التبغ او الصحة في ابوظبي الاكبر في العالم حول التدخين


وكخطوة أولى، قام باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت ومن المنطقة العربية ومن الولايات المتحدة بجمع كل الأبحاث حول هذا الموضوع والتي ظهرت خلال العقدين الماضيين، لنشرها في ملحق خاص عن تدخين النارجيلة.
ويتزامن  هذا الإصدار مع أكبر مؤتمر في العالم حول التدخين، هو «المؤتمر العالمي حول التبغ أوالصحة»، والذي ينعقد في أبوظبي من 17 إلى 21 آذار (مارس) الجاري. وسيضم الملحق سبع مقالات لخبراء في المضار الصحية للتدخين. وسيُنشر هذا الملحق ضمن العدد المقبل من مجلة «مكافحة التدخين» برعاية مركز دراسة المنتجات التبغية في جامعة كومنولث فرجينيا ومركز ماسي للسرطان فيها، ومعهد أبوظبي التابع لجامعة نيويورك أبوظبي، والجامعة الأميركية في بيروت.

ارقام وحقائق مقلقة
وتظهر اتجاهات المسح العالمي لاستخدام التبغ بين الشباب  GYTS والذي يغطي الحقبة 1999-2008 ويشمل نصف مليون مشارك حول العالم، أن تدخين السجائر استقرّت نسبته أو تراجعت، ولكن أنواعاً أخرى من التدخين آخذة في الانتشار وأهمها تدخين النارجيلة.
وتشير الأبحاث حول العالم إلى حقائق مقلقة، إذ تُظهر دراسة من العام 2011 في لبنان أن ما يقرب من 35 في المئة من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يدخّنون بانتظام النارجيلة، التي قد  تختلف تسمياتها (أرجيلة والشيشة وهابل بابل). وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما يقارب 60 في المئة من المراهقين من الفئة العمرية ذاتها جربوا تدخين النارجيلة مرة واحدة على الأقل، في تلك السنة.

 

باحثون يسلطون الضوء في ملحق بحثي خاص على مخاطر النارجيلة

أما في الأردن فقد ارتفعت نسبة تدخين النارجيلة بين المراهقين بمقدار  72  في المئة بين الفتيان و36 في المئة بين الفتيات، ما بين العامين 2008 و2011، بحسب دراسة نُشرت في العام 2013 في المجلة الأوروبية للصحة العامة.
أما في الولايات المتحدة، فالوضع ليس أقل إثارة للقلق. وتشير البيانات من المسح الوطني للشباب حول التبغ في العامين  2011-2012، والذي شمل 43،524 من طلاب المدارس الثانوية، أن تدخين النارجيلة ارتفع بنسبة 32 في المئة، فيما انخفضت نسبة تدخين السجائر.

انتشار خطير
وقالت البروفسورة ريما نقاش، الأستاذة المشاركة في كلية العلوم الصحية ومنسقة برنامج الحد من التدخين، في الجامعة الأميركية في بيروت: «الهدف  من هذا الملحق هو تجميع كل المعلومات المتوفرة في مكان واحد حتى نعرف أين هي الثغرات في المعلومات والبحوث، حتى نتمكن من التركيز عليها في الدراسات المستقبلية، للاقتراب أكثر فأكثر من إيجاد حلول فعالة لهذا الوباء العالمي».

 

35% من الفتيان والفتيات في لبنان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يدخّنون بانتظام النارجيلة


وقال البروفسور توماس أيسنبرغ، الأستاذ المشارك في دائرة علم النفس في كلية الإنسانيات والعلوم ومدير مركز دراسة المنتجات التبغية في جامعة فرجينيا كومونولت: «إن تدخين النارجيلة شعبي جداً في العالم العربي. وأردنا أن نُصدر الملحق للفت النظر خلال «المؤتمر العالمي حول التبغ أو الصحة» إلى أن تدخين النارجيلة قد انتشر بشكل بتنا نعرف أنه خطير لكن الحكومات لا تفعل شيئاً لايقافه».

 

«تدخين النارجيلة انتشر بشكل خطير لكن الحكومات لا تفعل شيئاً لايقافه»

 

وتتناول المقالات البحثية في الملحق مجموعة من المواضيع المتعلقة بتدخين النارجيلة، التي عادة ما تُحشى بالتبغ المحلّى والمنكّه، المعروف باسم المعسّل. وتشير البحوث الى أن المعسّل هو أحد أهم الأسباب الرئيسية التي حوّلت تدخين النارجيلة إلى  عادة شعبية بين الشباب. وتشمل الأسباب الأخرى ظهور الخيم الرمضانية التي تقدم النارجيلة، في تسعينيات القرن الماضي، وعدم وجود سياسات وتنظيمات خاصة بالنارجيلة.

بحث في وبائيات النارجيلة
وقال  البروفسور شرمان سكوت، الأستاذ المشارك في الصحة السكانية في كلية الطب في جامعة نيويورك والمدير المشارك لمركز أبحاث الصحة العامة في جامعة نيويورك في أبوظبي: «نحن نتطلع إلى وبائيات النارجيلة: من يدخّنها حالياً؟ لماذا يكثر مدخّنوها؟ ماذا اكتشفنا عن تركيب دخانها؟ ما هي الآثار الصحية لتدخينها؟ هل تسبب الاعتماد الادماني عليها؟ هل دخانها غير المباشر خطير؟ ماذا تفعل الحكومات حيالها؟ هل من تشريعات أو سياسات لمكافحة تدخين النارجيلة؟».
وقالت الدكتورة نقاش: «علينا أن نفعل شيئاً حيال النارجيلة الآن، هناك سياسات وأنظمة يمكن تنفيذها للحد من انتشارها».
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق