رئيسيمتفرقات

سلطنة عمان: مؤتمر أخلاقيات البيولوجيا يبحث مستجدات القضايا العلمية وتحدياتها المستقبلية

قال الدكتور علي بن سعود البيماني، رئيس جامعة السلطان قابوس خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول لأخلاقيات البيولوجيا: إن التقدم السريع والنمو الهائل الذي يشهده العالم في أبحاث علوم الحياة ونتائجه المترتبة على الجنس الحيواني والنباتي بشكل عام والبشريِ بشكل خاص يضعنا في تساؤلات كبيرة ومتشعبة إلى ما وصل إليه التقدم العلمي في مجال البيولوجيا والطب من أبحاث الخلايا الجذعية والاختيار الجيني والاستنساخ وغيرها من القضايا، ولأجل ذلك أنشأت السلطنة لجنة وطنية لأخلاقيات البيولوجيا تعمل جنباً إلى جنبٍ مع المنظمات العالمية في هذا المجال، بهدف وضع التشريعات والسياسات وضوابط الممارسات وإقامةِ البُنيةِ الأساسية وتطوير البرامج التعليمية في أخلاقيات البيولوجيا.
وتابع حديثه مشيراً إلى اللجنة الوطنية لأخلاقيات البيولوجيا في السلطنة التي تعد حديثة عهد بالمقارنة مع غيرها من اللجان الوطنية في دول العالم، إلا أنها استطاعت في هذه المدة القليلة مناقشة عدد من القضايا والتوصية بشأنها مثل: «الاستنساخ، وتحويل الجنس، وأطفال الأنابيب، والإجهاض»، كما قامت بإعداد وثيقة للأخلاقيات باسم «الوثيقة العمانية لأخلاقيات الطب وعلوم الحياة» ونظمت خمسة ملتقيات فكرية ناقشت قضايا ذات صلة بواقع المجتمع العماني، وسيكون الملتقى الفكري السادس عنْ قضية «الخلايا الجذعية».
وناقش المؤتمر ستة محاور في أيامـه الثلاثة، وتناول المحـور الأول أخلاقيات البيولوجية من منظور إسلامي أما المحور الثاني فاوضح التحديات المعاصرة التي تواجه الأخلاقيات البيـولـوجية والنظرة المستقبلية.
بينما تناول المـحـور الثالث: مسائل إنهاء الحياة وتبعاتـها، والمحـور الرابع حول الأخلاقيات البيـولـوجية العـالمية وتـقــاسم المنـافع ، فيما ناقش المـحـور الخامس الأخلاقيات البيـولـوجية المتعلقة بــانتــشار مرض آيبـــولا، كما تناول المــحـور السادس والأخير عــلــم الجــينـات والتـقنــية البيـولـوجية. شارك في المؤتمر 60 مشاركاً منهم نخبة من علماء الإسلام وعلماء أخلاقيات البيولوجيا والمهنة الطبية والأطباء المتخصصين في الرعاية الصحية والطب الحيوي. هذا وتزامن المؤتمر مع عقد جلسة خاصة لأعضاء اللجنة العالمية لأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو IBC لصياغة مسودتهم الخاصة بالصحة العالمية.

دور مهم  للعلم الحديث
ومن جانبه ألقى البروفسور ستيفانوا سيمبلسي رئيس اللجنة الدولية للأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو كلمة أوضح فيها دور العلم الحديث الذي أوجد العديد من الجوانب والتي تمس حياة الإنسان بشكل مباشر على الرغم من وجود أخلاقيات  البيولوجيا، واليوم يتم التعامل مع كثير من المسائل الجديدة والتي جاءت نتيجة التطور العلمي والطبي في العالم، وتشكل التطورات الطبية تحدياً للقيم والتقاليد والإطار المعياري العالمي  لحقوق الإنسان.
ويرى رئيس اللجنة الدولية للأخلاقيات البيولوجيا باليونسكو إلى ضرورة أن يواكب أخلاقيات البيولوجيا العديد من البحوث والدراسات حتى يتمكن الخبراء والباحثون من اتخاذ القرارات المناسبة والتي تتناسب مع أخلاقيات البيولوجيا في العالم وتتلاءم مع المعتقدات والقيم الإنسانية والدينية والمجتمعية.
وأوضح أحمد بن سميط البدوي مقرر اللجنة الوطنية لأخلاقيات البيولوجيا في السلطنة في كلمته أهمية المؤتمر الذي يـهدف إلى استعراض وجـهات النظر المختلفة في القضايا الأخلاقية المتعلقة بالأبـحاث البيـولـوجية والطبية، من خلال التـعـرف على المستجـدات العلمية في مجال الأخلاقيات، ويناقش المؤتمر قضـايـا كثيرة ومتنوعة من أبرزها: القضايا المتعلقة بأخلاقيات زراعة الأرحام، وأبحـاث الأجـنة، والخلايا الجذعـية، والقضايا والتحديات المعاصرة التـي تواجه أخلاقيات مهنة الطب في الإسلام، وأخلاقيات الممارسات السريرية الطبيـة، وغيرها من القضـايـا المـهـمــة.
وقدم الدكتور محمد علي البار مدير مركز أخلاقيات البيولوجيا الطبية، بالمركز الطبي العالمي في المملكة العربية السعودية كلمة المشاركين قال فيها: لقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين تطورات سريعة ومتلاحقة في المفاهيم الطبية، وطاولت هذه التغييرات المتسارعة المهنة الطبية، واصبح يطلق على المريض اسم «العميل» وعلى الطبيب اسم «مقدم الخدمة الصحية»، واستطاعت أفكار السوق والعمل التجاري أن تغزو المهن الصحية على نطاق واسع وكان للولايات المتحدة الدور الريادي في هذا التحول، وازداد شراسة بدخول «عصر العولمة».
كما تمكنت الشركات الضخمة في المجال الصحي وصناعة الأدوية أن تسطير على النظام الصحي في الدول المتقدمة ، وبالتبعية دخلت جميع الدول الأخرى تحت عباءتها وتأثيراتها.
وذكر مدير مركز أخلاقيات البيولوجيا الطبية أن الولايات المتحدة استطاعت بإيجاد نظام السوق والعمل التجاري في المهن الطبية أن تطور هذه الخدمات من ناحية، ولكنها من ناحية أخرى جعلت أكثر من أربعين مليون مواطن اميركي بدون أي تأمين صحي على الإطلاق، واستطاعت كوبا رغم الحصار والمحاربة أن يكون مستواها الصحي افضل بكثير من مستوى أربعين مليون أميركي بدون تأمين صحي.
وأضاف قائلاً: لا توجد عدالة في النظام العالمي الجديد حيث يذكر أن دخل أغنى 100 شخص أكثر من دخل 3 آلاف مليون من البشر، أغلبهم في العالم لثالث، وقصة إفريقيا وأمراضها المرعبة وخصوصاً الايدز والايبولا دليل انعدام العدالة في توزيع الثروات والخدمات الصحية في عالم اليوم وهو ما ينذر بكوارث متتابعة لن ينجو منها أحد إلا إذا غيرنا هذا النظام العالمي إلى نظام أكثر عدالة وإنسانية.
وأشار الدكتور البار قائلاً: ومع التطور الطبي التكنولوجي الهائل ظهرت مواضيع جديدة في تقنية الإنجاب مثل مشاريع أطفال الأنابيب واختيار جنس الجنين والفحص قبل الانغراز والتدخل في الأمراض الوراثية الجينية، وآخرها زرع ميتكوندريا من امرأة متبرعة في بويضة امرأة اخرى تحمل في طياتها مرضاً وراثياً عبر الميتوكوندريا، وبذلك يكون للجنين أب وأمان «الأم الأصلية، والأم التي ساهمت بجزء ضئيل من الجينات الموجودة في الميتوكوندريا» وقد أقر البرلمان البريطاني هذا الإجراء لإنقاذ الطفل، وهو موضوع لم يبحث بعد لدى المجامع الفقهية الإسلامية.

جلسات اليوم الاول
قدم الدكتور أيمن شبانة من جامعة جورج تاون بقطر ورقة عمل حول مقاصد ونطاق عمل أخلاقيات البيولوجيا الإسلامية، كما عرض البروفيسور عمر حسن كسولي من مدينة الملك فهد الطبية بالمملكة العربية السعودية ورقة عمل بعنوان: تحليل المقررات الطبية لأكاديمية الفقه العالمي من منظور مقاصد الشريعة وقواعد الفقه.
وأوضح الدكتور علي المشعل من لجنة أخلاقيات البيولوجيا بالمملكة الاردنية الهاشمية ورقة عمل حول أخلاقيات البيولوجيا في إطار الضوابط الشرعية والأخلاقية والقانونية في الموروث الأخلاقي الإسلامي.
وأشار  الدكتور علي رضا باغيري من جامعة طهران للعلوم الطبية العالمية – منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في ورقة عمل بعنوان إلى التحديات لأخلاقيات البيولوجيا في البلدان الإسلامية: دراسة عالمية، بعدها قدم البروفيسور محمد غالي من جامعة حمد بن خليفة بدولة  قطر ورقة عمل بعنوان: من يتكلم باسم أخلاقيات البيولوجيا الإسلامية؟ التركيز على دور علماء العلوم الطبية والبيولوجية.
وعرض الدكتور ناصر بن حمّاد العزري من مستشفى عبري المرجعي في السلطنة ورقة عمل بعنوان: أخلاقيات البيولوجيا من المنظور الإسلامي والإطار المقترح لأخلاقيات البيولوجيا الإسلامية، بعدها قدم الدكتور عبد الشكور من جامعة بانغاباندو شيخ مجيب الطبية – بنغلادش من منظور دولة نامية ورقة عمل بعنوان: القضايا الأخلاقية في البحوث الطبية والبيولوجية.
وألقى أحمد بن سميط البدوي من اللجنة الوطنية لأخلاقيات البيولوجيا ورقة عمل حول: التحديات التي تواجه اللجنة الوطنية لأخلاقيات البيولوجيا لاستحداث القواعد وإقرار التشريعات القانونية. وقدمت الدكتورة كريستيان درومل من جامعة فيينا الطبية بالنمسا ورقة عمل حول «التحديات التي تواجه اللجنة الوطنية النمساوية لأخلاقيات البيولوجيا لاستحداث القواعد واقتراح التشريعات القانونية».
بعدها قدم الدكتور إكرام بيرني من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل حول التحديات التي تواجه إضافة مادة أخلاقيات البيولوجيا لطلاب الطب ضمن المنهج الدراسي المتكامل. كما  قدمت الدكتورة نايلة صديقي كمال من لجنة الجودة والأداء من المملكة المتحدة ورقة عمل حول «مدى إدراك متدربي الطب في مستشفى تعليمي بمسقط  للتحديات العملية وموقفهم من إضافة مادة أخلاقيات البيولوجيا للمنهج الدراسي»، وقدم البروفيسور عبد الله سرور الجودي من مستشفى الملك فهد بالمملكة العربية السعودية ورقة عمل حول: مدى وعي الأطباء لحقوق المرضى في مستشفى جامعي بالمملكة العربية السعودية، وقد ناقشت شريفة بنت سيف الجابرية من وزارة الصحة العمانية ورقة عمل حول التنظيم المهني الذاتي يقوي المهنية ويعزز الممارسات الأخلاقية.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق