سياسة لبنانية

«معركة الربيع» ومرحلة «ما بعد ذوبان الثلج»

خلفت ثلوج العواصف وأمطارها برودة على طول الحدود الشرقية الموازية للحدود مع لبنان، وحذر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من مرحلة ما بعد ذوبان الثلوج، داعياً الى الاستعداد لمواجهة استحقاق داهم ومقبل.
وما توقف عنده الكثيرون من المراقبين دعوته الى التنسيق بين السلطتين اللبنانية والسورية من خلال الحكومتين والجيشين قبل ذوبان الثلوج في جرود القلمون، ما يؤكد بأن الربيع سيكون ساخناً في المواجهات العسكرية في منطقة البقاع الشمالي، وفق مصادر مطلعة في الميدان العسكري.
وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن «معركة الربيع». وفي هذا الإطار تقول مصادر مقربة من حزب الله إن هذه المعركة أصبحت على الأبواب، حيث تشير المعلومات الى قيام «داعش» و«النصرة» بمزيد من حشد المقاتلين القادمين الى الجرود من ريف حمص، وأن معارك الجنوب السوري حيث يسجل الجيش السوري تقدماً سريعاً وملموساً، بالإضافة الى الهزائم المتتالية لـ «داعش» في العراق، ستترك تداعيات كثيرة وكبيرة على الساحة اللبنانية وتضعها على فوالق زلزالية كساحة متلقية للتكفيريين الذي وجدوا في عرسال ومجدل عنجر والمرج وطرابلس وعين الحلوة مجموعات حاضنة وحامية لهم، وهم من الخلايا النائمة التي يتم إيقاظها وفق البوصلة التكفيرية، ناهيك بمخيمات النازحين السوريين ومعظمهم متعاطفون مع «داعش» ومشتقاتها وتشكل هذه المخيمات محطات استراحة للكثير من المقاتلين التكفيريين تحت عباءة النزوح واللجوء هرباً من النظام السوري.
وتشير المصادر الى أنه مع ذوبان الثلج يستعد «داعش» و«النصرة» للمعركة التي لن تنحصر في جرود عرسال والبقاع الشمالي، بل سيكون لها تداعيات في البقاعين الأوسط والغربي، خصوصاً وأن المجموعات التكفيرية في الزبداني قد تفتح جبهة للتخفيف عن القلمون بهدف تشتيت القوى العسكرية وبعثرة جهودها.
وتتحدث مصادر أخرى عن تموضع مجموعات إرهابية في الطرف المقابل لسلسلة لبنان الشرقية يصل الى نحو ثلاثة آلاف مقاتل، وذلك في نقاط ومواقع استراتيجية وعند مفاصل حيوية في الاتجاهين اللبناني والسوري، وهي تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة.
«معركة الربيع» هي بنظر أوساط مراقبة المعركة الحاسمة التي تستعد لها التنظيمات الإرهابية المنتشرة على طول حدود لبنان الشرقية، والتي أيضاً يستعد لها من الجهة المقابلة الجيش السوري وحزب الله الذي يدعو الى اتخاذ قرارات حاسمة عندما يذوب الثلج لخوض المعركة ضد المجموعات المسلحة بالتعاون مع الجيش السوري، ويطلب من اللبنانيين الذين يدينون تدخله في سوريا أن يشاركوه التدخل، لكن هذا الأمر يواجه اعتراضات من فريق آخر 14 آذار وخصوصاً المستقبل الذي يرى أن اعتبار مواجهة المسلحين في الجرود في الربيع استخفافاً يعني أن حزب الله يريد إدخال الجيش في معركة قد تمتد الى الأراضي السورية، وهذا أمر تقرره الحكومة التي تأمر الجيش في وقت لا تفاهم على مقاربته لهذه المواجهة. وهذا يعني أننا مقبلون على خلاف كبير في شأن هذه المعركة إذا  كان الحزب ينوي جر القوى العسكرية إليها. أما خوض الجيش معارك مع المسلحين على الأرض اللبنانية، فهو لا يحتاج الى قرار حكومي لأنه متخذ بما يلزم في هذا الصدد.
ويرى دبلوماسي غربي في هذا السياق أن دعوة نصرالله الى اشتراك الدولة اللبنانية في معركة ضد المسلحين في الجرود الحدودية تدل على أن الربيع الآتي سيكون ساخناً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق