دوليات

مسلمو بريطانيا «ضد الانتقام» من تصوير النبي محمد

35% يشعرون بأن معظم الشعب البريطاني لا يثق بالمسلمين، و20 في المئة اعتبروا إن المجتمع الغربي الليبرالي لا يمكن أن يتوافق أبداً مع الإسلام

يعارض غالبية المسلمين البريطانيين اللجوء للعنف ضد الأشخاص الذين ينشرون رسوما تصوّر النبي محمد، بحسب استطلاع رأي اجرته شبكة «بي بي سي».

ويشير الاستطلاع أيضاً إلى أن معظم البريطانيين المسلمين ليس لديهم أي تعاطف مع أولئك الذين يريدون القتال ضد المصالح الغربية.
لكن 27 في المئة من الـ 1000 شخص الذين شملهم الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «كومريس» لاستطلاعات الرأي، أبدوا بعض التعاطف مع الدوافع وراء هجمات باريس.
وقال نحو 80 في المئة إنهم رأوا أن الرسوم التي نشرت عن النبي محمد كانت مسيئة للغاية.
وعندما طُرح سؤال عما إذا كانت أعمال العنف ضد الذين نشروا رسوماً عن النبي محمد «لا يمكن تبريرها أبداً»، اتفق 68 في المئة على أن مثل هذا العنف غير مبرر على الإطلاق.
لكن 24 في المئة لم يتفقوا مع ذلك، في حين قال الباقون «لا نعرف» أو رفضوا الإجابة.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجرى خلال الفترة بين 26 كانون الثاني (يناير) و20 شباط ( فبراير)، أن 32 في المئة من المسلمين البريطانيين لم يفاجأوا بالهجمات التي شنت في كانون الثاني (يناير) على مجلة «شارلي إبدو» الساخرة التي نشرت رسوم النبي محمد، ومتجر يهودي في العاصمة الفرنسية باريس.
ويشير الاستطلاع أيضاً إلى أن ما يقرب من نصف المسلمين البريطانيين يعتقدون أن هناك تمييزاً ضدهم على أساس الدين وأن بريطانيا أصبحت أقل تسامحاً، في حين تشعر النسبة عينها أن التحيز ضد الإسلام يجعل من الصعب على المسلمين العيش في المملكة المتحدة.
وقال نحو 35 في المئة إنهم يشعرون بأن معظم الشعب البريطاني لا يثق في المسلمين، في حين قال 20 في المئة إن المجتمع الغربي الليبرالي لا يمكن أن يتوافق أبداً مع الإسلام.
وقال 95 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يشعرون بالولاء لبريطانيا، في حين يعتقد 93 في المئة من
المسلمين في بريطانيا إنه يتعين عليهم دائماً الالتزام بالقوانين البريطانية.
وقال نحو 20 في المئة من النساء المسلمات اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن يشعرن بعدم الأمان في بريطانيا، مقابل 10 في المئة من الرجال.

وقف الاستعداء
وقالت سامايا أصلال، طالبة في كلية برادفورد،  لبي بي سي إن السياسيين ووسائل الإعلام يظهرون المسلمين دائماً بصورة غير إنسانية، وهو ما يعرضهم لجميع أشكال الهجوم.
وأضافت: «الأمر متروك لباقي المجتمع البريطاني لكي يتوقف عن النظر إلينا على أننا نشكل تهديداً، وأن يتقبلونا».
وأردفت: «سؤالنا دائماً عن كيفية شعورنا كبريطانيين يعد شيئاً سخيفاً مثل أن تسألنا «ما هو شعورك وقد أصبح شعرك أحمر اللون اليوم؟».
وأضافت: «طرح مثل هذه الأسئلة في الوقت الذي يتم تنفيرنا من المجتمع والتجسس علينا يجعلنا نشعر بأننا غير متوافقين مع المجتمع».
لكن محمد الهكرون، طالب آخر، قال إن الاندماج في المجتمع هو مسؤولية المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
وأضاف: «لا يوجد قانون إسلامي أو شريعة إسلامية تمنع هذا الاندماج. ويجب معاملة الجميع على قدم المساواة: المسلم، والأبيض، والأسود، والآسيوي، كما قال الرسول نفسه».
وقال مزمل آفق، الذي يدرس في كلية برادفورد أيضاً، إنه يشعر بالغضب والإحباط، ولذا فهو يتفهم السبب في أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص يدعمون هجمات باريس.
وأضاف: «لكن هذا لا يمت للإسلام بصلة، فالإسلام دين السلام والمحبة والوئام».
وقالت البارونة وارسي، الوزيرة المفوضة سابقاً في وزارة الخارجية، إن الاستطلاع يسلط الضوء على وجهة نظرها المتمثلة في أن السياسة التي تتبناها الحكومة لمواجهة الإرهاب لا تستند على أدلة كافية.
وقالت لبي بي سي: «ما هو الدليل الذي يظهر لنا كيفية تحول الناس إلى متطرفين؟ وما هو الدليل الذي يبين لنا الطريق للوصول لشخص أصبح إرهابياً؟ ليس لدينا هذا في حقيقة الأمر».
وأضافت: «ليس لدينا بيانات قاطعة نعمل على أساسها، وهذا هو السبب في أنني أعتقد أن هناك أخطاء كثيرة في سياستنا».
وكان الهجوم على مجلة «شارلي إبدو» في السابع من  كانون الثاني (يناير) قد أدى الى مقتل اثني عشر شخصاً.
وفي اليوم التالي، قتلت شرطية على يد أميدي كوليبالي، الذي هاجم متجراً يهودياً وقتل أربعة أشخاص.
ونجحت الشرطة في قتل كوليبالي والمسلحين اللذين هاجما «شارلي إبدو»، وهما الأخوان شريف وسعيد كواشي.

أسئلة مختارة من استطلاع الرأي
– إذا كان شخص أعرفه من الجالية الإسلامية يخطط للقيام بأعمال العنف، هل أبلغ الشرطة؟ – 94 في المئة أجابوا بنعم.
– هل تعرف مسلمين يتعاطفون بقوة مع أشخاص يقاتلون إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة؟ – 8 في المئة أجابوا بنعم.
– هل ترى أن رجال الدين المسلمين الذين يرون أن العنف ضد الغرب يمكن تبريره هم بعيدين كل البعد عن الرأي السائد؟ – 49 في المئة أجابوا بنعم.
– هل ترغب في ان يلتحق أولادك بمدرسة في دولة إسلامية إذا كان أمامك هذا الخيار؟ – 13 في المئة أجابوا بنعم.
– أفضل الاختلاط بالمسلمين على غير المسلمين؟ – 13 في المئة أجابوا بنعم.
– إذا استطعت مغادرة بريطانيا والذهاب للعيش في بلد آخر، هل تقوم بذلك؟ 14 في المئة أجابوا بنعم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق