حوار

فؤاد مخزومي: علينا ان نتحاور لنتجنب تقسيم بلدنا

«القومية العربية اخافت دائماً المجموعة الدولية التي تلقي بثقلها لتقسيم كل الدول العربية ونحن نلعب لعبتها. ونساعد بقوة على تفكيك بلداننا. واول سؤال يجب ان نطرحه: نحن كلبنانيين هل نرغب في ان نعيش معاً؟» هذا ما ورد في حوار «الاسبوع العربي» الالكتروني مع رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي.

بصفتك رئيس حزب الحوار الذي ينادي بالحوار بين مختلف الاطراف اللبنانية ما هو رأيك بالاتصالات المباشرة بين تيار المستقبل وحزب الله من جهة، وبين عون وجعجع من جهة ثانية؟
في العام 2004 اسست حزب الحوار لأنني اعتبر ان الحوار هو الحل الوحيد في بلد كلبنان مؤلف من موزاييك طوائف تعتبر كل واحدة منها كأقلية حيث تتباعد الآراء. الاتفاق هو في النهاية سيد اللعبة وقدرنا ان نعيش معاً، دون ان تعلو اي طائفة على بقية الطوائف. يضم حزبنا حالياً اكثر من 70 الف عنصر، وهذا يدل على ان المواطنين مقتنعون بضرورة قيام حوار حقيقي لتقريب وجهات النظر. اتفاق الطائف اقر في زمن الوصاية السورية. وهو يضم ثغرات تسمح للوصي – سورياً كان او غيره – بأن يفسره على ذوقه. بعد السابع من ايار (مايو) وهو التاريخ الذي ادار فيه حزب الله سلاحه نحو الداخل، وقع اتفاق الدوحة الذي كرس صيغة دستورية جديدة، واعطى الطائفة الشيعية المزيد من السلطات. وللخروج من هذه الحلقة المفرغة للعبة السياسية – الطائفية، يجب اعطاء الاولوية للبند الاجتماعي – الاقتصادي وهذا يساعد على بناء سلطة على قواعد حقيقية تشمل كل المواطنين وليس على قواعد طائفية. قدم المسؤولون تنازلات وقفزوا فوق ثوابت الطائف. وقبل سياسيو 14 اذار بهذا الوضع بهدف البقاء في السلطة وحصل فريق 8 اذار على السلطة الساعين اليها. وهكذا تقاسم 14 و8 اذار الادوار. وحالياً فان الحوار بين مختلف الشرائح له هدف واحد: اكمال تقاسم السلطة. نحن نشجع هذا الانفتاح بين مختلف الاطراف حتى وان كنا نشك بالنوايا. انا اعتبر ان التغيير لا يمكن ان يأتي الا من الشباب. ولذلك نحن  نعتمد بصورة رئيسية على الجيل الجديد الذي سيعمل على تغيير الامور ابتداء من الاعلان عن فصل الدين عن الدولة.
اربع سنوات على بدء النزاع في سوريا وبشار الاسد لا يزال في السلطة واولوية المجتمع الدولي لم تعد النظام السوري بل المتطرفون السنة المتمثلون بداعش وجبهة النصرة. ما هي الانعكاسات على الساحة اللبنانية؟
القومية العربية تخيف المجموعة الدولية التي تلقي بثقلها لتفتيت وتقسيم الدول العربية ونحن نلعب لعبتها. وقد ساهمنا بقوة بهذا التقسيم لدولنا. ان اول سؤال يجب ان نطرحه: نحن كلبنانيين هل نرغب في ان نعيش معاً؟ اذا كان الجواب ايجابياً فانه من الضروري ايجاد محفز يضع لبنان بمنأى عن كل الاخطار. علينا ان نضع قانوناً جديداً للانتخابات يقوم على النسبية ويؤمن تمثيلاً حقيقياً ومتوازناً، وانشاء لوبي للجيل الجديد يساعد على انخراط الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية – الاقتصادية في البلاد. يجب ان نتضامن في مواجهة التطرف اياً تكن طبيعته واصله.
انت قريب من العائلة المالكة السعودية. هل يتبع الملك الجديد السياسة ذاتها تجاه لبنان، خصوصاً وان المملكة تمر في مرحلة صعبة من جراء تصاعد المتطرفين وانخفاض اسعار البترول؟
العربية السعودية هي نفسها ساهمت في خفض اسعار البترول وتملك احتياطياً هائلاً يسمح لها بالاستمرار مهما طالت المدة. السعودية دولة كبيرة بتأثيرها وبدورها الرئيسي في اللعبة الدولية. مسؤولو هذه الدولة مدركون للخطر الذي يمثله التطرف ويعرفون تماماً ان احداً لا يستطيع ان يجاهد ضد هذه الدولة. انا اذاً متفائل لجهة الدور المهم والواضح الذي تقوده سياستهم على الصعيد الاقليمي والدولي خصوصاً ان تفاهماً بين الولايات المتحدة وايران يرتسم في الافق ويمكن ان يبصر النور بين لحظة واخرى حول الملف النووي. وسط هذا الواقع واللعبة الدولية هل نستطيع ان نحمي لبنان ونجدد رسالته؟

دانيال جرجس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق