سياسة لبنانيةلبنانيات

المندوبة الاميركية تطالب فرنسا بتحديد مهلة زمنية لمبادرتها واللجنة تميل الى تكليف قطر بالوساطة

ميقاتي يطالب غوتيريش بدعم لبنان ومساعدته على انهاء ازمة النزوح السوري

التباينات بين اعضاء اللجنة الخماسية حول لبنان والتي انعقدت امس في مقر البعثة الفرنسية في الامم المتحدة، حالت دون صدور بيان ختامي حتى الساعة، مما اكد الخلافات القائمة وخصوصاً بين مندوبة الولايات المتحدة والمندوبة الفرنسية. وكما كان متوقعاً انعقدت اللجنة ولكن ليس على مستوى وزراء الخارجية، بل على مستوى موظفين كبار. مثلت الولايات المتحدة نائبة وزير الخارجية بربارا ليف، ومثلت فرنسا مديرة الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية، ومثل المملكة العربية السعودية ومصر سفيراهما في واشنطن. وحدها قطر مثلها وزير الشؤون الخارجية محمد الخليفي وهو المكلف بالملف اللبناني.
الاجتماع كان سريعاً ولم يستغرق اكثر من نصف ساعة، اطلع خلالها المجتمعون على نتائج زيارة الموفد الفرنسي لودريان الى لبنان. وكان اعتراض على الطريقة التي يتبعها. وكانت المندوبة الاميركية الاكثر تشدداً فطلبت من فرنسا تحديد مهلة زمنية لمبادرتها وانهاء الشغور الرئاسي في لبنان ومعاقبة المعطلين. ولم يكن الموقف السعودي بعيداً. فالمملكة تطالب بالاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى اساس النتيجة تقرر دعم لبنان من عدمه. وكانت الولايات المتحدة تميل الى اصدار بيان شديد اللهجة، الا ان الاعضاء الاخرين ارتأوا ان البيان الذي صدر بعد اجتماع الدوحة كاف. وتدخل المندوب القطري محاولاً التوسط وتقريب وجهات النظر بين المندوبتين الاميركية والفرنسية اللتين دار الخلاف بينهما حول الاسلوب الذي يتبعه لودريان. وطالبت بربارا ليف بحوار لبناني – لبناني يتم من خلاله انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن ليس الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري بل حوار جدي يوصل الى نتيجة. ومن اهم ما تسرب من هذا الاجتماع ان اعضاء اللجنة امتنعوا عن التصريحات، وحاولوا التكتم الشديد لكي لا تظهر الخلافات الى العلن. ولكن ما بدا واضحاً ان النية كانت متجهة الى تكليف قطر، وهي التي تبدي اهتماماً كبيراً بالازمة الرئاسية، بان تقوم بدور الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الفئات اللبنانية، والتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. ولا تزال المساعي القطرية ناشطة ليصدر عن اللجنة ما يوحي بان الاتفاق يخيم حول المحادثات.
والاهتمام القطري بلبنان عكسته كلمة امير قطر امام الجمعية العامة للامم المتحدة، الذي طالب بمساعدة لبنان لان الوضع خطير فيه. في هذا الوقت كان السفير القطري في بيروت يزور قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، ويؤكد دعم الدوحة للبنان وللجيش اللبناني. وعلى هذا الاساس يزور بيروت في الخامس من تشرين الاول المقبل، وزير الشؤون الخارجية القطري محمد الخليفي، بعدما يكون قد تزود بمواقف الاعضاء الباقين في اللجنة وتوجيهاتهم وسيحاول التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. فهل تكون المبادرة القطرية اجدى من مهمة لودريان التي فشلت حتى الساعة.
في هذا الوقت واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يترأس الوفد اللبناني الى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لقاءاته وسيلقي كلمته اليوم مطالباً بدعم لبنان لحل الازمات التي تعصف به، وخصوصاً ازمة النزوح السوري التي باتت اكبر من ان يستطيع تحملها. وكان ميقاتي قد التقى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي شدد على التزام الامم المتحدة المستمر بدعم الشعب اللبناني، واعرب عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة اللاجىين، مؤكداً الاستمرار ببذل الجهود لايجاد حلول لعودة آمنة وكريمة للنازحين. الا ان غوتيريش تجاهل ان هذا السخاء الذي تحدث عنه، هو على حساب اللبنانيين والذين يرفضون وبقوة استمرار هذه الاعداد الهائلة التي تتدفق عبر المعابر غير الشرعية وتتسلل الى القرى والبلدات في مختلف الاراضي اللبنانية. وناقش غوتيريش مع ميقاتي اهمية قراري مجلس الامن رقم 1559 و1701 ومساهمة اليونيفيل في الحفاظ على الاستقرار.
بدوره شكر ميقاتي الامم المتحدة وامينها العام غوتيريش على موقفه من التمديد لليونيفيل، وجدد التزام لبنان بالقرارات الدولية. ودعا الامم المتحدة الى دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية. واعرب عن قلق لبنان من ارتفاع اعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمل المزيد خصوصاً في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق