أبرز الأخباردوليات

مصرع جنرال حرس ثوري في العراق: مناورات ايرانية تتطور الى «مناوشات» مع الجيش الاميركي في الخليج

يوماً بعد يوم تؤكد المعطيات التدخل الايراني المباشر في المواجهات الدائرة على الارض العراقية، تماماً كما هو الحال في سوريا. فبعد ايام من مصرع جنود ايرانيين في سوريا، كشفت التقارير عن مشاركة مباشرة لقوات الحرس الجمهوري الايراني في مجريات الاحداث في العراق.

في الوقت نفسه، واصلت ايران اطلاق نسخ مطورة من الصواريخ والاسلحة، ونفذت مناورات جمعت بين البعدين الاحتفالي والعملياتي لتدشين تلك الاسلحة. غير ان الجديد في هذا الملف، هو تطور تلك المناورات الى مشروع «مناوشات» مع الجيش الاميركي في مياه الخليج ومواقع مائية اخرى. حيث انفردت ايران بالاعلان عن تحرشات كادت ان تتطور الى مواجهات مع الجيش الاميركي في المنطقة، بينما لاذ الفريق الاخر بالصمت.
ميدانياً، نفذت القوات المسلحة الايرانية – الخميس والجمعة – مناورات عسكرية كبيرة في جنوب شرق البلاد وبحر عمان ومضيق هرمز حتى خليج عدن.
وتستمر هذه المناورات والتدريبات ستة ايام يجري خلالها اختبار انواع من الصواريخ والطائرات من دون طيار. وقال مسؤولون عسكريون ان 13 الف جندي سيشاركون في هذه المناورات التي تمتد على منطقة مساحتها 2،2 مليون كلم مربع وفقاً لوكالة الانباء الايرانية الرسمية. وهي المرة الاولى التي تنظم فيها ايران مناورات بحرية على هذه المسافة البعيدة من سواحلها.

امرة خامنئي
وستكون محافظتا سيستان بلوشستان وهرمزغان (جنوب شرق) جزءاً من هذه المناورات التي تشارك فيها قوات جوية وبحرية وبرية وايضاً وحدات الحرس الثوري. وسيكلف الحرس الثوري الموضوع تحت الامرة المباشرة للمرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي مراقبة مضيق هرمز الذي يمر عبره القسم الاكبر من النفط من الشرق الاوسط. واكد الجنرال عبد الرحيم موسوي الذي يشرف على المناورات للتلفزيون الايراني ان من بين اهداف هذه المناورات، زيادة القدرات الدفاعية للبلاد، ونقل الخبرة الى العسكريين الشباب. مضيفاً ان قوات البحرية وسلاح الجو اساس هذه المناورات بدعم من سلاح البر وقاعدة دفاع الحرس الثوري، المسماه «خاتم الانبياء».
في الاثناء، قالت إيران من جانب واحد إن بحريتها أجبرت فرقاطة وحوامات أميركية على مغادرة منطقة اجراء المناورات، بعد تحذيرها من قبل طائرة استطلاع. الا ان الجانب الاميركي لم يصدر أي بيان او تعليق يؤكد او ينفي تلك المعلومة.
وبحسب بيان عسكري إيراني، تم اطلاق هذا التحذير من قبل البحرية الايرانية بعد دخول تلك القطاعات الاميركية إلى منطقة اجراء المناورات، وضمن مدى الصواريخ المشاركة. وبحسب المصدر غادرت القطعات الاميركية المكان فور تلقيها للتحذيرات.

تدمير اهداف متحركة
وكان قائد البحرية الايرانية الادميرال، حبيب الله سياري، أشار في وقت سابق إلى ابلاغ القوى الاجنبية في المياه التي تتم فيها المناورات بضرورة مغادرتها بسبب اطلاق صواريخ وطوربيدات في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الاجراءات تتم وفقاً للقوانين والاعراف الدولية محملاً المسؤولية عن أية أضرار وتداعيات ناجمة عن عدم المغادرة للقوى الاجنبية.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإنه في اليوم الرابع للمناورات التي اطلق عليها اسم «محمد رسول الله»، قامت طائرتان مقاتلتان من طراز «اف 4» تابعتان للقوة الجوية الايرانية بتدمير اهداف بحرية متحركة بصواريخ «مافريك» (AGM-65) مطورة من قبل خبراء ايرانيين. وانه تم تطوير هذه الصواريخ من ناحية المدى والدقة، وهي تتابع الاهداف تلفزيونيًا ومن ثم تصيبها.
وقال تقرير لوكالة فارس إن الصاروخ «مافريك» (AGM-65) وهو صاروخ «جو – سطح» تم تصميمه للاستخدام في الظروف الجوية السيئة، وهو مؤثر في ضرب الاهداف البعيدة والكبيرة نسبياً، ولهذا الصاروخ ناظور يمكّن المستخدم من توجيهه تلفزيونيًا لاصابة الهدف.
من جهة ثانية، قالت التقارير إن القوة البحرية الايرانية قامت وللمرة الاولى، بتدشين منظومة كاسحة ألغام جديدة في المناورات. ونفذت عمليات زرع «الغام دفاعية» في بحر عمان ومنطقة المناورات من قبل السفن الحربية والزوارق السريعة والغواصات الثقيلة من فئة «طارق» وسفن ايرانية الصنع ومطورة.
وأضافت التقارير الإيرانية انه بالمقابل واثر زرع الألغام من قبل القوى المعادية المفترضة لضرب خطوط المواصلات وطرق عبور السفن، قامت القوة البحرية بكسح الألغام بواسطة كاسحات ألغام تسحبها مروحيات «آر اج» لفتح خطوط المواصلات وتوفير الامن للسفن التجارية وحاملات النفط.

طائرة انتحارية
من جهة ثانية، وفي اليوم الثاني من ايام المناورات، قال قائد القوات البرية الإيرانية أحمد رضا بوردستان إن بلاده جربت لأول مرة «طائرة انتحارية» من دون طيار تهاجم هدفها وتنفجر فيه.
وأضاف بوردستان لوكالة إيرنا الإخبارية الإيرانية أن الطائرة التي أطلق عليها اسم «رعد» يبلغ مداها 250 كلم، وتستطيع التعامل مع أهداف برية وجوية، واصفاً الطائرة بالقنبلة المتحركة، وأضاف أنها قادرة على مهاجمة أي هدف مشبوه في حال مشاهدتها له.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن بوردستان أنه لأول مرة تستخدم طائرات من دون طيار في المناورات العسكرية الإيرانية، مشيراً إلى أنه تمت زيادة مدى هذه الطائرات وتطوير قدراتها العملياتية، كما أنها تنقل حملاً أكبر مقارنة بالسابق، وركبت عليها أيضاً كاميرات بجودة أفضل.
وفي سياق متصل، أوردت الوكالة أن اليوم الأول للمناورات شهد إطلاق طائرة شاهين، والتي توصف بانها أكبر طائرة من دون طيار تابعة للقوات البرية، ويبلغ وزنها 230 كلغ، وتعتبر نموذجاً مطوراً من الجيل الرابع لطائرة مهاجر. وبمقدور طائرة شاهين تنفيذ مهام على بعد 150 كلم والعودة إلى قاعدتها، وتتمثل مهمتها في الاستطلاع وجمع المعلومات. وفي سياق آخر، قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن قناصاً قتل قائداً بالحرس الثوري الإيراني كان يدرب القوات العراقية وميليشيات شيعية تقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة سامراء العراقية.
ونقلت وسائل الإعلام عن بيان للحرس الثوري ان البريغادير جنرال حامد تقوي وهو من قدامى المحاربين في الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988) قتل برصاص قناصة كانوا يختبئون خلف محول كهرباء في سامراء الواقعة بشمال بغداد والتي تضم مراقد مقدسة لدى الشيعة.
واضافت ان عدداً من الأشخاص أصيبوا عندما أطلق القناصة وابلاً من الرصاص. بينما اعلن الموقع الرسمي لوزارة الدفاع عن مقتل «تقوي» عندما أتم واجبه كمستشار عسكري في الحرب ضد إرهابيي داعش.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق