أبرز الأخبارسياسة عربية

اليمن: لجان رقابية تؤسس للدولة الانقلابية: الحوثيون يدمرون ارحب وحكومة بحاح تفشل بالحصول على الثقة

في كل تطور تشهده الساحة اليمنية، ثمة عمق جديد للازمة باطارها العام يتم اكتشافه. وفي صباح كل يوم، ثمة تطورات تكشف عن عناصر جديدة من الازمة المتفاقمة، والتي بدا واضحاً انها تأخذ بالبلاد في اتجاه الهاوية، وتؤسس بخطوة جديدة لعملية التقسيم.

من جديد، شهدت الساحة اليمنية كماً من التطورات التي تصب في ذلك الاتجاه. فاضافة الى الاجتياح الحوثي للمناطق اليمنية، وتدفق السلاح من مصادر ايرانية الى الحوثيين عبر موانىء عدة ابرزها ميناء الحديدة، والوصول الى مرحلة من فرض الامر الواقع على جميع القوى اليمنية بحكم التنسيق المكشوف بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وزعيم الحوثيين، ثمة اعمال اكثر بشاعة تم الكشف عنها مؤخراً.
من حيث المبدأ، ينقل مقربون عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح القول بانه مصر على «الانتقام» من الاطياف السياسية والقبلية كافة التي عملت على ابعاده عن المشهد السياسي. والتي دبرت له محاولة اغتيال اثرت في نفسيته بشكل واضح، باكثر مما ادت الى احداث تشوهات في جسده. وانه لتنفيذ هذا القرار تحالف مع الحوثيين، والذين هم بمثابة خصومه التاريخيين الذين ادار معهم حرباً طاحنة كانت محصورة في منطقة صعدة.
ميدانياً، شهدت البلاد خلال الاسبوع الفائت تطورات عديدة، كان من ابرزها فشل الحكومة الجديدة التي تشكلت على اساس من التوافق الحزبي، والتي حظيت بمباركة الحوثيين، في الحصول على ثقة البرلمان. باعتبار ان ذلك الاستحقاق شرط رئيسي لتمكينها من ممارسة نشاطاتها.

لا ثقة
فقد فشلت حكومة خالد بحاح في الحصول على الثقة في البرلمان بعد رفض نواب حزب المؤتمر الشعبي العام التصويت احتجاجاً على اغلاق مقر الحزب في عدن، كبرى مدن الجنوب.
ويشكل الحزب الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح غالبية في البرلمان، كما يشارك في الحكومة من خلال مقربين منه.
وعقدت جلسة التصويت على الثقة في البرلمان للحكومة التي تشكلت بموجب اتفاق سياسي بين مختلف الاحزاب في اعقاب سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية، الا ان نواب المؤتمر الشعبي العام انسحبوا ولم يتم التصويت.
وخرج وزراء الحكومة غاضبين من قاعة البرلمان في حين لم يحضر رئيس الوزراء نفسه الجلسة، وسط معلومات تشير الى انه كان قد ابلغ برفض حزب المؤتمر الشعبي التصويت بشكل مسبق.
وقال رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني للصحافيين ان اقدام اجهزة الامن على اغلاق مقر الحزب في عدن قد لا يخدم الحكومة ويشبه عملية اغلاق قناة اليمن اليوم قبل اشهر عدة. ويشير بذلك الى اغلاق القناة التابعة لصالح في اطار صراع بين الرئيس السابق والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وهو ايضاً من قياديي حزب المؤتمر. وبالتزامن مع ذلك، دخل الى مدينة تعز، كبرى المدن في جنوب غرب اليمن، مئات المسلحين الحوثيين وادوا شعائرهم الخاصة في احد مساجد المدينة السنية، وذلك بشكل غير مسبوق.

دخول تعز
ودخل المسلحون الشيعة الى المدينة بحجة تشييع جثمان احد الضباط القريبين منهم.
وهو اول دخول مسلح للحوثيين الى تعز التي اكدت قياداتها المحلية رفض دخول المسلحين اليها.
من ناحية ثانية قال مساعد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن الحوثيين الشيعة يخططون لاطاحة الحكومة وذلك بعدما اتهمت الجماعة الرئيس بالتغاضي عن الفساد ومطالبتها بمراقبة الإنفاق الحكومي.
وقال عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين في خطاب ألقاه على مجموعة من الزعماء القبليين في معقله ومنهم زعماء قبائل خولان التي ايدته منذ البداية، في صعدة بشمال اليمن مساء الاثنين إن هادي كان يتصدر قوى الفساد في البلاد.
وقال، ان الرئيس عبد ربه منصور هادي وخلال الثورة الشعبية والتصعيد الشعبي كان يتصدر قوى الفساد في الإساءة إلى الشعب اليمني مشيراً إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت تقودها جماعته قبل سيطرتها على العاصمة.
ورداً على هذه الاتهامات قال مسؤول كبير في مكتب الرئيس إن الخطاب يظهر أن الحوثيين يخططون لإسقاط الحكومة واستكمال السيطرة على الدولة.
وأضاف المسؤول مشترطاً عدم نشر اسمه ان الخطاب كان خالياً حتى من لغة التخاطب السياسي مع رئيس الدولة وبالتالي نتوقع أن يكون لدى الجماعة مخطط آخر شبيه بمخطط إسقاط صنعاء.

لجان متابعة
وقال الحوثي إنه تم تشكيل لجان لمتابعة عمل الوزارات بعد سقوط صنعاء وإنها كشفت محاولات بعض المسؤولين تقاسم مليارات الريالات الفائضة بميزانيات بعض الوزارات خلال عملية الجرد السنوي التي تجري هذه الأيام. ولم يذكر أسماء هؤلاء المسؤولين.
كما طالب أيضاً بضرورة أن تخضع ميزانية 2015 لمراجعة دقيقة وذلك حتى لا تكون أيضاً دعماً إضافياً وهائلاً للفاسدين والعابثين.
ودعا لأن تسلم الحكومة الأجهزة الرقابية لـ «الثوار ليراقبوا ويتابعوا ويتأكدوا حتى لا تضيع أموال هذا الشعب».
ومن المقرر أن تضع حكومة هادي ميزانية العام المقبل لكن يحاول الحوثيون بسط نفوذهم عبر اللجان التي شكلوها.
ويقول الحوثيون الذين تعرف جماعتهم باسم «أنصار الله» إن سيطرتهم على صنعاء كانت بهدف استئصال جذور الفساد وتحقيق العدالة في السياسة العامة.
في الاثناء، يواصل تحالف التمرد الحوثي وعلي عبدالله صالح، تدمير المنازل والمؤسسات الدينية في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء لليوم الثاني على التوالي، وسط تجاهل وصمت من وزارة الدفاع والرئاسة اليمنية.
وقالت شخصيات قبلية، أن الحوثيين فجروا دار تحفيظ القرآن الكريم في بلدتي الدرب وبيت مران، وأربعة منازل أحدها خاص بالشيخ عبد المجيد الزنداني، وآخر للبرلماني الشيخ منصور الحنق، كما نفذوا حملة مداهمات لعدد من المنازل بحثاً عن الرجلين.
وأفادت المصادر، أن الحوثيين اختطفوا مجموعة من أبناء المنطقة ونقلوهم إلى معتقلات سرية في محافظة عمران 70 كم شمال صنعاء، فيما تتم تصفية من يقاومهم دفاعا عن نفسه. وكشفت عن أعمال تصفية جسدية يرتكبها متمردو الحوثي في حق شباب وناشطين مناوئين لهم.
إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية، أن وزير الدفاع محمود الصبيحي طلب طرد مسلحي الحوثي المتواجدين في وزارة الدفاع على خلفية منعهم لرئيس هيئة الأركان الجديد اللواء حسين خيران من مزاولة عمله بزعم أنه يدين بالولاء للواء علي محسن الأحمر.
وقالت المصادر: إن الحوثيين أبلغوا الرئاسة ووزارة الدفاع أنه لا يمكن تعيين أي شخصية لا تدين بالولاء لزعيمهم عبدالملك الحوثي.

الحراك الحوثي
من جهة أخرى، فرض الحراك الجنوبي المسلح التابع للرئيس الأسبق علي سالم البيض والمدعوم من إيران، ويضم عدداً من الخارجين عن القانون، عصياناً مدنياً بالقوة تحت تهديد السلاح في عدد من المحافظات الجنوبية (لحج وحضرموت) بعد فشله في تنفيذها بالطرق السلمية.
وأفاد سكان محليون وتجار في تلك المدن، أن الحراك الجنوبي المسلح عمد إلى قطع الشوارع وإحراق إطارات السيارات وإجبار ملاك المحلات والتجار على إغلاق متاجرهم تحت تهديد السلاح وإحراق أي محل يمتنع عن اغلاق أبوابه.
في السياق عينه، قتل 25 شخصاً على الأقل بينهم 15 طفلاً، في هجوم بسيارة مفخخة على موقع للحوثيين في وسط اليمن، وفق ما علم من مصادر أمنية وصحية.
وقتل الأطفال حين أصاب الانفجار الذي استهدف منزل عبدالله ادريس القيادي الحوثي في رداع في محافظة البيضاء، حافلة مدرسية كانت تقل الاطفال، بينما اتهم مصدر أمني القاعدة بتنفيذ الاعتداء.
وقالت مصادر محلية وطبية إن 25 شخصاً على الأقل توفوا حينما انفجرت سيارتان ملغومتان في مدينة رداع في محافظة البيضاء بوسط اليمن.
وأضافت المصادر أن السيارة الملغومة الأولى انفجرت بالقرب من نقطة تفتيش يديرها أفراد من جماعة الحوثي الشيعية أثناء مرور حافلة مدرسية. وهو ما أدى إلى مقتل 15 تلميذاً. ووقع الانفجار الثاني بالقرب من منزل مسؤول في المنطقة ترددت شائعات أنه يؤيد الحوثيين مما أدى إلى مقتل عشرة.

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق