رئيسيسياسة عربية

«دول الجوار» تتفق على منع تدفق السلاح الى ليبيا: استنفار تونسي على الحدود، ومواجهات ساخنة في طرابلس

قد لا يكون هناك جديد في الاطار العام للمشهد الليبي. وقد ينحصر الجديد في بعض التفاصيل، ذلك ان الساحة الليبية مشحونة باعمال العنف والمواجهات. ويبدو ان التطور الوحيد في ذلك المشهد الدامي، انطلاق مفاوضات سلام بين بعض اطراف الصراع برعاية سودانية. وتحرك دول الجوار لتسجيل موقف مساند للحوار، ومؤيد لقطع امدادات السلاح العشوائية لاطراف الصراع.

فبينما تواصلت المواجهات في اكثر من مكان على الارض الليبية، بدأت دول الجوار حراكا في اكثر من مسار. حيث عقد وزراء خارجيتها لقاء تم خلاله بحث التطورات من زاوية الرغبة في تفادي تبعات ما يحدث. وانطلقت جولة حوار يرى فيها البعض بشرى سارة عنوانها الوقوف على بداية المسار الصحيح.
فقد أعلن وزراء خارجية دول الجوار الليبي خلال اجتماعهم في العاصمة السودانية الخرطوم، دعمهم الكامل وتأييدهم للجولة الثانية من الحوار الوطني الليبي المقرر عقدها بمدينة غدامس الليبية غدا (التاسع من كانون الأول – ديسمبر) الحالي. كما اعلنوا تخليهم عن التوسط بين الفرقاء الليبيين، في أعقاب إعلان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ومجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا عن انطلاق مفاوضات «غدامس2» برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

وزراء دول الجوار
وأنهى وزراء خارجية دول: السودان، ومصر، وليبيا، والجزائر، وتونس، وتشاد، ومالي، بالإضافة إلى ليبيا، المكونون لمجموعة دول الجوار الليبي اجتماع المجموعة الذي انعقد في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأعلن وزير الخارجية السوداني رئيس دورة مجموعة دول الجوار الليبي علي كرتي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الليبي محمد الدائري، أن وزراء الخارجية، بحضور مبعوث الجامعة العربية ناصر القدوة، ومبعوث الاتحاد الأفريقي داليتا محمد داليتا، اتفقوا على تأكيد الاعتراف بالبرلمان الليبي المنتخب وبمشروعية الحكومة الليبية، واحترام خيارات الشعب الليبي، وعلى إقرار الحوار بين الفرقاء الليبيين باعتباره الطريق الأمثل.
وأضاف كرتي، أن الوزراء أكدوا عزمهم على منع تدفق السلاح إلى ليبيا، للحيلولة دون حدوث المزيد من التدهور الأمني فيها، والتأكيد أن الحوار المزمع يجب أن يقوم على الخيار السلمي.
ورفض كرتي الإقرار بأن المجموعة كانت تتبنى مبادرة للحوار بين الأطراف الليبية المتقاتلة، وقال إن جهودها كانت تنحصر في دفع الفرقاء باتجاه الحوار، وأعلن أنها تؤيد الحوار في غدامس، وتدعم جهود مجموعة الاتصال الدولية، وأنها لن تشترك فيه باعتباره مخصصاً للأطراف الليبية وحدها، وأن دول المجموعة لن تتدخل أو حتى تلعب دوراً تشاورياً. وقال الوزير السوداني، إن وزراء الخارجية وجهوا في بيانهم الختامي الدعوة للفرقاء الليبيين لإعلاء قيمة الحوار، وأكدوا أن المبادرات جميعها تهدف لجمعهم حول مائدة التفاوض.
وأكد كرتي أن المجموعة قامت باتصالات كثيرة للإقرار بأن الحوار هو الطريق الأمثل لحل المشكلة الليبية، وأن منتدى «غدامس2» أتى تأكيداً للجهود التي قاموا بها.

زيارة ليبيا
وأعلن الوزراء عن نيتهم القيام بزيارة قريبة إلى ليبيا تركوا أمر ترتيبها للجانب الليبي، وكلفوا السودان باعتباره رئيسا للدورة الحالية لدول الجوار بإرسال رسالة نيابة عنهم تؤكد دعمهم لمباحثات «غدامس2»، وأن تظل الآلية مستعدة للانعقاد عند الطوارىء.
من جهته، قال وزير الخارجية الليبي محمد الدائري، إن نظراءه أكدوا دعم المؤسسات الشرعية للدولة ودعم وإعادة تأهيل القوات المسلحة الليبية والشرطة، عن طريق برامج محددة تسهم في استقرار وأمن ليبيا، وأبدى ترحيبه بزيارة الوزراء لليبيا دون أن يقطع بموعد الزيارة.
وقاد السودان مباحثات مع أطراف ليبية وأطراف في الإقليم تضمنت زيارات مكوكية لليبيا قام بها وزير خارجيته، توجت بزيارة رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني للخرطوم، واجتماعه بالرئيس البشير، ما جعل المراقبين يتوقعون إطلاق مبادرة سودانية للتوسط، وكان متوقعاً تقديمها لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، بيد أن إطلاق مسار غدامس من قبل مجلس السلم والأمن والأفريقي ومجموعة الاتصال الدولية الذي بدأ أعمال مؤتمر الخرطوم، قطع الطريق أمام احتمالات طرح المبادرة السودانية باستضافة المفاوضات. وشارك وزير الخارجية الليبي محمد الدائري في الاجتماع قادما من أديس أبابا بعدما وافق على تبني الاتحاد الأفريقي ومجموعة الاتصال الدولية للمبادرة، وقال للصحافيين في الخرطوم، إن رئيس بعثة الأمم المتحدة بليبيا برناردينو ليون دعا لإطلاق المسار التفاوضي الجديد، المعروف بـ «غدامس2» في التاسع من كانون الاول (ديسمبر).

اشتباكات عنيفة
في الاثناء، توقف المتابعون عند الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في مدينة صبراتة بين قوات من «فجر ليبيا» من جهة، وما يعرف بجيش القبائل الموالي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة أخرى. بينما تواصلت المعارك العنيفة بمدينة بنغازي وذلك عشية موعد انعقاد مؤتمر للحوار بين الفرقاء الليبيين برعاية الأمم المتحدة.
وشهدت مدينة صبراته (غرب طرابلس) معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في حين قصفت طائرة حربية تابعة لحفتر مواقع جنوب المدينة دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.
وفي شرقي البلاد قالت مصادر بمجلس شورى ثوار بنغازي أن قوات حفتر قصفت أحياء منطقة الصابري في المدينة، حيث يتحصن مقاتلو مجلس الثوار. وأطلقت قذائف وصواريخ غراد على أحياء في المدينة.
ووسعت طائرات حفتر غاراتها لتستهدف مواقع لقوة «درع ليبيا» في معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، بينما تستهدف مدينة زوارة التي تقع على بعد كيلومترات من المعبر على مدار الأيام الماضية.
وفي غضون ذلك نددت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في بيان بتصاعد أعمال العنف والقصف الجوي الذي بات يستهدف المدنيين في مناطق واسعة ومختلفة من البلاد، محذرة من «التأثير الكارثي» لهذه الهجمات والغارات على المدنيين والممتلكات والبنية التحتية في ليبيا.

استنفار تونسي
وفي سياق مواز، اكد وزير الخارجية التونسي المنجي  الحامدي أن القوات التونسية في حالة استنفار قصوى على الحدود مع ليبيا. واصفاً مستقبل بلاده بانه «رهن المستجدات في ليبيا».
واضاف ان الحكومة التونسية تتابع ما يجري من مستجدات في  ليبيا باهتمام، وانها لا تريد أن تكون طرفاً في الصراعات الداخلية وتساهم  بجهود سياسية ودبلوماسية لمحاولة إنجاح جهود الحوار السياسي بين مختلف الأطراف المتصارعة إيمانا منها بأن السلاح لن يتمكن من معالجة الخلافات مهما صعبت.
وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد حدد الخامس عشر من كانون الاول (ديسمبر) موعداً لطرد الميليشيات المسلحة من بنغازي، وثلاثة اشهر لاستعادة طرابلس منهم.
الى ذلك، حذر رئيس حكومة ليبيا الموازية عمر الحاسي من أن محاولات حكومة منافسة في شرق البلاد لاحكام السيطرة على صناعة النفط من شأنها تصعيد الصراع السياسي وتقسيم الدولة. وقال الحاسي ان الدولة قد تتفكك إذ شكلت الحكومة المعترف بها في الشرق شركة نفط تابعة لها.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق