تحقيق

منظمة العفو «مصدومة» لموقف الدول الغنية من اللاجئين السوريين

و«يونيسيف»: ملايين الاطفال السوريين اللاجئين يأوون للفراش ببطون خاوية

أبدت منظمة العفو الدولية «صدمتها» ازاء عدد اللاجئين السوريين الذين وافقت الدول الغنية على استقبالهم والذي «يرثى له» وتركها الدول المجاورة لسوريا والتي تفتقر للامكانيات تحمل العبء الاكبر لهذه الازمة، فيما لفتت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) الى ان الملايين من أطفال اللاجئين السوريين قد ينامون جوعى اثر تعليق برنامج الغذاء العالمي مساعداته لنحو 1،7 مليون سوري.

دول الخليج وروسيا والصين لم تعرض استضافة لاجئ واحد


ووصفت منظمة العفو الدولية، التي تتخذ من لندن مقراً لها، موقف الدول الثرية بأنه «يبعث على الصدمة».  وقالت في تقرير نشرته قبل ايام من موعد انعقاد مؤتمر للمانحين في جنيف في 9 الجاري ان «حوالي 3،8 مليون لاجىء من سوريا تستضيفهم بشكل اساسي خمس دول هي تركيا ولبنان والاردن والعراق ومصر».
واضافت «فقط 1،7 من هذا العدد الاجمالي تمكن من الحصول على ملجأ في بقية انحاء العالم».
واذ لفتت المنظمة الى انها تعتبر ان المجتمع الدولي «وفر اعداداً يرثى لها من الاماكن لاعادة توطين» للاجئين السوريين، لاحظت المنظمة أن دول الخليج وروسيا والصين لم تعرض استضافة لاجىء واحد، ووصف البيان عدم استضافة دول الخليج لاجئين سوريين بأنه «مخجل».
وباستثناء المانيا فان الاتحاد الاوروبي بأسره لم يؤمن اعادة توطين سوى 0،17% من اللاجئين الموزعين على الدول الخمس المجاورة لسوريا.
وقال شريف السيد علي مدير برنامج اللاجئين والمهاجرين في المنظمة ان «هذا الاختلال في التوازن (…) يصدم فعلاً».
واضاف ان «الغياب التام لعروض اعادة التوطين من جانب دول الخليج معيب فعلاً»، مشيراً الى ان «الروابط اللغوية والدينية يجب ان تضع الخليج في مقدمة الدول التي توفر ملاذاً آمناً» للاجئين السوريين.
واعربت المنظمة عن اسفها لان يكون تحمل الدول المجاورة لسوريا عبء العدد الاكبر من اللاجئين السوريين يضع هذه الدول تحت ضغوط هائلة لا طاقة لها على تحملها.
ودعت المنظمة الى اعادة توطين 5% من اللاجئين السوريين بحلول نهاية 2015 و5% اخرى في العام التالي.
واضافت ان هذا سيتيح استضافة كل اللاجئين الذين صنفتهم الامم المتحدة مؤهلين لاعادة التوطين وعددهم حوالي 380 الفاً وهم بالدرجة الاولى اشخاص يعانون من اوضاع بالغة الهشاشة ولا سيما منهم الاطفال والناجون من التعذيب.
واكد السيد علي ان «الدول لا يمكنها ان تكتفي بدفع اموال نقدية لكي تشعر براحة الضمير وتغسل ايديها من هذه المسألة»، مشدداً على ان «اولئك الذين لديهم الامكانيات الاقتصادية عليهم ان يقوموا بدور اكبر».
وكانت الامم المتحدة طلبت في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) من المجتمع الدولي دعما ماليا ودعت الدول غير المتاخمة لسوريا الى فتح ابوابها اكثر امام اللاجئين، الامر الذي ما زال الاتحاد الاوروبي يمتنع عنه.

يونيسيف: ملايين الاطفال ينامون جوعى

وبدورها، قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان امس الخميس ان الملايين من أطفال اللاجئين السوريين الذين هم في وضع أضعف قد ينامون جوعى اثر تعليق برنامج الغذاء العالمي مساعداته لنحو 1،7 مليون سوري.
واعتبرت يونيسف ان «تعليق المساعدات الغذائية يزيد من المخاطر الصحية ويهدد السلامة خلال شهور الشتاء»، محذرة من ان «الملايين من أطفال اللاجئين السوريين الأكثر هشاشة قد يؤون للفراش ببطون خاوية».
واضافت انها تشارك في النداء «للحصول على دعم طارىء لبرنامج الأغذية العالمي بعد أن أجبر على تعليق مساعدات كان يقدمها لحوالي 1،7 مليون سوري من الفئات الهشة في المنطقة».
واشارت الى ان «هذا التعليق سيسهم في الإحساس المتنامي باليأس، خصوصاً بين الأطفال، والأمهات المرضعات، وذوي الإعاقات والمسنين».
ونقل البيان عن ماريا كالفيس، مديرة «يونيسف» الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قولها ان «أطفال سوريا وأسرهم يدفعون ثمناً باهظاً للصراع القائم. ومع اقتراب فصل الشتاء، سيكون للنقص في تمويل الأغذية أثر مدمر عليهم».
وحضت يونيسف الدول المانحة على «توفير المزيد من الدعم العاجل لتلبية الاحتياجات الماسة لأطفال سوريا وتجنب كارثة محققة».
واطلق برنامج الاغذية العالمي الاربعاء حملة تبرعات على شبكات التواصل الاجتماعي لجمع مبلغ 64 مليون دولار الضروري لاستئناف المساعدة الغذائية باسرع وقت ممكن لـ 1،7 مليون لاجىء سوري.
وكان البرنامج اعلن الاثنين تعليق المساعدات الغذائية التي تتم بواسطة قسائم شراء لمئات الاف اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، بسبب نقص الأموال.
ويحتاج البرنامج الذي يتخذ من روما مقراً له الى 64 مليون دولار (51 مليون يورو) لاستئناف مساعدته لشهر كانون الاول (ديسمبر) الجاري.
وقد لجأ اكثر من 3،2 ملايين سوري الى الدول المجاورة هرباً من الحرب في بلدهم.
ومنذ بداية الازمة السورية في 2011، وفر برنامج الاغذية العالمي مساعدات غذائية لملايين النازحين في سوريا ولنحو 1،7 مليون لاجىء سوري في الدول الحدودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق