أبرز الأخباردوليات

الملف النووي: ازمة الثقة تفشل مفاوضات فيينا، وطلب ايراني بتمديد المهلة سنة كاملة

تباينت الاراء بخصوص مفاوضات الملف النووي الايراني. فبينما اجمع المتابعون على ان المفاوضات لم تحرز اي تقدم يذكر، دار جدل حول ما اذا كان ذلك يعني فشل تلك الجولة، ام انها احرزت تقدماً، دون ان تتوصل الى اتفاق نهائي بعد.

فقد نقلت وكالات الانباء عن مصدر اوروبي ان المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني في فيينا لم تحرز «تقدماً مهماً»، موضحاً ان التوصل الى اتفاق شامل بحلول الاثنين امر «مستحيل عملياً».
واضاف المصدر القريب من الملف انه لم يتم احراز تقدم مهم في هذه المرحلة وان هناك احتمالاً بعدم التوصل الى اتفاق قبل المهلة المحددة لذلك. في حين اعطت القوى الكبرى وايران نفسها مهلة حتى مساء الاثنين للتوصل الى اتفاق تاريخي.
وتابع رافضاً ذكر اسمه «بالنسبة الينا، فمن اجل التوصل الى اتفاق، يجب ان يتحرك الايرانيون بطريقة دائمة». واشار الى ان «الهدف هو التوصل الى اتفاق واضح في هذه المرحلة. لكنه اشار الى ان فكرة الانتهاء من كل شيء بحلول الاثنين مستحيل عملياً». وقال «حتى لو توصلنا الى اتفاق سياسي، فان الملحقات التقنية لن تكون جاهزة. وفي تفكيرنا الان، لن يتم الاتفاق على اي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء وضمنه الملحقات».
واكد ان اتفاقاً سياسياً محتملاً سيحتم بالضرورة ان تليه مفاوضات صعبة ومفصلة.

تمديد المفاوضات
وفي الاثناء، صرح مصدر دبلوماسي إيراني في فيينا أن إيران تفكر في تمديد المفاوضات النووية لستة اشهر او سنة، وفقا لشروط اتفاق جنيف المرحلي المبرم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، في حال عدم التوصل الى اتفاق سياسي بحلول مساء الاثنين.
وقال هذا الدبلوماسي «لا نزال نركز جهودنا على التوصل الى اتفاق سياسي بحلول مساء الاثنين، ما سيسمح بالعمل على التفاصيل والملحقات. لكن اذا لم نتوصل الى ذلك هذا المساء فالحل هو ان نفكر في تمديد اتفاق جنيف المرحلي». واضاف ان «ذلك يمكن ان يكون لمدة ستة اشهر او سنة».
وينص الاتفاق المرحلي الموقع في جنيف في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 على تجميد قسم من انشطة إيران النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية بشكل يوفر اطاراً ملائماً للمفاوضات. ودخل هذا الاتفاق المبرم في البداية لفترة ستة اشهر حيز التطبيق في كانون الثاني (يناير) 2014، ثم مدد لاربعة اشهر في تموز (يوليو) الماضي لاتاحة مزيد من الوقت لإيران والدول الكبرى من اجل التوصل الى اتفاق شامل بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
لكن بعد خمسة ايام من المفاوضات المكثفة في فيينا تتفق إيران ومجموعة خمسة زائد واحد على الاقرار باستمرار وجود «خلافات كبيرة» تجعل امكانية التوصل الى اتفاق شامل في المهل المحددة امراً غير مرجح وحتى اتفاق مبدئي غير مؤكد.
وفي حال الفشل قال المصدر الإيراني «يجب تجنب مناخ مواجهة مع تصعيد من هذا الجانب وذاك».
ويعتقد الايرانيون ان تمديد اتفاق جنيف سيكون الاقل سوءاً من بين الخيارات المنتظرة.
وتشير المعلومات الى ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري بقي في فيينا لمتابعة المحادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، بينما احتشد حوالي مئتي شخص الاحد في طهران للتأكيد مجدداً على حق ايران «المطلق» في امتلاك الطاقة النووية. فيما تبدو المحادثات الجارية بين المفاوضين الايرانيين والقوى العظمى في فيينا في طريق مسدود. وجرت التظاهرات، وهي من التظاهرات النادرة المرخص لها من قبل النظام في الاونة الاخيرة امام مفاعل الابحاث النووية في طهران الموقع المحاط بتدابير امنية مشددة، والذي يحظر دخوله عادة على وسائل الإعلام.

تظاهرات ايرانية
ورفع المتظاهرون، وغالبيتهم من الطلاب، لافتات كتب عليها «الطاقة النووية هي حقنا المطلق».
وتأتي هذه التظاهرة في وقت تقر فيه ايران ومجموعة خمسة زائد واحد باستمرار وجود «خلافات كبيرة» رغم خمسة ايام من المفاوضات المكثفة في فيينا، ما يجعل التوصل الى اتفاق شامل امراً غير محتمل قبل انتهاء المهلة المقررة مساء الاثنين، وحتى التوصل الى اتفاق مبدئي امر غير مؤكد.
من جهة اخرى، قال إريك شولتز المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام المفاوضات الماراثونية «سأكون صادقاً، لا تزال هناك تباينات كبيرة». وهو ما أكدته طهران على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم التي نفت أنباء تناقلتها الصحافة الإيرانية حول تقديم مجموعة 5+1، وهي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا، مقترحات جديدة بشأن البرنامج الإيراني.
وحسب خبر أوردته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، فإن أفخم لفتت إلى استمرار المفاوضات النووية في فيينا، موضحة أن الدول الكبرى لم تقدم أي مقترحات جديدة.
ولم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق حول المسائل الخلافية في المفاوضات، التي جرت بين 14 و16 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، في فيينا في حين استضافت العاصمة العُمانية مسقط مفاوضات في 12 من الشهر الحالي، بعد محادثات ثلاثية استمرت يومين جمعت ظريف وكيري والمستشارة الخاصة للاتحاد الأوروبي في المحادثات مع إيران كاثرين آشتون. ومن أبرز نقاط الخلاف العالقة وتيرة رفع العقوبات من جهة والقدرات الإيرانية على تخصيب اليورانيوم من جهة أخرى.

طوربيد جديد
في سياق آخر، كشفت ايران – السبت – النقاب عن اختبار ناجح لطوربيد جديد واجراء مناورات الولاية 93 بعد شهر.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده قائد القوة البحرية التابعة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية، الادميرال حبيب الله سياري، على اعتاب يوم القوة البحرية الذي يصادف يوم الجمعة المقبل.
وقال الادميرال سياري إن الغواصة «فاتح» والمدمرة «دماوند» جاهزتان لازاحة الستار عنهما، لافتاً إلى إجراء اختبار ناجح لطوربيد جديد.
واشار الادميرال سياري إلى ضم مروحيتين مضادتين للغواصات (اس اتش) ومروحية مضادة للسفن السطحية من نوع 212 ايه بي للقوة البحرية.
واضاف انه سوف يتم خلال الايام المقبلة ازاحة الستار عن خمس بوارج قاذفة للصواريخ من فئة «فجر» خضعت لعمليات صيانة اساسية وازاحة الستار عن بارجتين قاذفتين للصواريخ من طراز «سيريك» وحوامات هوفر كرافت جديدة واخرى خاضعة لعمليات صيانة اساسية وكذلك ازاحة الستار عن رادار «اكس باند» ورادار «عصر» ثلاثي الابعاد ونصب ذلك على المدمرة «جماران».
وتابع ان مناورات «الولاية 93» الكبرى ستجري بعد نحو شهر تقريباً في سواحل مكران (جنوب شرق ايران) حتى مدار 10 درجات بمشاركة القوة الجوية والدفاع الجوي.
وأوضح أن القوة البحرية الايرانية على استعداد للتعاون مع الدول المطلة على الخليج وبحر خزر (قزوين).
وحول ظاهرة القرصنة البحرية قال الادميرال سياري، ان غالبية عمليات القرصنة البحرية تجري في سواحل الصومال وخليج عدن، لكننا نرى ايضاً هذه الظاهرة في جنوب شرق اسيا ومضيق ملقا لذا فان تواجدنا مهم ايضاً في تلك المنطقة.
واستطرد، ان قرار الجمهورية الاسلامية الايرانية هو ان تتواجد قواتنا البحرية في مجال مكافحة الارهاب الدولي البحري في خليج عدن، اذ ان هذه القوات تعمل على حراسة السفن التجارية وحاملات النفط الايرانية وكذلك سفن سائر الدول.

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق