مجتمع

السفير هيل في تخريج طالبات «الإنكليزية للنساء»: لنتحد في وجه التطرف والجماعات التي تزرع الكراهية

دعا السفير الأميركي ديفيد هيل امس الأحد إلى الإتحاد في مواجهة «الجماعات التي تحاول زرع بذور الكراهية»، كتنظيم «داعش»، مشدداً على أهمية «الانفتاح على تعلّم أشياء جديدة، ولقاء أشخاص جدد وتبادل الأفكار «للتغلّب» على المتطرفين».

وقال هيل خلال رعايته الأحد، في بيت الطبيب حفل التخرّج الوطني السادس لبرنامج «الإنكليزية للنساء» الذي تموّله السفارة الأميركية وتنفذه بالتعاون مع جمعية «هيا بنا» و«جمعية معكم الخيرية والاجتماعية»، إن «الولايات المتحدة التزمت صرف أكثر من مليوني دولار لهذا البرنامج» الذي يقدم للنساء في المناطق الريفية فرصة تعلّم اللغة الإنكليزية فضلاً عن اكتساب جملة من المهارات الحياتية والمواطنية.
ولاحظ هيل الذي وزع الشهادات على أكثر من 720 خريجة من مختلف أنحاء لبنان، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والدينية والحزبية والبلدية، أن الطالبات يسعين من خلال هذا البرنامج، إلى تحقيق أهدافهنّ وأحلامهنّ، عبر «تعلم مهارة جديدة، أو زيادة خبراتهنّ الاقتصادية، أو تحسين وضعهنّ العائلي». وأضاف مخاطباً الخريجات: «جميعكنّ التقيتنّ أشخاصاً جدداً من جميع أنحاء لبنان، وزرتن مناطق جديدة في البلاد وتعلمتنّ أفكاراً جديدة وأنتنّ تتشاركن الآراء».
وشدد «التقاء الآخرين وزيارة مناطق جديدة من البلاد، هي جوانب رئيسية للبرنامج». وتابع: «عندما لا نتواصل وعندما لا نتحدث أو لا يستمع بعضنا إلى بعض، من السهل أن نؤمن بأسوأ الأمور عن الآخرين، فيصبح من السهل أن ننفر، ونكره. اليوم، في لبنان، نحن نرى جماعات مثل داعش تحاول زرع بذور الكراهية، وتحاول أن توصلنا إلى أن نحارب بعضنا بعضاً، ونتخلّى عن القيم التي توحدنا. ولكن يمكننا، لا بل يجب علينا أن نقف بوجه هذه الجماعات، ونبين لها أنها لا تستطيع الفوز. إن اللبنانيين والأميركيين يثمنون السلام، والتواصل والعلم. إذا بقينا متحدين، لن تستطيع هذه المجموعات أن تفوز. إن انفتاحكنّ على تعلّم أشياء جديدة، ولقاء أشخاص جدد وتبادل الأفكار هو وسيلة يمكننا من خلالها الكفاح والفوز ضد المتطرفين».
وشكر هيل المنظّمات الشريكة في البرنامج والبلديات التي استضافته والمعلمات من برنامج الانكليزية للنساء، علماً أن السفارة الأميركية التي دعمت هذا البرنامج المعدّ خصيصاً للبنان منذ العام 2008 بمبلغ 2،1 مليون دولار، عملت هذا العام بالشراكة مع جمعيتي «هيا بنا» و«معكم الخيرية والاجتماعية». وتعاونت الجمعيات بدورهما مع بلديات وجمعيات غير حكومية تنتشر في كل المناطق اللبنانية.

وقالت السيدة غنى علوش، مديرة جمعية «معكم» التي تنفذ المشروع في شمال لبنان: «في وقت كانت فيه هذه المنطقة تحتل الإعلام والأوساط السياسية المحلية والدولية بأخبار العنف والتطرف والتفجيرات، كنا، بالتعاون مع البلديات والجمعيات المحلية من مختلف الاتجاهات المذهبية والسياسية، نسعى إلى إرساء التفاهم من خلال اللقاء على العلم والتعلم بين نساء يأتين من خلفيات شتى يطمحن إلى التزود بسلاح غير سلاح القتل، أعني سلاح المعرفة الذي هو أقوى الأسلحة، فتحية لكنَّ أيتها السيدات اللواتي استهن بكل الاعتبارات الأمنية وطلبن العلم ولو في ظل الخطر».
أما رئيس جمعية «هيا بنا» لقمان سليم فذكّر بأن «الركن الركين من الدولة التي ينشدها اللبنانيون واللبنانيات – ولو بدت اليوم بعيدة المنال – دولة المواطنية العادلة الجامعة – هو المزيد المزيد من المشاركة النسائية في الشأن العام وفي رسم السياسات العامة». وأضاف «يوم يتاح لدولة القانون والعدالة والمواطنية الجامعة أن تقوم في لبنان فثقوا بأن هذا البرنامج المتواصل منذ عام 2008 سوف يذكر بما ساهمه في قيامها». وأكد أن «نجاحات هذا البرنامج إنجازات يومية تحققها، بعيداً عن الأضواء، في المنازل، والمشاغل، والجامعات، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من الميادين، هؤلاء السيدات المقبلات اليوم أن يكافأن بأن يمنحن شهادة عرفان رمزية لما بذلنه من جهد سواء في تعلم الإنكليزية أم خلال النشاطات الأخرى».  
تجدر الإشارة إلى أن عدد المستفيدات من هذا البرنامج منذ إطلاقه في العام 2008 حتى اليوم أكثر من ستة آلاف سيدة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق