الاقتصادمفكرة الأسبوع

«داعش» يسك عملته… ذهباً فضة ونحاساً!

أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيان أنه سيشرع بسك عملة نقدية خاصة به، من الذهب والفضة والنحاس، للتداول بها في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق. وقال إن هذه «خطوة لتثبيت أركان الخلافة الإسلامية» ورفع «الأمة من النظام الاقتصادي العالمي الشيطاني».

وفي خطوة منه لتعزيز السيطرة المفروضة على بعض مناطق سوريا والعراق، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيان أنه سيشرع بسك عملة نقدية خاصة به، من الذهب والفضة والنحاس، للتداول بها في هذه المناطق. وقال إن الهدف هو إبعاد المسلمين عن «النظام المالي الطاغوتي» المفروض عليهم والذي كان «سبباً لاستبعادهم وإفقارهم وإهدار ثروات الأمة وجعلها لقمة سائغة بأيدي اليهود والصليبيين».
وأوضح التنظيم الإرهابي في بيانه الموقع باسم «ديوان بيت المال» التابع له، سك العملة سيأتي «على عدة فئات وستصدر تعميمات تنظم عملية السك وطريقة استحصال هذه النقود وقيمتها والعلاقة بين فئاتها وكيفية التعامل بها».
وفي ملحق للبيان، وردت فئات هذه العملة بالتفصيل، فجاءت «عملة الذهب» على نحو فئتين (دينار وخمسة دنانير) تحمل كل واحدة منها «رمز ودلالة ودليل». على سبيل المثال، رمز دينار واحد هو «سبع سنابل» ودلالته ما سماه التنظيم «بركة الإنفاق في سبيل الله»، فيما دليله آية من القرآن (مثل اللذين ينفقون أموالهم في سبيل الله…). وتتكون الفضة من ثلاث فئات: درهم واحد وخمسة دراهم ثم عشرة دراهم، والنحاس من فئتين:  10 فلوس و20 فلساً.

خبير أميركي يحذر من امكانية تعامل بنوك في قطر والكويت بها
وهذه الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «الدولة الإسلامية» تسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، وتسعى إلى تأسيس دولة الخلافة الإسلامية في الإقليم. ويقول جيمي غورول مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق لـ CNN، بأن داعش «على عكس تنظيم القاعدة، الذي كان يتلقى تمويلاً من الخارج، فإن داعش بالذات لديه تمويل ذاتي  في الأساس». ويقول بأن تمويلها يأتي من النفط، ومبالغ الفدية، والضرائب، والتحف المسروقة.
«إنه أغنى منظمة إرهابية عرفها العالم، وبهذا النوع من النقود من الصعب فهم إمكانياتها، وماذا يمكن أن يفعلوا بذلك». بحسب غورول، وأضاف «بأن الصعوبة بالطبع، في مثل هذا النوع من النقود، بأنه لا يمكنك مجرد وضع النقود في صندوق الأحذية أو تحت فراشك، عليها ان تدخل في لانظام المالي في لحظة معينة، وأعتقد بأن على وزارة الخزانة التركيز على البنوك، البنوك في قطر على سبيل المثال، والكويت، التي يمكن أن تتلقى أموال داعش وتتعامل بها».

عودة الدينار
وكانت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية قد اوردت تقريرا ذكرت فيه أن جماعة داعش الإرهابية تريد إطلاق عملتها الإسلامية الخاصة بها في إطار مساعيها الرامية إلى ترسيخ مشروعها المتمثل في إقامة الخلافة الإسلامية.
وذكرت الصحيفة أن مسلحي داعش يخططون لإعادة «الدينار» الأصلي الذي يعتبر العملة القديمة التي كان يتم التعامل بها في المعاملات المالية في العصور الإسلامية، مضيفة أن ثمة شخصيات دينية في مدينة الموصل ومحافظة نينوى بالعراق قد أعلنت بالفعل في المساجد عن عودة هذه العملات القديمة.

وأوضحت الصحيفة أن العملة المعروفة بـ «الدينار» التي كانت تصنع من الذهب والفضة، تستخدم في الوقت الحالي من جانب مجموعة من الدول، لكن تلك العملات مصنعة من مواد مختلفة عن العملات الأصلية القديمة.
ومع ذلك، والكلام للصحيفة، تعتزم داعش العودة إلى العملات المعدنية المصنوعة من الذهب والفضة والتي تم إدخالها للمرة الأولى في عصر الخليفة عثمان بن عفان في العام 634 ميلادياً.
وأشارت الديلي ميل إلى أنَّ الدينار الإسلامي الأصلي كان يصنع من الذهب الخالص ويعادل وزنه حوالي 4 غرامات بينما يعادل وزن العملة الفضية 3 غرامات فقط، كما كانت تلك العملات مستديرة الشكل وتحمل عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» في أحد جانبيها، بينما يتضمن الجانب الآخر تاريخ صك النقود واسم الحاكم في البلاد.
وذكر الموقع أن خطط «داعش» الخاصة بالعملة الإسلامية تهدف إلى استخدام الدينار الإسلامي في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة المسلحة كجزء جديد من مخططهم لمحاربة الدول الغربية وأفكارهم المتطرفة، بحسب وصفهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق