الاقتصادمفكرة الأسبوع

اشرف العربي: مصر في حاجة إلى «ثورة» اقتصادية

موديز ترفع النظرة المستقبلية لمصر إلى مستقرة

قال وزير التخطيط المصري إن بلاده تحتاج ثورة اقتصادية للتعافي من الأضرار الناجمة عن الإضطرابات السياسية ولجذب استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات وتحسين أوضاعها المالية.

ويرى أشرف العربي وزير التخطيط إن بلاده ستتمكن من جذب ما لا يقل عن ثمانية مليارات دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال السنة المالية الحالية متوقعاً معدل نمو اقتصادي لا يقل عن ثلاثة بالمئة خلال الربع الأول من العام وعن 3،2 بالمئة خلال السنة بأكملها.
وفي مقابلة في إطار «قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط» قال العربي إن هناك استثمارات عربية وخليجية ستدفق على مصر خلال الفترة المقبلة متوقعاً الإعلان عنها خلال قمة مصر الاقتصادية في شباط (فبراير) المقبل.
وتضرر اقتصاد أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان منذ انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك وفجرت إضطرابات سياسية.
وقال العربي «أقر تماماً بحاجة مصر لثورة اقتصادية وثورة اجتماعية وثورة إدارية على غرار الثورة السياسية التي أنجزناها… ينبغي تعديل القوانين، قانون الإستثمار وقانون قطاع الأعمال. من الضروري أن ندرك مدى صعوبة بيئة المنافسة في كل مكان في العالم في الوقت الحاضر.إذا نظرنا لمؤشرات المنافسة سنجد أن تصنيف مصر يتراجع للأسف».
وقال العربي إن مسودة قانون الاستثمار الجديد تعالج قضايا عدة من بينها الاراضي والطاقة والبيئة التحتية.
ورغم تدهور الإقتصاد المصري على مدار السنوات الثلاث الماضية إلا أن أحدث تقارير تشير إلى أن النشاط الاقتصادي يتعافى تدريجيا وأن الصورة العامة للاقتصاد تظهر أنه في حالة أفضل بكثير مما كان عليه قبل عام.

مستقرة
وأعلنت اليوم الاثنين وكالة موديز انفستورز سرفيس للتصنيفات الائتمانية تغيير نظرتها المستقبلية لمصر إلى مستقرة من سلبية وأكدت تصنيفها للسندات الحكومية البالغ Caa1.
وأضاف العربي إن السلطات المصرية تعمل جاهدة لتسهيل عمل القطاع الخاص في البلاد حيث قادت البيروقراطية والمنازعات القانونية لعزوف المستثمرين.
وقال العربي «من المهم أن يرتفع معدل النمو لثلاثة أمثال معدل نموالسكان. معدل نمو السكان في مصر حالياً يتجاوز 2،5 بالمئة. مصر تستهدف معدل نمو أربعة بالمئة في العام المقبل وتأمل أن يرتفع تدريجياً إلى سبعة بالمئة على الأقل في العقد المقبل». وتابع «كي نحقق ذلك نحتاج لاستثمارات لا تقل عن 500 مليار جنيه مصري العام المالي المقبل».
وسجل معدل النمو السنوي في مصر على مدى السنوات الثلاث الماضية نحو اثنين بالمئة قبل أن يقفز إلى 3،7 بالمئة في الربع الأخير من السنة المالية 2013-2014 مما يشير لارتفاع نسبة النمو خلال السنة المالية الحالية.
وقال العربي إن الوقت حان للعمل على جذب استثمارات خليجية لمصر وليس المزيد من المساعدات والمنتجات البترولية.
وسئل عن مدى أهمية طمأنة المستثمرين بأن الجيش لن يهيمن على المشروعات في مصر فأجاب «أعتقد أن هذا تكرار لرسالة خاطئة. كما ذكرت أكثر من مرة إن مصر تحتاج استثمارات ضخمة تفوق كثيراً قدرة الجيش والقطاع الخاص والقطاع العام بل والمستثمرون الأجانب. لهذا نحتاج الجميع».

جذب استثمارات
وتسعى مصر لإبرام صفقات مع شركات قبل عقد قمة اقتصادية في منتجع شرم الشيخ في شباط (فبراير) تهدف لجذب استثمارات. وقال العربي «الطاقة في مقدمة أولوياتنا، الإسكان والبنية التحتية والزراعة والصناعة وبالطبع السياحة»، مضيفاً أن لجنة تضم السعودية والإمارات تعد فرص استثمار.
وذكر أن مصر تركز على إصدار قانون الإستثمار قبل المؤتمر كي يتسنى توقيع اتفاقيات خلال القمة.
وشكك العربي الذي شارك في مفاوضات سابقة مع صندوق النقد الدولي في أن تسعى مصر للحصول على قرض من الصندوق.
وقال «من الأفضل أن تدع هذا الأمر للحكومة المقبلة. الأهم الآن هو بدء وتسريع وتيرة خطة الإصلاح الاقتصادي التي بدأناها».
وتعول الحكومة على خططها الاقتصادية الجديدة ومشروعاتها القومية لخفض معدل البطالة وزيادة النمو الاقتصادي.

قمة مصر الإقتصادية والدعم الخليجي
وقال العربي إن بلاده ستعقد قمة مصر الإقتصادية يومي 21 و22 شباط (فبراير) في منتجع شرم الشيخ لعرض الوضع السياسي والرؤية التنموية لمصر حتى 2030.
وتابع «نستهدف أن تعقد القمة ونكون انتهينا قبلها من قانون الاستثمار الجديد ومن حل مشاكل المستثمرين في مصر. هناك استثمارات عربية وخليجية ستتدفق خلال الفترة المقبلة وإن شاء الله يتم الإعلان عنها في المؤتمر».
وتلقت مصر مليارات الدولارات في صورة منح وقروض ومنتجات بترولية من السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) عقب احتجاجات حاشدة على حكمه.
وقال العربي «الخليج ما زال يدعمنا. لم نكن نستطيع المرور من المرحلة الماضية غير بالدعم القوي من السعودية والإمارات ولحد بعيد الكويت. الدعم ليس مالياً فقط ولكن سياسياً أيضاً وهو مهم جداً جداً لنا».
وللسعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت مصالح سياسية قوية في الحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي في مصر قد يسمح بعودة جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها تلك الدول الخليجية عدواً لدوداً لها.
وقال العربي إن الدعم الخليجي لبلاده «تجاوز بمراحل مبلغ 20 مليار دولار. هناك أشياء كثيرة لا تقال».
وكانت المساعدات بمثابة شريان حياة للاقتصاد المصري لكن الحكومة تسعى أيضا لإجراء إصلاحات طال انتظارها.

النمو والتضخم والاستثمارات الأجنبية
وقال العربي إن بلاده التي مازالت تعاني من بعض المشاكل الإقتصادية تستهدف ألا يقل معدل النمو الاقتصادي في الربع الأول من السنة المالية 2014-2015 والذي انتهى في 30 أيلول (سبتمبر) عن ثلاثة بالمئة وعن 3،2 بالمئة في السنة التي تنتهي في حزيران (يونيو) المقبل.
وتابع العربي «عادة ما يكون الربع الأول هو الأقل في معدل النمو عن باقي العام لكن هذا العام المؤشرات كلها إيجابية وتقول أننا نسير في تحسن سواء من حيث إيرادات السياحة أو قناة السويس. وأيضا باقي القطاعات مثل الصناعة التحويلية والتشييد والبناء فيها نمو جيد».
وأظهر مسح نشرت نتائجه في بداية تشرين الأول (أكتوبر) نمو أنشطة الشركات في مصر في أيلول (سبتمبر) بوتيرة قاربت المستويات القياسية في ظل التعافي الاقتصادي الوليد الذي يشجع الشركات على التوظيف للمرة الأولى في عامين ونصف العام.
وقال العربي إن بلاده تستهدف ألا تقل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السنة المالية الحالية عن ثمانية مليارات دولار على ان تزيد عن العشرة مليارات خلال السنة المالية 2015-2016.
وقبل رحيل مبارك بلغ حجم الاستثمار الاجنبي المباشر نحو ثمانية مليارات دولار سنوياً ونزلت لاحقاً لنحو ثلاثة مليارات ولكنها تعافت إلى نحو 4،6 مليار دولار السنة المالية المنتهية في حزيران (يونيو) الماضي.
وبسؤال العربي عن معدل التضخم الذي تستهدف الحكومة ألا تزيد عنه خلال السنة المالية الحالية أجاب «نستهدف ألا نتجاوز معدل تضخم 13 بالمئة خلال 2014-2015. إن شاء الله لن نصل إلى هذا الرقم.

مشروع طرق عملاق
وقال العربي إن بلاده بدأت عقب عطلة عيد الأضحى هذا الشهر في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مد طرق جديدة بطول 3200 كيلومتر من إجمالي 4800 كيلومتر تستهدف الحكومة إنشاءها.
وتابع العربي «المرحلة الأولى تمثل نحو 20 بالمئة من إجمالي طرق مصر الآن. نستهدف الإنتهاء من المرحلة الأولى خلال عام من الآن أي في 2015».
وتحتاج مصر لمثل هذه المشروعات منذ فترة طويلة لإنعاش اقتصادها المثقل بالمشكلات.
وقال العربي «المرحلة الأولى تنفذ من خلال القوات المسلحة وهيئة الطرق وهيئة المجتمعات العمرانية. استثمارات هيئة الطرق وهيئة المجتمعات في المشروع تبلغ نحو 25 مليار جنيه».
وتابع العربي إن الحكومة ستعلن خلال الأسبوعين المقبلين عن تأسيس شركة جديدة للنقل الجماعي في مصر باستثمارات مبدئية أربعة مليارات جنيه على ان يستحوذ القطاع الخاص على اكثر من 50 بالمئة من المشروع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق